عرض مشاركة واحدة
  #11  
قديم 05-16-2015, 10:51 PM
 
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:70%;background-image:url('http://im52.gulfup.com/FXlzFk.png');"][CELL="filter:;"]

[ALIGN=center][shfaf2]http://up.arabseyes.com/uploads2013/14_05_15143161059890221.png[/shfaf2]

الفصل الأول :-
غمرة مشاعري في كنف الظلآم!*
لم يكن شبيه الغراب يتصرف بطبيعية بتاتا..كان يلقي الأوامر على هذا وذاك، ورغم أنه نحيل جدا، وضعيف البنية، الا أن من هم أضخم وأقوى منه يطيعون أوامره دون تردد..
محافظا على ملامحه الهادئة على نقيض الرجل الذي كان بشوشا ..لطيف القسمات.. وان لم أكن على خطأ فإنه يوما بعد يوم
كانت محاولاته في التقرب مني تزداد! ..
وكم كنت أشعر بالغرابة حيال شبيه الغراب ، اذ أنه لم يكن يلقي علي بأوامره كما يفعل مع باقي السجناء! ...
ولم نكن نتحدث معا أبدا ..رغم أننا في نفس الزنزانة.. كنا الى حد كبير متشابهين في برودنا وهدوءنا الدائم
رغم ضجيج بعض السجناء وأنين تألم من حكم عليهم بالتعذيب وبالسجن مدى الحياة!
توالت الأيام وبت أتيقن تقرب الرجل المدعو ستان مني.. وبالفعل استطاع أن يفتح نقاشا معي مستغلا إحدى الفرص السانحة له في يوم من حياتي البائسة..
××

آه ...تلك الذكرى مجددا ..خفقات قلبي متضاربة وغير منتظمة..
تلك الذكرى اللعينة حولت حياتي الى جحيم..جعلت مني ضحية متاهة الحياة ...
تلك الذكرى اللعينة جعلتني في إحدى الليالي التي قضيتها في زنزانتي الجديدة أستفيق بصياح يستغيث...!
شهيق وزفير متواصلان ..تنفست بتسارع ، والعرق يتصبب من جبيني..
في تلك الليلة بالذات أحسست بشخص ما يحتضنني ، وبيد تمسح على شعري النحاسي العتيق...
في تلك الليلة بالذات اكتشفت أن الذي احتضنني لم يكن الا شبيه الغراب!
لازلت أتذكر الطريقة التي كان ينظر بها إلي في ذلك اليوم ، لحظة رفعت فيها رأسي لتتلاقى عيناي الأريلديتان وعيناه الليليتان...
سعادتي تلك التي شعرت بها وقت أيقنت أن أيام ضربي قد ولت.. فالحارس اللئيم اختفى ليحل محله شبيه الغراب!
ويوما بعد يوم ظليت على هذه الحال ..كابوس، صياح، صراخ السجناء المنزعج.. واحتضان صامت من قبل شبيه الغراب..
××
في لحظة كنت أقف في طابور الفطور بأصفاد قيدت معصماي وقدماي.. كم كنت أعاني حينها من دفع هذا وذاك ...
دفع شديد لدرجة أني كنت أسقط على أحدهم ..فيصرخ في وجهي
- إنتبه أمامك أيها الغر!
وما كنت أكتفي بقوله .." أسف"..! بلكنة باردة وهادئة مشابهة تماما للصبيان! على نقيض ارتجاف قلبي..
في تلك اللحظة امتدت ذراع من بين جمع الوحوش..لتنتشلني من معصمي بهدوء! ..
وحين رفعت رأسي وجدت أنه الرجل صاحب الشعر الغريز بالبياض...ستان..
- ويحك! .. فلترافقني رجاء!
كنت في كل مرة أحاول التهرب من المدعو ستان ..فهو يذكرني بجسده المفتول العضلات وشعره الممزوج بلوني الذهب وبياض الزمان ...بأبي الذي قتله توأمي!
كان يمسك بحصتين من الطعام ..كانت إحداها على مايبدو لي! ..وكم كانت كفه دافئة كدفائة ملامحه وابتسامته تلك..
وأظل مصرة على برودة مقلتاي، وتبدد ابتسامتي، ودحر الفتاة في داخلي ...رغم صيحاتها ، ورغم ارتجافها..
تلك النظرات النابعة من مقلتاه الحالكتان..كعيني الغراب.. إنها نظرة غامضة، محتواها مزيج لا أستطيع إدراكه قطعا!
ارتجافها بداخلي ازداد ..أكاد أجزم أني أرى مقلتيها المستغيثتان...الطفلة في داخلي ..عندما كان ستان يتحدث معي، محاولا استدراجي ليعرف حقيقتي ..لكن بطريقة غير مباشرة.. وإجابات تخرج من شفتين تصنعتا القوة الزائفة!
- هل تشعر بأنك بخير؟!
- لا يختلف شعوري بين الأمس واليوم..
- تدعى جان ويلكنسون ..صحيح؟
- ربما!

لا يزال لم يكتفي ..بل وأن سلسلة أسئلته لم تنتهي، ولولا يد ذاك التي انبسطت على كتفه..لأكمل أسئلته ..
ليروي فضوله، ويوصلني أنا الى نهاية مسدودة ..نهايتها تلك الذكرى البائسة!
أتذكر تلك النظرة التي رمقني بها شبيه الغراب قبل أن يهم بالذهاب ويتركني لوحدي أصارع فتات ذلك الشريط التالف ...
أول جملة يرميني بها مقتطفاتها
- اعذره ..فلا أنا ولا أنت بإمكاننا كبح فضول البشر ..جان!
تلك اللكنة التي نطق بها اسمي..ألا تدرك؟ أنا لست بجان..إني فتاة!..
××
شعور مقيت ينتابني ..منذ ذكر ذلك الغراب إسمي بتلك الطريقة ..وإن كنت بغير قادرة على إدراك مغزاها وسر غموضها..
فإني أكاد ألتمس منها هواجس شك وريبة!..
لكم شعرت بالإزدراء ..غضبي من ضعفي ازداد.. وازداد حتى تمنيت الموت والتخلص من هذه الحياة الخشنة القاسية..
لكن كل ذلك الشعور يتبدد.. عندما أجد جسدي الهزيل في كنف ذلك الغراب.. في لحظة استفاقي من جحر النوم الرديء مشبعة إياي بصياح ألم ضحية ذكرى وماضي مشئوم..
تعاقبت الأيام وأنا بذاتي أتفاقم غرابة من ما استحال يحصل حولي ...وغرابتي تلك أنافت واحتدت بغتة دخول مجموعة من الرجال ،وبغتة أمر
أحدهم بشراسة
- استعدوا ..سينقل كل منكم الى سجن انفرادي!
أدركت مدى الإستغراب الذي تسنم مقلتا كل من يقبع حولي ..بقدر إدراكي أن في الأمر سرا خطيرا ..وأن في ذات الأمر "إن!" خصوصا عندما هجم أحد المساجين الضخام عليهم متدرع بهذا القرار المفاجئ..
××
أوجربتم من قبل أن يسقط بشر أمام مقلتيكم طريحا..جثة هامدة قد ودعتها الروح الهيماء!؟
دماء جرح مقتله النازف قد لطخت وجهك فقط لأنك كنت الأقرب إليه لحظة هزيع روحه! ..لا أذكر ما حدث في ذلك الوقت ! كيف استحال هذا الضخم الملئ يالحياة ..جثة ميتة لا تكاد تذكر، ففي بغتة هجومه على من يسمي نفسه "حارسا!" ..كنت حينها لم أعد أرى إلا قتامة فوق سواد!.. ولم يصعب علي أن أدرك أن سبب تلك القتامة كانت يد قد أطبقت فوق عيناي لتلتهم رؤيتي وتمنعني من رؤية تلك الدماء!
لم يعلم أن لطفه ذاك لم يمنع صوت إطلاق النار من إختراق أذناي،ولم يعلم أن محاولته تلك لم تقف حائلا أمام قطرات الدماء التي لطخت وجهي وملابسي أو تجاهد لتخفي رائحة الدماء المقرفة قبل أن تتسلل متمردة لتشق أنفاسي ،وتحرق أنفي ،وتوصد الأبواب أمام شهيقي المتقطع بإضطراب! ...
ولايزال غير مدرك أن يده الباردة تلك لم تحال من إغماض مقلتاي بإنتفاض، وتدفق دموعي البائسة على وجنتاي ،وشهقاتي التي أخذت تعلو وتعلو بإنتظام مع إنتفاضات الطفلة في داخلي!
××
في بؤرة غيهب لا نقبي.. تلك البؤرة لها أربعة أركان.. أنا استلقيت في إحداها، أضم ساقاي بساعدين خائرين ضعيفين ...هناك في تلك البؤرة الكئيبة~
اصتكاك أسناني ، وارتجاف شفاهي، وبكاء الطفلة في داخلي..لم يعد باستطاعتي التفكير في شيء.. لم أكن بوعي، فقدت عقلي خصوصا
لحظة فكرت في البحث عن حبل لأطوقه حول عنقي ..وأخره ينتهي عقدة عند سقف ذلك الغيهب الكئيب...
ظليت على حالي ذاك ،فبقدر ما كانت الأوامر بالحبس الإنفرادي صارمة، بقدر ما كنت أود لو أتوقف عن التنفس، فلا أشم رائحة دم السجين الملتصقة بوجهي وملابسي ، ولا العالقة في جيوب أنفي، وإندفاع تلك الرصاصة التي قتلت ذلك السجين لايزال راسخا في ذهني.!
××
أضلعي متصلبة، عقلي لم يأخذ كفايته من الإستيعاب..لسبب ما أظنني أسمع شخصا ما يصرخ باسمي ..لسبب ما أطلقت صيحة تألم ..أظنني شعرت بشيء مؤلم يركل معدتي بوحشية وعنف شديد..وثم صوت إغلاق قوي للباب الحديدي!
بعد ثوان من محاولات عدة لإلتقاط أنفاسي ، استندت على الحائط الذي لم أكن أعرف ما إذا كان باردا أو دافئا! فبرغم الطفلة في داخلي تئن وتتأوه ..إلا أنني قد فقدت إحساسي ..لم يعد يهمني ما يحدث لجسدي.. فإن كان الظلآم يريدني ..فسأدعه يجرني ويلتهمني!
فأنا بت خاضعة لواقعي ..غير أني لست براضية به..
طبق الطعام ذاك الذي أمامي لم يعودوا يسمحون لي ولا لأي سجين بالخروج وتناول الطعام في الغرفة الخاصة بذلك ...خلف القضبان هي أيضا ولكن في مكان أكثر إتساعا! ..تساءلت وقتها عن سبب عزلنا كل على انفراد؟!
أمضيت يومان مختنقة في ركن الزنزانة المنفردة ..وكنت كلما أطلقت إحدى صيحاتي المباغتة في الليل ..كنت أشعر بشيء مؤلم يركل معدتي فأتأوه بصمت وأعود غائبة عن الوعي...
ولازلت أتذكر شعوري عندما وضع الحارس أمامي طبق الطعام ..كانت قد انشقت روح الطفلة بداخلي ..وتصرخ محاولة إخباري أن الحارس اللئيم من السجن القديم يقف أمام عيناي الأن!..
أتذكر كيف وقف أمامي في إحدى الأيام وخلفه مجموعة من الرجال ..حدق بي بشراسة ثم تبدده قسمات خبث أمام نظرات باردة تخفي خلفها مقلتا الطفلة المرتجفتين
- انتهى أمرك الى هذا الحد.. قل وداعا للحياة!


××

رأيكم؟! انتقاداتكم
أسفة ع التأخير-_-2




[/SIZE]

[shfaf2]http://up.arabseyes.com/uploads2013/14_05_1514316111025037.png[/shfaf2]


[shfaf2]http://up.arabseyes.com/uploads2013/14_05_1514316114140373.png[/shfaf2][/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
__________________
قلبكَ دافئٌ كما الحنين🌻
سابقاً C I E L
رد مع اقتباس