عرض مشاركة واحدة
  #45  
قديم 04-05-2015, 01:34 PM
 
الفصل السادس‏:‏
في بيان ركائز العبودية الصحيحة

إن العبادة ترتكز على ثلاثة ركائز هي‏:‏

الحبُّ والخوفُ والرجاء‏.‏
فالحب مع الذّل،
والخوف مع الرجاء،
لابد في العبادة من اجتماع هذه الأمور،


قال تعالى في وصف عباده المؤمنين‏:‏
‏{ ‏يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ‏ }‏

‏[‏المائدة/54‏]‏،

وقال تعالى‏:‏
‏{‏ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَشَدُّ حُبًّا لِّلَّهِ‏ }‏

‏[‏البقرة/165‏]‏‏.‏


وقال في وصف رُسُله وأنبيائه‏:‏
‏{‏ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ
وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا
وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ‏ }‏

‏[‏الأنبياء/90‏]‏‏.‏


وقال بعض السلف‏:‏

من عبد الله بالحب وحده
فهو زنديق،

ومن عبده بالرجاء وحده
فهو مرجئ،

ومن عبده بالخوف وحده
فهو حَرُوري ‏،

ومن عبده بالحب والخوف والرجاء
فهو مؤمن مُوحِّد‏.

‏ ذكر هذا شيخُ الإسلام في رسالة ‏(‏العبودية‏)‏


وقال أيضًا‏:‏

‏(‏فدين الله‏:‏ عبادته وطاعته والخضوع له،

والعبادة أصل معناها‏:‏ الذل‏.‏

يقال‏:‏ طريقٌ مُعبَّدٌ،
إذا كان مُذللًا قد وطئته الأقدام‏.‏

لكن العبادة المأمور بها تتضمن
معنى الذل،
ومعنى الحب،

فهي تتضمن
غاية الذل لله تعالى،
بغاية الحب له،

ومن خضَعَ لإنسان مع بغضه له
لا يكون عابدًا له،

ولو أحبّ شيئًا ولم يخضع له
لم يكن عابدًا له،

كما يُحبُّ الرجل ولده وصديقه،

ولهذا لا يكفي أحدهما في عبادة الله تعالى،

بل يجب أن يكون الله
أحب إلى العبد من كل شيء،

وأن يكون الله
أعظم عنده من كل شيء،

بل لا يستحق المحبة والخضوع التام
إلا الله‏.‏‏.‏‏.‏‏)‏

انتهى ‏‏‏.‏


هذه ركائز العبودية التي تدور عليها،

قال العلامة ابن القيم في النونية‏:‏

وعبادةُ الرحمن غايةُ حُبِّه ** مع ذُلِّ عابده هُما قطبــان

وعليهما فَلكُ العبادة دائرٌ ** ما دار حتى قامتِ القُطبــان

ومَدارهُ بالأمر أمرِ رَسوله ** لا بالهوى والنفسِ والشيطانِ


شبَّه - رحمَهُ الله - دورانَ العبادة
على المحبة والذل للمحبوب،
وهو الله جل وعلا؛
بدوران الفلك على قطبيه،

وذكر أن دوران فلك العبادة
بأمر الرسول صلى الله عليه وسلم

وما شرعه، لا بالهوى،
وما تأمر به النفس والشيطان،
فليس ذلك من العبادة‏.‏

فما شرعه الرسول صلى الله عليه وسلم
هو الذي يدير فلك العبادة،

ولا تُديره البدع والخرافات
والأهواء وتقليد الآباء‏.‏
__________________
إن كانت غزوة أحد قد انتهتْ
فإن مهمة الرماة
الذين يحفظون ظهور المسلمين
لم تنته بعد..!!
طوبي للمدافعين عن هذا الدين كل في مجاله،
طوبى للقابضين على الجمر،
كلما وهنوا قليلاً
تعزوا بصوت النبيِّ
صل الله عليه وسلم
ينادي فيهم:
" لا تبرحوا أماكنكم " !
رد مع اقتباس