عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 03-13-2015, 12:06 PM
 
الفصل الثاني

[align=center][tabletext="width:70%;background-image:url('http://www5.0zz0.com/2015/03/13/11/945847661.jpg');"][cell="filter:;"][align=center]


الفصلل الثاني

إمراة في شرك


دخلت لين الى زاوية صغيرة في العربة يفترض انها مطبخ كانت فيه مغسلة قذرة و
فرن صدئ يعمل على الغاز لم تتمكن الفتاه من تحمل الرائحة التي تدعو الى
الغثيان و لما همت بالخروج سمعت اصواتا قريبة في الخارج اطلت من النافذة
الضيقة فرات رادولف و اولاف يتحدثان وحيدين بالانجليزية فربضت لين تحت
النافذة من دون ان تدع راسها يطل و اخذت تسترق السمع.

- اعرف ان الامر يقلقك يا رادولف لكنه حر في اختيار طريق حياته

- لا تقنعني انه محق في سلوك هذا الطريق!!

- اوافق معك و الدليل اني بحثت عنه كثيرا كما طلبت مني لكنه مراوغ كبير و لا
يهدا في مكان.

- اعلم ذلك يا اولاف والا لما كنت رايتني هنا فقد اخبرني ايفور انه في هذا
المخيم.

- كنت قادما هنا اذن عندما خطفت الفتاه

- بالطبع و الا لما...

- مذا تنوي ان تفعل بها يا رادولف؟؟

- ساجعلها تدفع الثمن غاليا لضربي بالسوط و لوصفها اياي بالغجري المتشرد
حثالة المجتمع.

- اعذرها يا رادولف فالناس يملكون افكارا خاطئة عن الغجر

- انا لا اعذر احدا يجرؤ على اهانتي!!

- لكنها تبدو فتاه طيبة فلا تحطم حياتها

تكلم الغجري الشاب بكل صميم و جدية:

- اسمع يا صديقي انا انوي ان انال منها التعويض المناسب عن اهانتي فاذا لم
تتمكن من تحمل ذلك لن يكون الذنب ذنبي

ادركت لين من لهجته القاسية ان الرجل ليس مستعدا للعودة عن قراره و انه ينصاع
لغرائزه ضاربا عرض الحائط كل الاعتبارات حاول اولاف من جديد ان يثنيه عن
عزمه:

- انت تعلم ان الاختطاف جريمة خطيرة يعاقب عليها القانون بصرامة عليك ان تفكر
بوضعك الخاص يا صديقي فنحن بغنى عن المشاكل ظننت ان الايام كنت كفيلة بتهدئة
طباعك الحادة بعض الشي و بتعليمك كيف تكبح جماح اعصابك.

تساءلت لين عن الوضع الخاص الذي تكلم عنه الغجري الكهل ايعني به ان رادولف هو
(( ملك)) الغجر في كل ايرلندا؟؟ تفسير معقول قد يوضح كلمة الوضع الخاص و
الاحترام الذي اظهره هؤلاء القوم للرجل كما يوضح عدم استقراره في مخيم واحد و
تنقله المستمر من منطقة الى اخرة.

- اتعتقد اني خائف من العقاب يا اولاف.. الا تعلم اني لا احسب حساب النتائج
عندما اقرر الاقدام على خطوة انا مقتنع بها..

فهمت الفتاة من كلماته انه معتاد على هذه الاعمال و ان خبرته فيها طويلة بحيث
لا يخاف الوقوع في ايدي العدالة لكن اولاف ما يزال قلقا و لم يشارك صديقه
مرحه اذ قال بكل جدية:

- احس بنفسي مسؤولا لاني كنت اعلم منذ البدء...

قاطعه رادولف مطيبا خاطره:

- اشكر تفهمك

صمت الكهل قليلا ثم واصل محاولا اقناع صديقه الشاب:

- ولكني اسف للفتاه المسكينة

- لا داعي للاسف لانها اوصلت نفسها الى هنا بحماقتها!!!

- هي انجليزية اليس كذلك؟؟

- تماما

- اذن لابد ان يكون احدا ما قد بدا البحث عنها عائلتها ربما...

- غير ممكن يا اولاف الفتاة وحيدة هنا.

- من قال ذلك؟؟

- قالت لي بانها تمضي اجازتها في ايرلندا و تجوب البلاد وحيدة بسيارتها

- اسمع يا رادولف تبريراتك لا تقنعني بصحة عملك.

- لن اتراجع عن خطوتي ابدا!!

- ولكنك ستوقع نفسك في مشكلة كبيرة

- لا تقلق يا صديقي لن يبحث عنها احد اذ يفترض انها تركت الفندق الذي كانت
تقيم فيه و اتجهت الى منطقة جديدة

- و لكن اين السيارة التي تكلمت عنها؟؟

اخبره رادولف بكل التفاصيل و بان السيارة مفتوحة و المفاتيح ما تزال بداخلها
عندها فقط ادركت لين انها اخطات عندها صرحت للرجل بحماقة لا مثيل لها بكل ما
يسهل له اتمام جريمته

ابتعد الرجلان قليلا فلم تعد الفتاه تتمكن من سماع بقية الحديث ولكنها
استطاعت التقاط جوهره

- عليك احضار سيارتها باسرع ما يمكن يا رادولف كي لا تبدا الشكوك تحوم حول
وجودها في الموقف

- لا ارتاح لعملك يا صديقي هذا ليس من طبيعتك بل...

تلاشت الاصوات اذ ابتعدا كثيرا عن النافذة ففشلت لين من جديد في اكتشاف اللغز
الذي بدات تشعر بوجوده في حياة هذا الغجري الذي ظهر من العدم ليقلب حياتها.

ماذا سيفعل الان بالسيارة لكم كانت غبية عندما اطلعته على كل شي لو لم تفعل
لكان احدهم لاحظ بقاءها الطويل في الموقف و لابلغ الشرطة بالامر و لكن لا
يمكن ان تضيع اثار لين لمدة طويلة فمن المحتم ان يفتقدها زملاؤها عندما تنتهي
اجازتها و تقتضي عودتها الى العمل كان يفتقدها صاحب البيت عن استحقاق ايجار
شقتها الشهري سياتي من ينقذها من قبضة الغجري عاجلا ام اجلا لكن المقلق ان
هذا الرجل يملك ثقة كبيرة بنفسه تجعلها تخاف من ان يتدبر الامر بشكل محكم
ينجو فيه من أي عقاب على جريمته النكراء

أي هو الان؟؟ غيابه يريد من قلقها و توترها كم يمارس هذا الرجل لعبة الحرب
النفسية ببراعه!!

اه لو يستطيع اولاف من اقناعه بالافراج عنها!!

امنية بددتها اصوات ثرثرة في الخارج باللغة الغجرية شعرت لين من دون ان تفهم شيئا انها
موجهه اليها بدا قلبها يخفق بقوة و احست بان جسمها مشلول و عقلها لا يفكر صار
كل كيانها كنصبا على اللحظات الزاحفة ببطء تحمل في كل ثانية جبالا من القلق و
الخوف متى سياتي رادولف؟؟

و ماذا سيفعل عندها؟؟ كم كانت متهورة عندما ضربته بالسوط!!

لكن الطريقة الهادئة التي حياها بها في الغابة و كانه يراها للمرة
الاولى اججت في صدرها نار الغضب كيف استطاع مواجهتها بكل هذا الهدوء بعد
الحادثة الاولى قرب المخيم؟؟

استحق الضرب و ان تكن النتيجة وجودها هنا سجينة
رجل شرير ينوي ايذائها و بين اناس لم يسمعوا بالشفقة ووخز الضمير من سينقذها
من المصير الذي اعده و يعده لها خاطفها؟؟

جن جنونها بعد تحليلها للموقف فحاولت فتح الباب ثم اخذت تدق بيديها عليه و هي
تعلم ان عملها لن يجدي نفعا لكن احساس دفعها الى هذه المحاولة الفاشلة انهارت
و سقطت على الارض تجهش بالبكاء في حين تعالت في الخارج قهقهات الغجر
المتلذذين بعذابها و معاناتها

اخذت لين تدور في الغرفة تقيسها طولا وو عرضا تجلس على كنبة تنهض لترتمي على
السرير...تسمرت السجينة في مكانها اذ سمعت وقع خطوات قريبة استقرت عيناها على
مقبض الباب تنتظر في هلع ادير المفتاح في القفل و دخل رادولف رماها نظرة عدم
اكتراث و اقفل الباب وراءه.

- حسنا يا صغيرتي وصلنا الان الى ختام المسرحية.

ابتسم هازئا و تحسس الجرح في خده ارتجفت لين عندما رات عمق الجرح الذي سببته
للرجل لانها لم تؤذ احدا في حياتها من قبل لكن وقاحة الغجري دفعتها الى
اللجوء الى العنف معه.

اصبحت لهجة رادولف امره عندما تكلم من جديد:

- تعالي الى هنا لتنفذي العقاب على وصفك بحثالة المجتمع
و صاح فيها بعنف:-

- تعالي الى هنا!!

زاد الجرح احمرارا بسبب الغضب و لم تجد لين بدا من الاذعان لمشيئته خوفا من
بطشه امسك بمعصمها و شدها اليه بقوه بالغة حتى كاد ان يحطم عظامها لم تستسلم
الفتاة له بل اخذت تقاوم بكل ما اوتيت من قوه فيما هو يقهقه عاليا ساخرا من
مقاومتها صرخت لين من الالم عندما اطبق بيده الفولاذية على شعرها و ارغمها
على رفع وجهها الى عينيه الغامضتين و بوحشية فائقة اخذ رادولف يهزها بقوه في
غضب فيما الدموع تنهمر من عينيها سيولا حتى انها عندما نظرت اليه رات الصورة
مشوشة كانها امام شبح لا امام انسان من لحم و دم و مما زادها حيرة و تعجبا
اخراجه منديلا من جيبه ليمسح دموعها بكل رقة و حنان!!

- لقد اصبحت الان اكثر وداعة و اقل اهانة و وحشية.

نظرت الى الرجل بارتباك وجه جامد كانه محفور في الصخر نظرات باردة لا تنم على
أي احساس ماذا يدور في خلده؟؟ ماذا وراء هذه الملامح الهادئة؟؟

- اعندك شي تقولينه قبل ان انفذ انتقامي منك كاملا؟؟ كنت انوي ان استعمل
السلاح نفسه


اشار رادولف الى السوط المرمي على الارض و تابع:

- لكن اثار الجروح تفسد جمال وجهك لذلك طرحت فكرة جلدك جانبا و استعضت عنها
بطريقة انتقامية اخرة ممتعة

رات لين في ابتسامته سخرية لا متناهية و في عينية علامة الانتصار وفي الوقت
نفسه ادركت انه اخطات عندما اهانته و انه لم يغفر لها ذلك لقد وصف الغجر
بحثالة المجتمع و رعاع القوم و رادولف مصمم على جعلها تدفع ثمن ذلك غاليا

كرر الغجري سؤاله:

- اعندك شي تقولينه قبل ان انفذ انتقامي كاملا؟؟

وجدت الفتاة صعوبة في نطق الكلمات:

- اتريدني ان اطلب الرحمة؟؟

- مع الاسف الشديد لن يجدي استجداؤك نفعا لاني لست ذلك الشخص المتسامح
ابتعدت لين الى الوراء و نظرت من النافذة فرات اولاف يبتعد على الحصان و معه
يتلاشى املها في المساعدة...

قالت لمختطفها بصوت متهدج تخنقه الدموع:

- لن تنجو بفعلتك عندما اخرج من هنا ساذهب فورا الى الشرطة

علق رادولف و هو ينظر الى وجج المجروح في المرآه:

- الحديث عن الخروج سابق لاوانه يا عزيزتي فانت جميلة جدا و لن اتركك تفلتين

تبسم هازئا و اضاف:

- ربما لن تخرجي من هنا ابدا.

لم تتمكن لين من استيعاب هذه الفكرة و تصورت نفسها سجينة هذه العربة بقية
حياتها...

- ماذا.... ماذا تنوي ان تفعل لي؟؟

رفع حاجبيه و اجاب:

- لا تتظاهري بالبراءه و تدعي انك لا تعلمين ماذا سافعل بك!!!

علت حمرة وجه الفتاة خجلا فاوضحت:

- اعني ماذا ستفعل بعد ان تنتقم مني كما تريد؟؟

توقف ووضعت يدها على قلبها الخافق بشدة ثم اضافت بهلع:

- هل تنوي ان تقتلني؟؟

هز رادولف راسه ضاحكا:

- اقتلك؟؟ خسارة ان يموت الجمال لا لن اقتلك لاني لا اريدك جثة هامدة بل
امراة تضج بالحياة.

انساها الغضب خوفا فانفجرت:

- اسمع يا حضرة الغجري قد اكون تحت رحمتك و لكن لا تتوقع مني أي سكوت لانك لا
تستطيع امتلاك روحي!!

- سنرى يا عزيزتي فلندع ذلك للوقت

اخذ يداعب شعرها فانتفضت و انشبت اظافرها على وجسهه مسببة به نزيفا جديدا من
الجرح

و لكنها ما لبثت ان ندمت على ذلك لان الغضب اعماه فكاد يخنقها:

- ساعلمك الان كيف يعامل رعاع القوم نساءه ايتها السيدة الانجليزية المتحضرة.

توسلت اليه و هي تحاول للملمة قميصها الممزق:

- ارجوك ارحمني!! اعتذر

اكمل رادولف على ما تبقى من قميصها ووقف يحدق فيها بعيني شقي شرير

- الاعتذار لا ينفع يا حلوتي اما الدرس الذي سالقنك اياه الان فنافع جدا!!
حملها بين يديه كدمية حاولت لين ان توقظ الرافه فلم تجد الا الرغبة في
الانتقام

رادولف المنتصر في هذه المعركة المنتقم الساخط الذي سيغلب على اية محاولة
تبديها للمقاومة اخذ يضحك و هو ينظر الى البقية الباقية من ملابسها فحاولت
ستر نفسها بغطاء السرير غشاها الخزي و العار و تمنت لو ان يد الموت تمتد
لتنقذها من مرارة هذه اللحظات المشينة

- ما رايك يا حلوتي بهذا التعذيب البطئ!! اعتقد انك لم تتوقعي ذلك ابدا عندما
ضربتني بالسوط على وجهي اليس كذلك؟؟

- اكرهك اكرهك............ساقتلك يوما

- ستكرهينني اكثر يا حلوتي ستكرهين الغجري المتشرد سوف تستجدين منه الرحمة!!!

استشفت لين من صوته مرارة الى جانب الغضب كان الرجل يغار كثيرا على سمعه بني

قومه و لا يتحمل ايه اهانة توجه اليهم

- ان الوان يا حلوتي ليبدا الانتقام الممتع

اغمضت لين عينيها و بكت بمرارة مستسلمة لقدرها المحتوم








[/align][/cell][/tabletext][/align]