عرض مشاركة واحدة
  #42  
قديم 03-26-2015, 10:14 PM
 
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/12_02_15142376855900391.png');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]



_ولأنَه لا أَحدَ يعلَمُ بالحقِيقَة فَقَد تم .. إِبتلاعُهَا !

أرتوش.

[img3]http://up.arabseyes.com/uploads2013/12_02_15142376851906937.png[/img3]

الفصِل الثَالِث { وإقتربَ لِقائِي بِك .. لـ حدِّ الآن! }

_ما الذي يجذبُ ذهنَكِ هكذا ؟! إغرآسيـآ.
بـ بسمةٍ ساكنة تحدثت ألآيت .. على طاولةٍ تقابلتا فيها ، تجاورانِ نافذةً أطلت على حرمِ الجامعة ،
وقد إعتادتا الفِطارَ يوميًا في الكآفتريآ .. تتحدثانِ بما يستجِد ! ولاحظَت ألآيت ..
من صاحَبت إغرآسيآ على الدوام ،ان خطبًا في صدِيقتها ، إذ ان رعشة تسري لجسدِها كلما سَرُحت !
أثابت إغرآسيـآ خُصلها الشقراءَ لِلخَلفِ وتغلغلت تنهيدة من بَينِ شفتيها .. ولم تعانِي للإدعاء :
_مرهقة .. أصبتُ بإحباطٍ ضَخمٍ ليلةَ أمس! لم أُتقِن الأمرَ كـ المعتاد.
رمَشت ألآيت لحظات ، تعلمُ ألآيت بأن ما تخفيهِ عنها عظيم ولم تسأل يومًا! إذ تتخدُ أسلوبَ شكوىً غامضة :
_إحباط! ما الذي حلّ بالعالم ؟!
من كانت تتكئ على كفها رمَشت وبطرفِ عينٍ حدقت في ألآيت متعجبة فـ قابلتها بإبتسامة معتادة ،
تحركُ ملعقة داخلَ كوبِ الكاكاوِ الذي تفضلهُ عَكسَ القهوة السوداء الخاصة بـ إغرآسيآ .. تتابع :
_هل إغترَرتِ بذاتكِ ؟! عزيزتِي.
ضحكَت وقد تذكرَت ما كانَ يحصلُ قبلًا ! فيما تأملتها إغرآسيـآ متعجبة من حديثٍ لم تفهمه :
_كنتِ فتية لا تيأسُ ولو سخِرَ منها الكون! أذكرُ وجنتيكِ المحمرتانِ بعد ان تصفعيهُما لتستوعبِي.
إحمرت وجنتيّ إغرآسيـآ خجلًا ، إزدردت ريقًا بصعوبة وأشاحت بـ نظرتها للنافذة تراقبُ المارة ،
أغفت ألآيت مقلتيها وبسمتُها لا تغادرُ شفتيها ، تَرفَعُ كوبها فـ ترشتفُ منه القليل. وإنكفأ الصمت ..

_حصلَ أمرٌ ما.
عَادَت مقلتيّ إغرآسيـآ لـ تحدقَ في الشابة .. التي تكلمَت بغموضٍ تنسدلُ خصلُها على عينيها وقد أنكسَت رقبتها ،
لم تتحدث الشقراء ، تنتظرُ من صديقتِها بصبرٍ أن تتحدثَ عن دواخِلُها .. تابعَ صوتُ ألآيت هامسًا :
_بالأحرى .. تذكرتُ أحدًا.
بإهتمامٍ إستمرت مقلتيّ إغرآسيـآ الزرقاوات تتأملُ تصرفاتِ الشابة الساكنة ، تتحدثُ بـ شوقٍ لم تفهمهُ هي ذاتُها :
_أتذكرهُ وهوَ يتحدثُ معي بـ حديثٍ لا أفقههُ حتى تتلاشَى الذكرى فجأه!
_أرأيتِ شكله ؟!
نفَت برأسِها فإحتلَ الإحباط إغرآسيـآ من إعتبرَت ألآيت شقيقة لم تلِدها أمُها! تتذكرُ أَوَلَ يَومٍ قابلت الأخيرة به ،
كم كَانَت تَملِكُ نظرة لم تحمل شيئًا .. وقد حضَرت والدتُها النصِف بشرية ذات صباح تخبرُها انها أختُها الآن !
ارتفعَت زوايا شفتيّها بإبتسامة ، تمتدُ يدها لأن تحطَ على كفِ الشاردة بـ ذهنها .. رفعت مقلتيها لإغرآسيـآ ،
التي تحدثت متفائلة .. ودونَ تعبيرٍ محددٍ تبادلت ألآيت النظرات مع الشابة ، ولا تعلمُ لما إنتابها شعور كئيب :
_هذا مذهل! ألآيت ، دليلٌ على ان ذكرياتكِ سـ تعود قريبًا.
لم تكن إبتسامتها آن ذاك حقيقة ، في أعماقِها أمرٌ يرفض عودة تلك الذكريات! كأنما هي لحقيقتها تخَاف.

_إعتقدتُ بِأَنَ أمرًا أَكثَرَ إثارة مِن إغرآسيـآ جذبكِ لتتغيبِي عن المُحاضرة ، ألآيت.
إرتاعَت وبجسدِها إلتفتَت لتقابله .. من كانَ يَجلِسُ خلفهَا مُتكِئًا على ظَهرِ الكرسي يعبثُ بهاتفهِ ،
عَادَت إغرآسيـآ لترتشفَ من قهوتها غير مهتمَة! فيما وَقَفَت ألآيت تقابلهُ وسألت بإهتمام تميلُ بجذعِها :
_ما الذي تقصده ؟!
ابتسامة ماكرة معتادة منهُ تسللت لشفتيه .. يتابعُ العبثَ بما تحويهِ شاشةُ الهاتف ، ولم يكترث بـ رفع عينيه :
_هي المحاضرة الوحيدة التي أتشاركُ فيها معك. وتعجبتُ أنكِ لم تبحثي عني لأحضُرها!
رفع مقلتيه للحظات يحملقُ فيها ، اتسعت ابتسامة أوستِن كثيرًا .. تحيلُ لـ خبثٍ لم يعُد يُرعِبُها :
_لوهلَة إعتقدتُ بِشأنِ وقوعكِ في الحب.
هي لم تهتمَ بما تابعَ بِهِ حديثُه .. حملت حقيبتَها سريعًا وأمسكَت بيدِ أوستِن التي حَمَلَت هاتفه !
وبالكادِ تمكن الشَابُ من تمالكِ ان لا يسقطَ مع حركتِها العجولة! وتابعَت إغرآسيـآ متابعتهُما بلا اهتمام.
تنهيدة متململة نفذَت من شفتيها ، وتذكرَت الساقطَ فـ إرتجفَت مجددًا .. إزدردت ريقًا مضطربة ،
وأخفَت وجهها بين يديها اللتين إتكئتا على الطاولة .. تستنزفُ أنفاسِها كي تهدأ وكلمة واحدة تتسللُ منها :
_أنا قوية.

[img3]http://up.arabseyes.com/uploads2013/14_02_15142392342681361.png[/img3]

تراجعَت خُطا نيكيـتآ لِلخَلفِ وقد شعرَت بـ ذَاتَهَا ترتد وقد إصطدمَ سيفُها بما لم تتمكن من رؤيته !
خاصة وان ما أطلقهُ أورآنوس سببَ دخانًا عظيما منعَ رؤيتهَما .. أشجارٌ كثيفَة تحيطُ بالمبنى الطويل ،
إحترَقت أغلبُها وحِينمَا تجلَت أفيريـآ تلهَث .. يُحيطُ بها وديتـروي حاجزٌ أخضرَ تَنَاسَقَ وسحرُها ،
عَادَت إبتسامة وَاثِقَة لـ تستقرَ على شفتيّ نيكيـتآ ، تتحدث وهي تهوي بالسيفِ هواءً دون توقف :
_أوه! وما الذي سـ تفعلهُ إلف لعينَة تخلَت بِالفِعلِ عن سحرِها الهجومي ؟
لم تكن أفيريـآ لتهتم حقًا بما نُطق! ليست هي من النَوعِ المهزوزِ أَثنَاءَ المعارك وإن لم تقاتل منذ زمن !
رمت بـ سيفٍ طويل الشِفرة ومقبضٍ ذهبي لـ ديتـروي من أَمسَكَ بِهِ بـ يدٍ يحدقُ بها مستاءً :
_أفيريـآ ! أيتها الحمقاء .. كيفَ لكِ ان تلحقِي بي ؟
وكم إنزعجَت من مدى بُعد الموضوعِ عن الحَالِ هذا .. هي فقط إستمرت بـ بناءِ الحاجز ، تهمس :
_فقط إستعمِل السيف ، إنه هدية من والدِي لذا لا تقلق! لم يلمسهُ بشري.
رفع السيفَ لـ مرأى مقلتيه ولم يجدهُ سيئًا! لكنه لم يكترث فـ قذفَ بِهِ بعيدًا ، وعادَ لكتبهِ هناك !
زمّت شفتيها .. كيف له ان يتركها هكذا بينَ إثنينِ يفوقانِها عَكسَ السابق ؟ وتوقعَت ان يقاتل ،
وهو محبُ قتالِ الأقوياء ووجدَت الإِثنَينِ هناكَ يستحقانِ إهتمامَ ديتـروي ! فـ وجدتهُ غريبًا :
_ديتـروي بحقِ الإله! أترغبُ بالموت ؟!
تبسمَ بسخرية .. يتابعُ القراءة بإهتمامٍ وقد كانَ قريبَ الوصولِ لإجابةٍ ترضيه ، يهمسُ بـ شرود :
_لا يبدو ذلك سيئًا.

_ديتـروي!
هتفَت ولم يهتَم .. يعلَمُ بِشأنِ كَونِهَا لا تستخدمُ سوى السحرِ الدفاعِي والعلاجِي! وهذا يجعلُها عديمةَ فائدة
لـ حمايتهِ من هجومِ الإثنين! لكنَ أفيريـآ إستخدَمت أَغلَبَ ما تملِكه .. وتعلمُ أنهُ سـ ينهِي أمرهَم ما إن يَصِلَ لمُبتغاه!
وهكذا إستمرَ الحال ، أشعةُ الشَمسِ الباردة لا تصلُ إليهم ، فيما تماسكَت أفيريـآ يتجلَى الإِرهَاقُ عليها ..
وبـ إكتراثٍ عجيب لم يُعتَد من ديتـروي كانَ يقرأُ متمعِنًا .. لا يكادُ يرمش! ورغمَ ذلك .. فَهِمَ الحديثَ دون مغزاه ،
توقفَ أورآنوس وإن بلغهُ السخطُ بـ حكمة ، يعلَمُ ان الشابة الشقراءَ لن تحتملَ اكثر هجماتِ نيكيـتآ اللامنتهية ،
فـ ضلّ ينتظرُ لحظةَ ضعفِها .. لـ يتدخلَ منتهيًا مِن أمرِ ديتـروي وقد كان شديدَ التعبِ وقتها! عَكسَ الدوام ،
كل ما إحتاجتهُ نيكيـتآ هي ضربة آخيرة تعصفُ بالشابة الرقيقة من إنتابها الكرهُ لها منذُ أَوَلِ يَومٍ قابلتها !
سقطَت أفيريـآ .. يَدَاهَا نزفتا بـ شدة ، وخبتتّ قواها فتكسرَ الحاجزُ كما الزجاجِ تتلاشَى قِطعه ..
تصادمَ سيفان سبَبا جلبةَ الأشجارِ وإصطِكاكُها بـ بعضِها ، فيما توقفَ ضوء ذهبِي عن الحركة قبل ان يبدأ ،
حركَت نيكيـتآ سيفهَا الفضِي بـ صعوبة .. يبادِلها ديتـروي نظرة جِمدة وبيدٍ وحيدة سيطرَ على السيفِ الطويل ،
وحاولَ أورآنوس دونَ جدوى عَكسَ السابق .. التملصَ من طاقةِ ديتـروي السوداء وقد إزدادت بـ غرابة شديدة :
_Heaven's Fall. [ سقوطُ السمَاء ]

رَغمَ علمِ الأربعةِ مِمَن كانوا للموقفِ حاضرين بِأَنَ هَذِهِ لن تَكونَ أبدًا بـ مدى قوةِ الأولى تِلك. كانَ الفزعُ قد إحتلَ المكان ،
إرتجفَت كلوديـآ مذعورَة وكما أفيريـآ من لم تتمكَن من التراجعِ إرهاقًا ، وكانَ على نيكيـتآ كما الشاب الأشقر الشعورُ بـ شبحِ الموتِ قريبًا ..
الإِثنَينِ قد تراجعا ، رَغمَ جنونِ الشابة باهتةِ الخصلاتِ كانت قد قررت الهروبَ خائفة! وتركَ أورانوس المَكَانَ دون تفكير.
إنكفأ بقذفِ السيفِ أرضًا .. الإستياءُ حقًا يلوحُ على محياه! وزمجرَت عَكسَ المعتادِ أفيريـآ ودونَ سابقِ علمٍ معها كلوديـآ :
_أجُنِنت ؟!
تنهدَ منزعجًا ولم يُعِر لهُما الإهتمام ، إجتلسَ الأرضَ وحلّ الصَمتُ عليه .. وما كان من أفيريـآ سوى آن تُهدئ ذاتها ،
هِيَ حقًا تمكنَت من رؤيةِ ذاتِها جثة إِثرَ ما نطقَ به! وحينها إقتربت منه ، تتأملُ عناوينَ الكتبِ ولم تفهَم لغتهَا :
_ما الذي كُنتَ تبحثُ عنه ؟!
أسقطَ ذاته إراديًا للخلف .. وأخذَ يتفكَر بالسماء ، السحبُ تكادُ تختفِي رَغمَ الصَبَاحِ الماطر ، أغفَى مقلتيهِ محتارًا :
_إلهي ، إن سيدِي حقًا معقدُ التصرفَات.
رمَشت أفيريـآ ولم تفهم ، وإستمرَت تحملقُ في ديتـروي تنتظرُ شرحًا ، فـ عادَ يتحدث والكلَلُ يأخذهُ وقد أدركهُ التِيه :
_أكانَ يَجِبُ ان يتركَ لِي عَناءَ البحث!

_يترك ؟! وأينَ هو الآن ؟!
هكذا سَأَلَت متعجبة ، تَجلِسُ قربه وما كانَ له سوى ان يرمُقها بـ حدةٍ جِلفة! فـ اهتزَت مفزوعة .. وسمَعت صَوتَ كلوديـآ الطفولي :
_لابدَ أن الأولد ديوس قد مات.
هكذا قالت وكم شعرَ ديتـروي بإمتنانِ ان أحدًا يُفَكِرُ هنا! وعادَ يقول ومقلتيهِ لا تغادرانِ السمَاءَ التي سقطَ منها :
_كما قالت .. قبل 500 عام ، سيدي قد ماتَ دونَ تركِ وريثٍ خلفه!
ولم يُكمِلُ ما كان في نيتِه .. وللمرةِ المليون! هو حقًا شكرَ ربه انه لم يُقابل أفيريـآ السابقة .. من عُرفَت بقراءةِ ما خَلفَ السطور ،
رمشَت الشابة للحظاتٍ مصدومة ! وحاولَت فتح شفتيّها لكنها أطبقتهُما دون ان تجدَ ما يُناسبُ ردًا لـ حديثه ، تكَفلت كلوديـآ بالقول :
_دونَ أولد ديوس .. أمورٌ سيئة قد تحدث.
إعتدلَ ديتـروي وراحت عيناهُ للأفقِ يحدق .. وهكذا رَدَت أفيريـآ على كلوديـآ تتذكرُ عديدًا مِمَا حصلَ في آخرِ حرب :
_هذا .. ديتـروي!
صاحَت قلقة ، ولم يكترِث الشَابُ بها فيما يتابعُ التحديقَ في الفراغ! فِهمَ تمامًا ما ترمي إليه عادت بـ ذنبٍ يتآكلها تقول :
_لوهلَة إعتقدتكَ خائنا ، أسفة كونِي لم أتوقع ذلك!
لم يهتمَ حقًا بـ ما إعتقدته! ولم يعلَمُ أن سذاجتَها هَذِهِ تزعجهُ كما الآن .. وتحدثَ بـ جمودٍ حاد ، يغفي عينيه :
_لستُ انا من أخونُ أسيادي! وطالما ان 'غيركِ' افقهُ بي .. سـ يُذاع خبرُ مَوتِ سيدي!
ولن يطولَ الأمر! سـ تصلُ الأيدِي إلى وريثه عديمُ القوى ، حينهَا سـ تُقرع.
_أجراسُ الحرب!!
هَمَسَت بما لم يكد يُسمع لولا ان توقعَ الشَابُ كما الطفلة حديثها .. وقفَ أخيرًا ، يُخلخلُ أَصَابعهُ داخلَ خصلهِ قائلًا :
_ليسَ الأمرُ وكأنِي أهتم. لكن سيدي سـ يرغبُ بذلك! واجبِي إيقاظُ وريثهِ لـ تسلمِ سُلطتِه.
إرتدَ ليخطو مبتعدًا .. وتساءَلت أفيريـآ ، لما بحقٍ قد يبحثُ في العالمِ الدنيوِي ؟!

[img3]http://up.arabseyes.com/uploads2013/14_02_15142392342681361.png[/img3]

الأعمدةُ الرخامية ترتفعُ للسماءِ دونَ نهاية .. وتجلَت السَمَاءُ دونَ سقفٍ بـ لَونٍ سَمَاوِي جذاب ، تهيمُ فِيه بعض السحب ..
وبعد العَدِيدِ من الدرجاتِ إِستَقَرَت لوليـتآ على عرشِها ، تجاورُها أجنِس واقفة بـ نظرةٍ شاردة لازمتّها ،
قربَ مكتبةٍ ممتلِئة جلسَ جآرييل أرضًا .. يَتصفحُ كتابًا بيد فيما إتكئَت الأخرى على الأرض خلفه ، والكلَلُ يسيطر عليه !
صدَى صوتُ وقعِ حذاءِ لآتيـَآ العَالِي على الأرضِ البيضاء ، فُستانُها ما وصلَ لـ ركبتِيها يتحركُ مناسبًا مع حركتِها ..
آبيضُ اللَونِ إلتفَ حَولَ صَدرِهَا وقد خبأت رقبتَها تحتَ وشاحٍ أحمرَ لافت! خصلُها طويلة بـ لَونِ الثلجِ فيما يلوحُ للأزرقِ الفاتِح ،
رفعتهَا بربطةٍ لـ جانبِ رَأسِهَا سانحة لـ بعضِ الخصلِ بـ تزيينِ جبينِها ، وسرعانَ ما توقَفت خُطاها عن المسير ..
تجثو على ركبةٍ كما الفرسانِ أَمَامَ ملوكِهم .. وبـ نبرةٍ كَانَت شديدةَ البرودِ والهدوء ، بـ حملقَة شابهَت كثيرًا الخاصة بـ ديتـروي :
_آنستِي ؟!
وقفَت لوليـتآ بإعتدال .. فـ بدت جذابة بـ فستانِ الإغريقِ الذي ترتديه ، يُخبئ إحدى كتفاها دون الأخرى وقالت آمرة :
_جآرييل ، أجنِس .. غادرا القاعة.

لم تعتدِل لآتيـَآ خلال ذلك ، تنتظرُ أوامرَ الشابة التي وقفَت ترمقُها بـ نظرةٍ حمَلت تساؤلًا تخفيه وهي من لم تفهَم شبيهها قبلًا :
_لآتيآ لـ سوفَ أسأسلُكِ وأرغبُ بإجابةٍ ترضيني!
هكذا صرَحت ما إن غادرَ تابعَاها القاعة .. تُعطِي لآتيـَآ ظهرها ولإحدى الأعمِدة القريبة من نهايةِ غُرفَةِ عرشها إقتربت ،
تتأملُ منظرَ الأرضِ البعيدة بُعدًا شديدًا ، وتساءَلت عن ما حَلَ بـ ديتـروي .. لكنها تابَعت بقسوتِها التي تُجلي جديتَها :
_أنتِ كما ديتـروي .. ولكنكِ عكسهُ تتبعينَ الأوامرَ كما الأكِفاء.
رفعَت من طأطأةِ رَأسَهَا القليل ، وشبحُ إبتسامةٍ لم تكن لتلحظَهُ لوليـتآ أبدًا تجلى قبل ان يَختَفِي سريعًا ، تقول :
_لم يُصبنِي الجنونُ كما حالهُ ، آنستِي.
_جنون ؟!
رددَت لوليـتآ ولم تُنكر! لطالما تخطَى ديتـروي القواعدَ والقوانين ، يعصِي الأوامرَ دون إكتراث .. إن نَحّت أرتوش عن ذلك !
ولولا عُظمِ خطيئتهِ الأخيرة لما سقَط ..عادت للتساؤل ، تغفِي مقلتيّها البنيتانِ وخطواتُها تتنقلُ في القاعةِ الضخمة :
_ما هِي الخيانة ؟! لآتيـَآ.
_تبلدٌ لـ عقابٍ سـ يقع! أو شخصٌ تبدلَت مشاعرُ وفائهِ بـ العَكس .. ورغمَ بعضِ الإهدافِ المثالية ، فـ لا مبررَ لها.
دونَ ترددٍ أجابت .. لم تترك لـ ذاتِها التفكير! وكأنمَا هِيَ إجابةٌ إعتادَت طرحَها ، ورمَشت لوليـتآ لحظاتٍ فـ تعاود السؤال :
_وهل سـ تقعِينَ فيها ؟!
تساقطَت بعضٌ من خصَلِها قُربَ رَأسِهَا المُنحني ، تتنهدُ وقد صمتت للحظات ، تردُ بـ قولٍ قررت على إثرهِ لوليـتآ :
_هذا العَالم قاسِي وجمِيل في الوقتِ نَفسِه! لستُ أدرِي ما إن كانَ سـ يقسو علي ويُجبرنِي يومًا.
أتسعَت عيناها وإلتفتت .. وأخذَت تتأملُ محيا الشابة المُجتثية ، ولم يتجلى كثير ، اقتربت تَرفَعُ رأس الشابة من ذِقنها ،
تبسَمت بـ سكونٍ جذاب ، تنحنِي أَكثَرَ وهمَست قُربَ أذنِ لآتيـَآ بـ كلمات .. لم تؤثِر بـ الشابةِ كثيرًا لولا أن تحرك بوبؤاها :
_لآتيَـآ فآيس .. غدًا سأقومُ بـ تعيينك كـ حاميةِ أفآنتُ هيّم من السقوط.

[img3]http://up.arabseyes.com/uploads2013/14_02_15142392342681361.png[/img3]

هِيَ لحظاتٌ كهذهِ التِي تجعلُ الشَابَ كريميَ الخصلَات يُفكر في العودة لـ عالمه فـ لربما لم يكن لينتهي هنا ،
على سطحِ بناءٍ عتيق وصلا إليه قبل برهة ، وقد كانَ مكانَ اللقاءِ بينهُما ! هِيَ كـ طفلة وهو هاربٌ يرغبُ بالعيش ،
تنهيدة خَرَجَت بـ صَوتٍ عالٍ جعلت من مقلتيّها تُجذبانِ للحظات .. قبل ان تعودَ للعبثِ في هاتفِها ، تتجاهله !
وكم يكره أوستِن صاحبَ الكِبرياءِ الشديد هذا! فـ يدركهُ نقصٌ رَغمَ عُنجهيتِه ، بـ قربهِ جلست رِغمًا عن ذلك ..
وقد يكون هذا ما كان لأعصابهِ بـ مثير ، تَجلِسُ لـ يغطي فُستانُها قدميّها وهو القصير ، تهمس بـ لا مبالاة :
_تعلمُ ما آرغبُ به.
هكذا قالت .. بعد ان أشاحَت بـ نظرتها مجددًا فـ تبسمَ ساخرًا .. يقتربُ من وَجهِهَا فـ كَادَ أنفيّهما يتلامسان :
_وما الذي ستفعلهُ بشرية ؟!
_أكثرَ مِمَا يقدرُ عليهِ الشيطان.
بـ ذا سكونِ قسماتِها تحدثت ، لـ يقف وقد قررَ إرضأها دونَ الاعتذار التي تصبو إليه ، مدّ يدهُ فـ شرزتهُ ببرود ،
وما كانَ منها الرفض حينما فكرت ان عودتها دونهُ ستكونُ صعبة في هَاتهِ المنطقة النائية .. أمسكت به ،
رفعهَا وجذبها إليه لـ تصطدمَ بـ جذعه ، رمشَت دون إستيعاب من فعلتهِ وما ان حاولَت التخلصَ منه ..
كان بِالفِعلِ قد أطلق جناحيهِ الأسودين! وأخذَ يُرفرِف بِهِمَا كي لا تتحدثَ بـ ما يزعجُه.

_لم يعد يؤثر هذا بي ، لستُ طفلة ، أوستِن.
تبسمَ بـ سكون .. عَكسَ الخبثِ الذي يتسِمُ جنسهُ به! وأثارَ إهتمامها كونهُ لم يعطِها ردًا كما المعتاد ،
وأخذت عيناها لـ الأرضِ البعيدة تتابع ، علّها تكتشفُ وجهتهُ ولكنَّ الأشجار الكثيفة تغطِي الوجود !
فـ عادت عيناها إليه وقد تحمست كما تَفعَلُ إِثرَ مفاجأتِه .. لولا إدعائُها انها لا تكترث بإنزعاج ،
وقد حملها بينَ يَدَيهِ بـ طريقةٍ تكرههَا حِينَ رفضهِ لأن تَجلِسَ أعلاهُ فـ يبدو كما حيوانًا أليفًا لها ..

[img3]http://up.arabseyes.com/uploads2013/14_02_15142392342681361.png[/img3]

رفعَ خصلهُ التي عَادَت لأن تداعبَ جبهته وتنهدَ مرهقًا ، فـ راقبتهُ كلوديـآ بلا إهتمامٍ ترجو مغادرته :
_كيف سـ تساعدكَ هَاتهِ الكتبُ أَصلًا في إيجاد الوريث ؟!
تبرمَ متنهدًا وقذفَ بـ الكتابِ ارضًا .. أغفى مقلتيه ،فـ إتكأ برأسهِ على الجدار خلفه وقد جلسَ قرب بَابِ المكتبة ،
للحظاتٍ كان وَحدَهُ بين عديدٍ من الكتبِ القديمة ، قبل ان تأتِي كلوديـآ بمزيدٍ من الكتبِ طلبها الساقط :
_من هم الأولدِ ديوس ؟ وكيفَ يمكن لي معرفتُهم ؟
_وهل إعتقدتَ حقًا أنكَ سـ تكتشفُ هَاتهِ الأشياء وأنتَ شيطانٌ الآن ؟!
رمشَ غير مستوعب .. فـ جلست كلوديـآ قربه ، هو حقًا تعجبَ كيف لها معرفة انه قد سقطَ من السماء !
ولم يهتم ، فـ أخذ يترقبُها لـ تتحدث عن ما قصدته .. فيما قالت كلوديـآ تُلاعب خصلها الخضراء القصيرة :
_المكتبة تحددُ بـ ذاتها الكتبَ التي يُسمح لكَ بـ قرائتِها!
وطالما أنكَ شيطان .. فلا قدرة لكَ على قِرَاءةِ أمورٍ تخصُ الأسياد.
تابعَت وقد أغفت مقلتيّها ، تدركُ انه يحملق بها .. وكم تعجبت كيف له ان يحظى بـ عَينَانِ قويتانِ كـ تلك ! :
_حتى ولو إستمريتَ كـ فيـوغل ، وحدهُ أولد ديوس يستطيع.

هي لم تعلم انه لم يعد يستمعُ إليها ! تجمدت قسماتُ ديتـروي وقد أكمحَ رآسهُ للسماء .. وقفَ سريعًا ،
وكادَ يحسبُ ذاتهُ مجنونًا وهو يشعرُ بـ قوىً لن ينساها ولو مرت القرونُ طوال! فـ لطالما تميزت بـ هولِها ،
ولو ان جناحاهُ لا يؤلمانهِ لـ أخرجهُما كي يبحثَ في الأعلى ، هبطَ أحدهُم بأجنحةٍ سَودَاءَ للأرض بقوة ..
تركَ أوستِن الشابة لـ تعتدلَ واقفة ! وتأملَت المبنى مأخوذة .. دارَت بـ جسدها لـ حيث من تبادلت الحب معه :
_أين نحن ؟!
_مكتبة. تخبركِ عن أمورٍ مذهلة لا يعرفها البشر!
ابتسامتها تجلت جميلة تأسرهُ كما الدوام ، فأشاحَ بـ عَينَيهِ عنها .. وإنكفأت ألآيت تتأمل المبنى بـ حماس.
_سـ..ـيدي!
بؤبؤاهُ إهتزا .. مقلتيهِ إقترنَت بها. بحثَ عن شبهٍ بِهِ ولم يجده ، عدا ان وجودهَا بأكملهِ كَفيءٌ لـ أرتوش ..
وإتجهَ نحوها فـ أَمسَكَ بها من ذراعِها ، فـ فزعَت سودَاءُ الشَعرِ وما إن كادت تتحدث حتى تجمدت ،
كزّ ديتـروي على أسنانهِ ، لا يعلَمُ لما إحتلهُ الغضب والتفاجؤ لـ يُظهرا خليطًا لا يتناسبُ في عينيه :
_بحقِ الإلهِ لما تمتلكينَ حضوره ؟!

[img3]http://up.arabseyes.com/uploads2013/14_02_15142392342681361.png[/img3]

_لا يمكنكِ تغييرُ شيءٍ ما لم تتجاهلي جزءًا من نفسِك! لتجاوزِ الوحوش عليكِ ان تتخليّ عن إنسانيَتِك ، ألآيت.


[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN][ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/12_02_151423768519348510.png');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]










[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]