 عاصفة الحزم وعش الزنابير!!
تمر منطقتنا العربية بأحداث كبرى ومصيرية في الأعوم الخمسة الأخيرة.. تمثلت في اندلاع ثورات الربيع العربي.. التي بدأت في تونس الخضراء ثم شقَّت طريقها لعدد من البلاد العربية..
والذي لا يختلف عليه أحد -حتى كاتبة هذه السطور- أن هذه الثورات ستُلقي بظلالها وتداعياتها على العالم العربي لعقود قادمة من الزمان.. وقد يصعب توصيفها بالخير المحض الذي لا شر فيه.. أو الشر الوبيل الذي لا خير فيه..
تتابعت الثورات ذات الطابع الشعبي مع غياب شخصية القائد.. حتى وصلت إلى أرض اليمن الذي كان وقتها يعاني من حكم أسوأ نظام مرّعليه.. نظام علي عبدالله صالح والذي قاد اليمن إلى درجة عالية من الفساد, والفقر المزمن, وانتشار البطالة, وتهميش الأقليات, الأمر الذي أدى إلى خروج الانفصاليين في الجنوب.. إضافة إلى احتوائه لخلايا تنظيم القاعدة والتي وجدت ملاذاً آمناً لها في الأراضي اليمنية..
ثورة اليمن بدأت فصولها الأولى في 3 فبراير 2011..
وتصاعدت وتيرتها حتى أسقطت الطاغية علي عبدالله صالح وتحققت آمال الثوار.. وكحال بقية الثورات فإن هناك من ركب الموجة وانضم إليهم ولكنه يعمل في الخفاء من أجل أجندة خاصة.. تحركه أحقاده التاريخية والثقافية والأيدلوجية..
نزل الشعب اليمني إلى الشارع بكل فصائله وأطيافه وتوجهاته.. نافضين عن أكتافهم ركام سنين القهر والظلم والضيم..
وكان من بين تلك الأطياف الحوثيون الذين ساندوا الثورة في بدايتها..
ولكن بالتدرج بدأت تظهر نواياهم التوسُّعية.. وشنوا هجمات مسلحة على المعارضة والقبائل القريية من مناطقهم للسيطرة عليها.. بالتعاون مع علي عبدالله صالح الذي كان قد تحوَّل بالفعل -بعد سقوطه والحراك الدولي ضده- إلى مشروع ثأر, حاقد على اليمن وأهله..
فأسقطوا صنعاء, وهرب عبد ربه هادي من مقره في صنعاء إلى عدن في الجنوب ثم السعودية طالباً للدعم..
اليمن في ذلك الوقت أصبح دولة بدون حكومة ولا جيش ولا مؤسسات ولا رئيس.. وتتجه الأوضاع فيه بسرعة مذهلة إلى فوضى دموية وحرب طائفية قد تمتد إلى دول الجوار وربما إلى المنطقة بأسرها!!
فما كان من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز إلّا أن أرسل عاصفة الحزم والتي تضم 185 طائرة مقاتلة ليلة الأربعاء.. ضمن إطار التحالف الخليجي العربي العشري..
لقصف تجمعات ومواقع التحالف العسكري الحوثي الصالحي في صنعاء وعدن ومدن أخرى.. وذلك بعد سنوات من الدعوة للتحاور والحل السلمي..
حتى هذه اللحظة لم تكشف إيران عن رد فعلها العسكري على عاصفة الحزم ضد حلفائها.. واكتفت بالتهديد والإدانة ومطالبة السعودية بوقف الحرب..
البعض يرى أن السعودية أقدمت على مخاطرة كبيرة.. وأوقعت نفسها في مصيدة عنوانها حرب بعيدة المدى.. وحولت معسكر السلام إلى حرب!!
والواجب لأمثال هؤلاء أن (نطبطب) على أكتافهم ونقول لهم:
استيقظوا....
فالحوثي مثل الأعمى الذي تقوده عصا إيران..
والحوار مضيعة للوقت و(شرعنة إيران لإحتلال اليمن) كما يقول المحلل السياسي الدكتور عبدالله النفيسي.. ويضيف حفظه الله (أن الحل الآن هو الكاش والكلاش)..
والبعض الآخر يصطاد في الماء العكر.. ويقول أن عاصفة الحزم هي تدخل في الشئون الداخلية والسيادة اليمنية..
ولا أدري أين كان هؤلاء من التدخل السافر لإيران في سوريا.. ومن قبله في لبنان والعراق..
بل تدخلها الآن في اليمن.. والجسر الجوي من طهران إلى صعدة لتزويد الحوثيين بالسلاح والعتاد.. فلماذا يؤخذ علينا نحن نصرتنا لإخواننا؟!!
الحوثيون بإختصار هم طابور خامس لإيران..
وعاصفة الحزم لا تستهدف الحوثيين فقط.. بل إيران والمد الصفوي الغاشم.. والذي يسعى بخطته الخمسينية لإحتلال دول المنطقة وإقامة أمجادهم الموهومة..
فهل ستحقق عاصفة الحزم الهدف المنشود منها.. وتعيد الرئيس عبد ربه منصور هادي وحكمه الذي توافق عليه الشعب.. وتحيل ضربه موجعه للمد الفارسي.. وتسترد لدول المنطقة هيبتها التي نالت منها إيران..
أم أنها ستتحول إلى حرب إستنزاف طويلة الأمد.. تدفع تكاليفها دولنا العربية؟؟
ويكون اليمن كما كان يصفه دوماً الأستاذ محمد أحمد النعمان ب"عش الزنابير" الذي يحرم الاقتراب منه لمن استطاع إلى ذلك سبيلاً..
التعديل الأخير تم بواسطة RuUuby ; 03-29-2015 الساعة 04:35 AM |