عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 03-01-2015, 07:09 PM
 
تمهل....وابحث عن السبب..!

[frame="2 10"]



.

.

.


" انظر .. كَم هو قاس ! "
" ألَمْ تَسمع قَولَه الذي يَنُم عَن سوءِ أخلاقه ؟! "
" إنَّه رَجل فَظٌّ غَليظ ، بَدأتُ أكرهه ! "


عبارَاتٌ نَفثَ فيها الشَّيطانُ مِن نارهِ ثمَّ ألقاها في أفواهِنا
لنَقذِفَها بغضبٍ عندَما يسيء لنا الآخَرون ، وقَد لا نَكتَفي بهذا
القَدْر من القَول الحَانِق

فنرخي لألسنَتِنا العِنانَ حتى تَقسو القلوبَ ويَكْسوها الشَّلل
، وَتكبر الهُوَّة بيننا وبين الصَّفْح والتماس العُذر ، وتتلبدُ سماء
المودَّةِ بغيومٍ سوداء مِن خصومةٍ وعداوةٍ وبَغضاء !


يَحصلُ كلّ هذا عندما نتَعامل مَع إساءةِ الآخرين بطريقة غير عِلميَّة ،
وكما قيل : العلمُ نورٌ ، وهو كذلك : نورٌ يُبدّد ظلمات القلوبَ والعقولَ ،
ويَمنَحها مِن سَناه فهماً وفقها وتُقى !

العِلمُ يُخبرُنا :
" أنَّه إذا حَدثَ حَادِث مَا ، فلا بدَّ لهذا الحادِثِ مِن سَببٍ جَعلهُ يَحدُث " .

وبمعنى آخر : يُحاولُ العِلمُ دَومًا أن يُجيبَ عَلى سؤال :
( لماذا ...؟ )
لماذا حَصَلَ هذا ..؟


ويتَّبع هذا المنهج في جَميع علومِه عَلى اختلافِ تخصُّصَاتها ،
ولا سيّما العلوم الإنسانيَّة .

فعندما يُساءُ لك اسأل نفسكَ : لماذا صَدَرَ هذا السلوك ـ
غير المحبَّب ـ مِن الطرفِ الآخرِ ؟

ما السَّبب الذي دَفعَه إلى فعل ما فَعلَهُ ، وإلى قَول مَا قالَهُ ؟
قد يَتَكشَّف لك السَّبَب دونَ كَبير عَناء ، وقد يَكون خفيًّا ، يُخفيه
الطرفُ الآخر في أعماقِه فيصعبُ عليكَ بداية مَعرفته !

لا تَيأس ـ إن كنتَ حَريصا عَلى استِمرار العلاقةِ ـ واجتهدْ في البَحثِ
والتَّقصي ، قمْ باستدعاءِ كل مَا في الذاكرةِ مِن مواقف وأقوال ،
ثم حَاوِلْ أن تَربطَ الأحداثَ ببعضِها ، لا تُغفِل شَيئا ،
تَفكَّر في الأمر الصَّغير قبل الكَبير ،
وفي لغةِ الجسدِ قبل لغةِ اللِّسان ،

واسْتعِن بالدُّعاء الصَّادِق .. حَتمًا سَتكتشِف السَّبب .
اكتشافكَ للسّببِ سَيجعَلك أكثر قدرَة عَلى الفَصْل في عواطِفِك بين المرءِ
وسلوكِهِ ، وأكثر موضوعيَّة في الحكم عَلى الأشخاص ، فقد يَبدُر مِن الشَّخص
المُهذب ما فيهِ فَظاظَة كردَّةِ فعل فقط !


فهَل مِن العَدْل أن نَسِمَه بأنّه فظ غليظ هكذا بالمُطلقِ ؟!

كما أنَّ اكتشافكَ للأسبابِ وسيلتكَ لضبطِ السُّلوكِ وتوجيهه
إنْ أنتَ أحسنتَ التَّعامل معها .

وتذكّر في كل مرّة أن : « كلُّ ابْنِ آدَمَ خَطَّاء ... » ، وأنّ الرَّغبة الحقيقيَّة في إعادةِ جسور التواصل ابتغاءَ مرضاةِ الله ـ سبحانه ـ كفيلة بأن تَجعلَ الصَّفح حلو المَذاق
[/frame]
__________________
إن كانت غزوة أحد قد انتهتْ
فإن مهمة الرماة
الذين يحفظون ظهور المسلمين
لم تنته بعد..!!
طوبي للمدافعين عن هذا الدين كل في مجاله،
طوبى للقابضين على الجمر،
كلما وهنوا قليلاً
تعزوا بصوت النبيِّ
صل الله عليه وسلم
ينادي فيهم:
" لا تبرحوا أماكنكم " !
رد مع اقتباس