بدايةً أردت أن أنوه إلى أنني سأعقب على مداخلتك القيمة هذه من منطلق
(بلاد العرب أوطاني ... وكل العرب إخواني)
من دون تزلُّف أو تحيّز للحدود..
واثق بذلك =)
هذا كلُّه بدعم من إيران.. فالحوثيون أساساً ليس لهم في السياسة.. لكن توجيهات إيران ودعمها المادي الذي اشترت به قيادات يمنية -حتى الرئيس اليمني عبدربه هادي ووزير دفاعه- ليسلموا الجيش واليمن للحوثيين..
آكيد , و الموضوع ذاهب إلى حالة من الـتأزم خاصة بعد الإتفاق الأخير بين امريكا و الغرب مع إيران ، و كأنها طعنة في ظهر الحليف العربي
و الحقيقة أنهم يريدون أن تشتعل المنطقة من جديد خوفاً من ظهور قوة تجديد بدأت تطل برأسها بالخفاء بين ركام الربيع العربي ،،
لنكن صادقين مع أنفسنا -بعيداً عن العواطف- ونعترف بأن مصر كانت أكبر من الإخوان.. والترحيب الغربي بالإخوان عند توليهم السلطة -خصوصاً أمريكا- كان بغرض إسقاطهم فيما بعد..
الإخوان دخلوا السلطة وهم لا يملكون من مؤسسات الدولة شيء.. لا جيش, ولا شرطة, ولا مخابرات, ولا مالية.. بل كانت هذه المؤسسات تعمل ضدهم حتى الإعلام كان ضدهم.. لم يمتلِكوا سوى الشعبية الجماهيرية.. والشعبية لا تعني الأهلية للحكم..
وأنا أتفق معك بأنه كان هناك دعم من بعض دول الخليج للإنقلاب.. وقد علل هذه النقطة الدكتور النفيسي عندما ذكر أن ذلك كان تحت ضغط من الحليف الدولي -أمريكا-.. لأن علاقة دول الخليج بالإخوان قديمة وقد تقلدوا مناصب وزارية رفيعة في دولنا حتى في وزارة التعليم.. ولم يكونوا أبداً خطراً على دولنا ولن يكونوا..
ولعلك لاحظت تنازل حزب النهضة التونسي -الإخواني- عن الحكم طواعية.. والتنازلات التي قدمها كانت لأجل مصلحة تونس.. و أعتقد أنه استفاد من الموقف المصري.. لذلك اكتفى بالمشاركة في تشكيل الحكومة بدل الدخول في هذا النفق المظلم الذي يجر البلاد إلى مالا يحمد عقباه..
ومع ذلك فهذا لا يعني تأييدي للدعم المالي الذي تقدمه دول الخليج لهذه الشرذمة العسكرية الفاسدة في مصر.. فهذا من التناقض والإزدواجية التي لا تُقبل..
موضوع مصر كانت خلفه قوة كبيرة غربية و عربية ،،
كما قلتي مصر أكبر من الإخوان .. و كانوا مغيبين تمام عن الدولة و مؤسساتها
بوجهة نظري ، إستعجلت القوى السياسية و الثورية في مصر في إنهاء الثورة و الركض خلف الانتخابات و المناصب
دول الخليج قد تم تخويفها من نجاح ثورة مصر ،، من قبل دول الغرب و على رأسها أمريكا ،، لذلك كانت ردت فعلهم هو دعم قوى الشد العكسي خوفاً على مصلحتهم التي إدعت أمريكا أنها في خطر ,,
تونس و قوى المعارضة فيها لها ماضي مع السياسة و بالإضافة إلى تعلمهم من الشيء الذي حصل في مصر أيضاً ,,
كما قلت الخليج دعم قوى الشد العكسي و العسكري بناء على معلومات ترهيب من نجاح ثورة مصر . من قبل بعض الاطراف المصرية و الغربية
لكن كما قلتي ,, هذه هي عين الإزداوجية
قضية سوريا معقدة جداااااااً وذلك لمجاورتها للمحتل الصهيوني.. وزاد من تعقيدها دخول روسيا والصين في القضية ومعروفة عداوتهما مع أمريكا.. أضف إلى ذلك أن المعارضة السنية لم تجد البديل المناسب حتى الآن لبشار.. ناهيك عن الإقتتال الداخلي بينهم.. كان الله في عون اخواننا في بلاد الشام وأسأله أن يعجل بنصرهم..
أما عن مشاركة بعض الدول العربية في حصار غزة.. فهو أمر غير مستغرب!!
هل تعلم أخي الكريم أن هناك دولة خليجية كانت تدعم الحوثي لإسقاط صنعاء؟؟ والعجيب أنها الآن من دول التحالف ضد الحوثي!!
هل رأيت هذا التخبط السياسي الذي تعاني منه دولنا العربية؟؟ والذي قادنا إليه هو الطغيان السياسي والتَّفرد بالقرار داخل النخب السياسية من دون الرجوع إلى أهل الفكر والمشورة..
سوريا موضوعها معقد .. هي دولة محورية , لكن هناك تقصير منا كعرب إتجاههم ..
البديل السني يمكن أن يتم إيجاده لاحقاً .. لكن القوى الغربية تريد معرفته مسبقاً و التأكد من شخصه قبل "أن يقع الفأس بالرأس "
و للأسف نحن نسير خلف مصالح امريكا و الصهيونية قبل السير خلف مصالحنا
لا أستبعد ذلك .. هناك دول تحاول أن " تلعب على الحبلين " و ترجح كفة على كفة حتى تبقى الأوضاع تحت سيطرتها ،،
وضعتي يدك على الجرح مباشرة ،، احسنتي فالمشكلة الأساسية في بلداننا العربية هي التفرد بالقرار بشكل ديكتاتوري مُـنمـّـق
أخي الكريم هذه الأنظمة مسئوليتها المحافظة على حدودها وحماية أراضيها من الأعداء.. وهذا لا يعيبها إذا توافقت مصلحتها مع مصلحة الشعب اليمني..
الآن لو سقطت اليمن في أحضان إيران لجلسنا نلطم ونولول ونقول لماذا لم تتدخل دول الجوار على الأقل حفاظاً على أمنها القومي..
أكيد ,, بالنسبة لي تعجبت تأخر هذه الضربة للحوثين بالأساس ..
وددت أن يتم إنهاء هذه القضية باسرع وقت ،، فدولنا العربية أصبحت لكل من هب و دب للأسف للتحكم بها من الخارج
و يا ريت يتم التعامل مع أي طرف يحاول المساس بأمن الدول العربية بنفس الطريقة و نفس الحزم ,,
و لا ننسى أيضاً خوفاً من ظهور قوى عسكرية سنية متكونة من قوى العشائر في اليمن قد تهدد أمريكا مستقبلاً
والله سنفرح كثيراً وكثيراً إن حققت عاصفة الحزم غرضها.. ودحرت الغازي الصفوي من أراضينا..
أما مقولتك أنها قوة معادية تعادي شعب اليمن فهي غير دقيقة.. وكأنك تقول أن إسرائيل قوة معادية تعادي شعب فلسطين!!!
بالرغم من أن إيران تحتل أضعاف أضعاف أضعاف..... ما تحتله إسرائيل من أراضينا.. هذا طبعاً غير دول الهلال الشيعي التي تخضع لسيطرتها..
أكيد و هذا سيريح كاهلنا بعض الشيء
هي تعادي الشعب اليمني في هذه المرحلة و مستقبلا ستهدد باقي المنطقة ,,
بالتأكيد المسلمين كالجسد الواحد ،، و أتمنى أن نبقى كذلك
لدينا مشكلة في ترتيب أولوياتنا كدول ,, و كأن هناك سوء في إداراتنا
بالتأكيد تسعدني عودتك مرة أخرى
خالص شكري وتقديري لك على مداخلتك المميزة وفكرك الراقي
وقلمك المُحاور بوعي
العفو ..
و أسعدني ردك و محاورتك
تسلمي
بالتوفيق