وقفَ في منتصفِ ساحةِ القصر الذي يعرفُ كلُّ شبرِ منه .. أخذَ ينظرُ إليه بصمت متأملاً إياه فمنذُ مدة ليست ببعيدة كانَ يعملُ هنا وقد كانت فترة هادئة بالنسبة له .
رفعَ رأسه للسماء فانعكسَ لونُ الفجر في عينيه , رغمَ أنّ الوقتَ لا زالَ مبكراً على زيارة من بداخله .. إلا أنّه يشعرُ بأنّه لن يطمئنَ قلبه إلا عندما يطلبُ منه ما جاء لأجله .. فذكرى ليلةِ الأمس لا زالت تتراءى على مسامع قلبه وبصره ..
رفعَ يده ولمسَ بها خدّه الأيمن الذي تورمّ جزءٌ منه واتخذَ لوناً أحمرَ شفاف .. والسبب هو لكمةٌ قوية تلقاها ولازالَ أثرها لم يختفيّ بعد .. أبعدَ يده فلمسةُ أصابعه هذه لن تجعلها تختفي أمامَ الناظرين إليه ,
فُتحَ الباب .. وكانَ أول ما ظهرَ له هو بِيْن الذي تملكته الدهشة ما إن رأى الزائرَ في هذا الوقت .
تحدثَ بصوتِ رخيم عندما علمَ أنّ من أمامه هوَ كبيرُ خدمِ هذا القصر .
ـ هل بإمكاني التحدث إلى سيدك ؟! .
أمعنَ بِيْن النظرَ إليه .. فهذا الشخص الذي يقفُ أمامه كانَ من قد حمدّ الله أنّه لم يكن في مكانه يعملُ تحتِ إمرةِ سيدِ جاف .
بدى أمامَ ناظريه مختلفاً عما عليه.. فهوَ ليسَ كهيئة خادم بل كأيّ شخصِ عادي .. أدركَ أنّه قد أطالَ إجابته وأنّه قد انغمسَ بعيداً عن سؤاله .
ـ انتظر قليلاً .
قالها ثمّ أسرعَ في خطواته نحوَ سيده الذي كانَ مستيقظاً بالفعل .. وجدَه يخرجُ من غرفةِ نومه بعدَ أن ارتدى ملابسَ عاديه تشابه ملابسَ نومه , شعره لا زالَ مبعثراً وها هوَ الآن يتثاءب , اقتربَ منه حتى لاحظه .
ـ سيدي .. خادمُ السيد ميلان في الخارج يطلبُ الحديثَ معك .
أوقفَ ألفريدو تثاؤبه فجأة ووضعَ يده على شعره المبعثر .. .. فما لذي يريده أحدَ خدمِ ميلان في هذه الساعة المبكرة .. بادرَ بسؤاله وهو يدرك أنّه لن يعلم الإجابة إلا بعدَ أن يقابله ..
ـ هل أدخلته !؟ .
أجابه بتردد :
ـ كلا .. أردتُ أن آخذَ الإذن منك .
ابتسم ألفريدو بكل طيبة .. ووضعَ يده على كتفه.
ـ رغمَ أنّك تعلمَ إجابتي ! .
ارتبكَ بيْن فهوَ حقاً يعلمُ بأنّ سيده لا يلزمه دائماً أن يأخذَ الإذن منه .. لكنْه يريدَ أن يكونَ حذراً قليلاً فليسَ كل من قَدم هو صديق .. ولم يملك سوى أن يعتذر له بتهذيب .. وهو واثق بأنّه سوفَ يكرر هذا الأمر .
دخلَ رولند القصر بعدما سمحَ له بيْن بذلك .. وأول ما حطت قدماه عتباته حتى التقت عيناه مع ألفريدو الذي كانَ خلفَ بِيْن .. والذي كانَ كعادته مشرقَ الوجه ,
شعرَ بالحرج بداخله فهوَ يعلم أنّ ذلك الوجه الباسم يحملُ في داخله قلباً كبيراً .. ولم يردِ يوماً أنْ يتسببُ في بعضِ الإزعاج له .. لذلك أخفضَ رأسه وقالَ له بكلِ صدق .
ـ أعتذر عن وقاحتي بمجيئي بمثل هذا الوقت .
علمَ ألفريدو من خلالِ نبرةِ صوته وهيئته هذه أنّه ليسَ عليه القلق على ابن عمه ميلان وأنّه قد جاء إليه في مسألة شخصية .. التفت نحوَ بيْن وقد تفهمّ الأمر قليلاً .
ـ حضّر كوبين من الحليب الساخن بنكهة الكراميل ...
وبنفسِ النبرة تحدث لرولند وهو يشيرُ نحوَ مجموعة من الأرائك داخل قصره ..
ـ لنجلس هنا ريثما يأتي بيْن ..
جلسَ رولند وأصابعه تحتضن الكأس الساخن الذي يتصاعد منه الأبخرة .. لم يكن يرغب فعلياً بالشربِ منه إلا أنّ ألفريدو قد أصرّ عليه بشكلِ طفولي بأن يشربه ويتناول معه بعضَ البسكويت ثمّ بعدها يبدأ بحديثه ..
التمعت عينا رولند وهو ينظرُ إلى ألفريدو الذي كانَ يجلسُ بهدوء ويرتشف من كوبه ذو الرسومات التي تشابه نقشَ الأطفال .. وعلى كتفيه غطاء صغير بلونِ عشبي يحميهِ من برد البكور .
أبعدَ ناظره عنه و بدأ يرتشفُ القليل مما حضّره بِيْن وهو شاردٌ الذهن
وضعَ ألفريدو كوبه بعدَ أن أنهاه وشعرَ بحرارته تسلل إلى جسده لتدفئه .. أرسلَ بناظريه نحوَ الشاب الذي بالقربِ منه ..
ـ يمكنك التحدث معيّ براحة .
قالها بابتسامةِ كبيرة وهوَ يشيرُ لكبيرِ خدمه بأنْ يتركهما ..
راقبت عيناه بيْن الذي ابتعدَ سريعاً ما إن سمعَ أوامر ألفريدو , لم يكن الأمر بداخله يستحق كل هذه السرية حتى لا يسمعه بيْن .. لكنّه تلمسَ بذلك جانباً آخر من الشخصِ الذي يجلسُ بقربه فهوَ بالرغم من تصرفاته العفوية والطفولية في بعض الأحيان إلا أنّ لديه جانباً آخر في شخصيته .
لم يتحدث ألفريود بل ظلَّ صامتاً وعليه ابتسامة تزين شفاه منتظراً أن يبدأ رولند بالحديث .. .
تردد كثيراً .. لكنه حزمَ الأمر فقد فات الأوان على التراجع ..لينطقَ وهو يغمضُ عينيه .
ـ فـ.. في الحقيقة ... أريدُ أن تسدّي لي معروفاً .
تعجبَ من جملته المفاجئة التي نطقها وهو لا زالَ يتجنبُ النظرَ إليه .. وشعرُ ألفريود بالفضول بمعرفة ما يريده .
ـ لقد علمتُ أنكّ تمتلك مطعماً في وسطِ المدينة .. لذا .....
رفعَ رولند عينيه التي ظهرَ فيها القليل من الألم .. وتابع كلامه .
ـ....أ.. أتمنى لو يستطيع صديقي العمل فيه .
انخفضت نبرةِ صوتِه وأخذَ يحدقُ في الكوب الذيّ بينَ يديه والذي لم ينههِ بعد .. لم يكن ما قاله من طباعه , فهذه هي المرة الاولى له .. لكن ما حصل بالأمس جعله يقول :
ـ أعلمُ بأنّني وقحٌ بأنْ أطلبَ منكَ هذا شخصياً ....... لكنّي... سأكونُ مرتاح البال عندما أعلمُ أنّه يعمل في مكان يطمأنُ قلبي فيه .
أمعنّ ألفريدو النظرَ في عينيّ رولند بل وفي هيئته التي يتحدثُ بها وخمّن سريعاً ما حصل .
فحديثه هذا .. وطريقته كذلك جعلَ الأمرَ يتضحُ له .. فهذا الشاب لم يأتي هكذا عبثاً أملاً في أن يحصل صديقه على عمل سريع بما أنّه يعرفُ مَالكه .. بل لأنّه قد حصلَ شيء أجبرَ قلبه أن يحملَ كمّية كبيرة من القلقَ .
تحدثّ بعدَ فترة من الصمت وقد علت عليه ابتسامة مريحة .
ـ أتقصد ذلك الفتى إيفان الذي جاءَ بحثاً عنك !؟.
أومأ رولند برأسه .. فاتسعت ابتسامة ألفريدو فهوَ لا زالَ يذكرُ ما قالته السيدة روزا عندما حدّثته عن نقصِ العاملين .
ـ سيكون من الجميل لو يعملُ صديقك هناك فقد بدا لي شخصاً ممتعاً كما أنني كنتُ أفكر في توظيفِ بعضَ الأشخاص , ... ليأتي هناك مساءاً وسأرى إن كانَ يستحقَ أن أقومَ بتوظيفه .
قالَ جملته الاخيرة وهوَ يشيرُ إليه بنفسِ مرحة قابلاً طلبه بأنْ ينظرَ إلى صديقه في أن يعمل في مطعمه ..
اطمأنت نفسُ رولند عندما انسابت إجابته على مسامعه والتمعت عيناه بنظراتِ والشكرِ العميقة ولم يملك سوى أن يقول له من اعماقِ قلبه ..
ـ أشكرك ..
غادرَ وقد طبعَ في نفسه أن يردّ هذا الصنيع له .. ويشكره فعلياً بدلَ الكلمات .
فهو يعلم تماماً أنها ليستْ المرة الأولى التي يساعده فيها ألفريود , بالرغمَ من أنّه لم يتعرف عليه إلا منذُ فترةِ بسيطة إلا أنُّه كانَ له أثرٌ جميل في قلبه وهذا ما استشعره جيداً وحفظه في قلبه وهوَ يبتعدُ عن قصره عائداً إلى المكان الذي يجبُ ان يكونَ فيه .
راقبه ألفريود حتى اختفى من أمامِ ناظريه وقد كانَ سعيداً لأنّه قد أدخلَ الراحة إليه .
ما ان التفت عائداً حتى وجدها تخرجُ من إحدى الغرف وهي تفركُ عينيها .. سارَ بخطواته إلى حيثُ كانَ يجلسَ وبدأ الحديث معها فهو لم ينسى أنّها باتت ليلة الامس في قصره .
ـ صباحُ الخير .. .
فتحت عيناها الناعستين وتبعت خطواته لترمي بجسدها على إحدى الأرائك بالقربِ منه و أغمضت عيناها ..
نظرَ إليها ألفريدو وابتسمَ لشكلها الناعس .. تناولَ كتابه الذي كانَ يقرأُ منه منذُ بضعةِ أيام , فتحَ آخر صفحةِ توقفَ فيها ثمّ تابعَ القراءة فهذه هي عادته المحببة كل يوم .. خاصة عندما يكونُ صباحه في قصره بدلَ الذهاب للعمل في المطعم أو حتى قبلَ أن يبدأ في النظرِ إلى سجلاتِ عمله الحالي ..
فتحت أليسا عينيها ورأت الطاولة التي احتوت على عدّة أكواب مع بعضِ البسكويت .. انتابها الفضول فرفعت جسدها وقالت لأخيها بصوتِ ناعس .
ـ هل زاركَ أحدٌ في هذا الصباح .. !؟ .
رفعَ ألفريدو عينه عن كتابه ونظرَ إليها .. وبكلِ هدوء وهوَ لا زالَ محافظاً على ابتسامته .
ـ كلا .. لم يأتي أحد .
أخذت أليسا تحدقُ في الطاولة الصغيرة التي أمامها ولم تقتنع بكلامه .. أشارت بإصبعها نحو الكوب الذي ارتشفَ منه رولند وتساءلت بعناد طفولي .
ـ وماذا تفسرُ وجودَ هذا ؟! .
ـ طلبتُ من بيْن ان يشاركني ..
هذا ما قاله سريعاً دونَ أن يفكر , اقتنعت بكلامه فهي تعلمُ أنّه لا يعاملُ بِيْن كخادم بل يعتبره كصديق لذلك لم تشكَ في الأمر .. وقفت لتغادر بعدَ أن أشبعت فضولها رغمَ أنها استيقظت الآن ..
راقبها ألفريدو من خلفِ كتابه فقد كانَ يعلمُ كمية الفضول التي لديها .. فهوَ لنْ يدعها تعلم بأنّ خادمَ السيد ميلان قد جاءَ إلى هنا فربما لن تمسكَ لسانها عندما تتحدثُ أمامَ ميلان وقد تخبره بكلِّ عفوية ...
جاءَ بيْن الذي قد سمعَ بالمحادثة التي دارتْ بين سيده وأخته ليلتقطَ ما كانَ على الطاولة .. نظرَ إليه ألفريدو و غمزَ له ليؤكدّ له بأنْ يخفيّ الأمر وهذا ما فهمّه سريعاً من خلالِ إشارته تلك ..
تابع قراءة كتابه وغادرَ بِيْن للاستعداد لتحضير الفطور . ـــــــ
عادَ رولند إلى القصر وأول ما أرادَ فعله هو الذهاب إلى غرفته الصغيرة لكنّه رأى شيمون يأتي إليه بعجل قائلاً بتعجب . ـ لقد عدتَ سريعاً .
نظرَ إليه فقد كانَ يعلمُ بمغادرته ... فهوَ طلبَ منه أنّ يذهب لبرهة قصيرة ثمّ يعودُ سريعاً فهذا سيكوُن أفضل من أنْ ينتظره وهو قلق من اختفائه كما حصل من قبل .. .
ـ أجل فموعدُ استيقاظَ السيد قد قرب .
قالها وهو يرى علامات القلق في عيني شيمون فمنذُ أن عمل هنا وهو يشاهدها واضحة عليه ويتمنى من كلِّ قلبه أن يتوقفَ عن ذلك.. و بكلِ هدوء قاله له ليطمئنه .
ـ سأذهب لأبدلَ ملابسي ..
أومأ له شيمون وابتعد عنه بضعَ خطوات ليجعله يذهب وقد لمحَ ما يريده من خلالِ تعابير وجهه الذي توحيّ له بأنّه بخير وبأحسن حال ..
نزلَ الدرجات للأسفل ... وبدّل ملابسه سريعاً فقد حانَ الموعد الذي دائماً ما يستيقظ فيه ميلان.
دخلَ غرفة سيده دون أن يطرق الباب فهو يعرف عادته سواء طرق أو لا فلن يجيب عليه.
ما إن وقعت عيناه على جوانبها حتى رأت كمية الغضب المرتسمة ، وكأنّما الذي هو نائم في سريره قد نفسَ باقي غيضه هنا ..
ملامح الغرفة مقلوبة رأساً على عقب ، جميع الزينة في الأرض خاصة الزجاجية التي تكسرت وتناثرت أجزاؤها ،.. كل ذلك ذكرَه أنّ مثل هذا قد تكرر ولكن هذه المرة كانت بطريقة أفظع.
شقّ طريقة بين تلك الأشياء المتناثرة حتى يصل إلى سرير سيده الذي كان نائما بعمق بطريقة فوضوية ، مدّ يده ليوقظه فهو يعلم أنّه يجب عليه الذهاب إلى الجامعة مبكراً ، لم ينظر إليه رولند بنظرات حاقدة أو غاضبة فيكفيه أنّه لم يقبل بعمل إيفان لديه وهذا ما أراحه كثيراً .
تحركت عينا النائم إثر الهزّ الذي يشعر به .. وما إن عادت جميع حواسه إليه حتى فتحها .
- صباح الخير .
تسلل ذلك الصوت العميق إلى داخله فنهض جالساً، بقيّ ساكناً لعدة ثواني ثمّ وضع يده على شعره مدّ رولند يده إليه ليجعله يبادرُ في النهوض فلمحت عينه ذلك وأبعدها بعنف قائلاً بصوته الناعس.
- لا تلمسني .
نهض من سريره ليأخذ حماما كما هي عادة كلُّ يوم . لم يتأثر رولند , فغضب سيده الذي تفجّر ليلة الأمس يبدوا أنّه لم يهدأ بعد بل بقيّ القليل منه ..
ـــــــ
كانت تلك هي الجملة الوحيدة التي نطقها ميلان منذُ بداية اليوم ,و لم يتحدث بعدها مطلقاً لأي أحد حتى شيمون الذي كانَ قلقاً هو الآخر من ذلك فيبدو أن ما حصل بالأمس أثّر كثيراً في نفسِ سيده الصغير فقد كانَ هادئاً وهالة من الغضب المكتوم تحيطُ به .
أمّا بالنسبة لرولند فقد التزم الهدوء هو الآخر , فها هو يراقبُ ميلان وهو يمشيّ باتجاه بوابة الجامعة .. حتى اختفى من أمام ناظريه ثم أخذَ يرجعُ السيارة ليركنها في موقفِ مناسب ..كما هي العادة . ـــــــ
في قصرِ ألفريدو .. بدا على غيرِ عادته صاخباً .. حتى أن ألفريدو شعرَ بجوِّ الإزعاج المبعث في أرجاء قصره ولم يستطعَ أن يكملّ قراءة كتابه الذي بينَ يديه بشكلِ جيد صحيح أنّه بعضَ تصرفاته مزعجة قليلاً لكنها ليست مثلَ أخته التي هي في المركز الأول أما هو فيأتي في المرتبة الثانية ..
أقفله كتابه بهدوء وشعرَ برغبة بالفضول ليعلم سببَ هذا الجوّ الذي كان مصدره اليسا والتي كانت تمشي ذهاباً و إياباً ولم تتوقفَ عن الحركة في كلِ زاوية من زاويا القصر ..
رأى كبيرَ خدمه ينظرُ لها وقد بانَ عليه القلق اقتربَ منه وسأله .
ـ ما لذي يجري!؟ .
استفاقَ بيْن على صوتِ سيده .. فقد كان نظره مثبتاً على أليسا التي تجوبُ المكان كله .. التفت نحوه وأخبره بما يجري .
ـ قررت الآنسة أن تذهب إلى الجامعة .
ابتسمَ ألفريدو ضاحكاً .. فقد رأى على بيْن قلةِ حيلته أمامها وأنّه حقاً عاجزاً التصرف معها فلم يملك سوى أن يوقفها بنفسه عن الحركة الكثيرة التي تسببها بأن أمسك بذراعها ليجعلها تقف وتنصتُ له .
ـ ألا تريدينَ الراحة لهذا اليوم ! لقد جئتِ بالأمس فقط ! .
أومأت برأسها نافية وأخذت تنظرُ إليه ببراءة .
ـ يجب عليّ الذهاب فـ ميلان هناك.. فأنا لم أتحدث إليه بشكلِ كافي... كما أنّني نسيتُ إعطائه الهدية التي اشتريتها له .
أخذت تتلفتُ يميناً وشمالاً وقد كانت في حالة فوضى تماماً وهي تثرثرُ بصوتها الصغير .
ـ لو كنت أعلم لجلبتُ أغراضي معي من منزل أبي .. ولكن لقد كان أبي مشغولا .. يا إلهي .. ماذا عليّ أن أفعل ! .. .
نظرت إلى نفسها بقلق وتابعت حديثها .
ـ هذه أفضل واحدة كانت في حقيبة سفري .
وضعَ ألفريدو يده على شعرها ليجعلها تهدأ من حالتها الفوضوية .. وهمسَ لها بحب وهو ينظرُ إليها وإلى شكلها اللطيف .
ـ أنتِ جميلة دائماً .. لذلك اذهبي الآن قبلَ أن يتأخر الوقت .
كانَ يعلمُ تماماً أنها لن تستمعَ له إن طلبَ منها البقاء هذا اليوم فهي لن تغيرَ رأيها بسهولة فإن عزمت على شيء وقررت عليه فهو لا بدَ من أن ينفذَ لها ..
ودعها بابتسامة ضاحكة وطلبَ من بيْن أن يقومُ بتوصليها .. وبذلك عادَ الهدوء مجدداً إلى قصره لم يكن منزعجاً كثيراً فيكفيه أنه يشعرُ بالطمأنينة عندما يرى أخته بخير وبأفضل حالة ..
عادَ إلى مكانه ليكملَ قراءة كتابه .. فلم يتبقى له سوى القليل ليباشر النظرَ في أعماله . ـــــــ
أما بالنسبة لإيفان فقد كانَ ملازماً السرير منذُ أن استيقظ في الغرفة الوحيدة التي استأجرها ... يملأه صدره الحزن .. على ما حصل ..وصورة رولند بملامحه المصدومة دائماً ما تمرَ على مخيلته .. تقلبَ في سريره بانزعاج فقد فشل فيما أراده وعليه البدء في البحث عن عملِ جديد وأيضاً يجبُ عليه الانتقال من هنا فهذا المكان غيرُ مريح بالنسبة له ...
ولكنَ ما يشعرُ به في نفسه لم يشجعه على البدء ...
أغمضَ عينيه محاولاً أن يكمل نومه حتى يحينَ موعدَ خروجِ التوأمين ولكن هيهات فالأفكار التي تراوده ستجعله مستيقظاً . ـــــــ
بالنسبة لـ ميدوري فها هي تمشي ببطء في أنحاء أورقة الجامعة وقد ظهرَ على محياها كتلة صغيرة من الإحباط فهي لم تحظى بأصدقاء بعد وكا العادة ذاهبة لتناولِ الغداء بمفردها .. التفت نحو إحدى الممرات لتذهب لوجهتها فاتجهت أنظارها لفتاة تمشيّ سريعاً عكسَ اتجاهها .. راقبتها بعينيها فقد كانت جميلة في ناظريها... التقطت عيناها قلماً يسقطُ من بينِ الكتبِ التي في يدها فعلمت من خلالِ مشيها السريع أنّه لم يكن لديها الوقت الكافي لتضعَ أشيائها في حقيبتها الصغيرة التي تحملها بالفعل
دنت ميدوري لتلتقطَ ذلك القلم الذي سقطَ من تلكَ الفتاة وما إن التفت لتعطيه إياها حتى اختفت من أمامِ ناظريها ..
حدّقت في ذلك القلم فقد كانَ غطائه مطليّ باللون الاسود اللامع وقد نقشُ عليه حرف بلوِنِ ذهبي . بدا فاخراً بالنسبة لها لذا أدخلته في حقيبتها فهي لن تستطيعَ اللحاق بها فإن فعلت فسوفَ تفوتُ عليها وجبة الغداء بما أنّ محاضراتها ستستمرُ .. ففضلت الاحتفاظ به حتى تلتقي بها مرةَ أخرى ..
توقفت اليسا خارجَ مبنى الجامعة في الساحة .. وقد تملكها الغضب فبرغمَ من أنها لا زالت متعبة من مشيها السريع إلا أنّها لم ترضى بذلك نفخت وجنتيها المحمرّة وتحدثت بضيق وهي تنظرُ للمبنى المجاور .
ـ تباً .. لماذا قاموا بإغلاقِ البوابة إنّ ميلان موجودٌ هناك ! كنتُ أريدُ تناولَ الغداء معه .
عادت إلى الداخل خائبة غيرَ راضية بالتغيراتِ التي حصلت .. فهي تدرسُ في مبنى مختلفِ عن ميلان بما أنّها أصغرُ منه سناً .
لكنها كانت فيما مضى تستيطعُ الذهاب إليه عندما يكونُ لديها فراغ .. ولكن الآن لم تعد قادرة على ذلك بما أنّ البوابة التي ترتبطُ مبنيهما مغلقة لهذا اليوم .
جمعت كتبها التي اشترتها حديثاً في حقيبتها الصغيرة الملونة .. فتحت الدفتر الذي تسجلُ فيه ملاحظتها فانتبهت لاختفاء قلمها الثمين .. شعرت بالارتباك للحظة وبدأت تفرغُ حقيبتها مرة أخرى للبحث عنه .. فذلك القلم هو هدية لها من عندِ ميلان وهو عزيزٌ عليها ..
لم تجده في أي مكان في الحقيبة .. شعرت برغبة في البكاء فقد كانت تكتبُ فيه منذُ لحظات .. عادت إلى حيثُ المكان التي كانت فيه وبدأت بالبحث عنه .. أخذت تفتشُ في كلِ مكان مرت فيه .. أرادت البكاء والبحثُ عنه أكثر لكنها شعرت بالجوعِ يغزو معدتها ويمنعها من متابعة البحث بشكلِ جيد فقررت بخيبة أمل أن تذهب لتناول أيّ شيء ثمَ تعاودُ البحث عنه .. ـــــــ
بدأت ميدوري تتناولُ غدائها وحيده في طاولة خالية بينما من بجانبها ممتلئة بالأشخاص والاحاديث المتنوعة فهي ليست من النوعِ الذي يندمجُ مع الآخرين بسرعة .. لفت نظرها الفتاة التي رأتها مسبقاً ولكنْها كانت مختلفة قليلاً فأول مرةِ رأتها كانت بشوشة الوجه لكنها الآن تبدو خائبة حزينة .. فكرت في ذلك فأخرجت القلم الذي احتفظت به , سارعت في الذهاب إليها عندما رأتها تتجه لتطلبَ وجبة لتناولها ..
أمسكت بذراعها بخفة فالتفت أليسا إليها .. رأت حدقةُ عينيها القلم أمامها فردت البشاشة لوجهها وأمسكت بيدِ ميدوري التي تمسك بالقلم لتتأكدّ منه .. انغمرت في السعادة وقالت بصوتِ فرح . ـ إنّه قلمي ...
ابتسمت ميدوري عندما رأتها تبتسمُ مجدداً وقالت لها بكلِ لطف ..
ـ لقد قمتِ بإسقاطه في الممر وقررت الاحتفاظ به إلى أن التقي بك مرة اخرى .
أمسكت أليسا القلم واحتضنته بيديها وبصوتها الصغير ووجنتيها قد بدأت بالتورد .
ـ إنّه هدية من الشخصِ الذي أحبّه ... شكراً لك .
ابتسمت ميدوري لسعادتها وشعرت بالطمأنينة عندما رأت القلم قد عادَ إلى صاحبته ... رجعت إلى حيثُ طاولتها لتكمل غدائها فقد انتهت مهمتها في ذلك
دقائق هي .. حتى رأت الكرسي الذي أمامها يُسحب ليجلسَ عليه أحدهم .. رفعت رأسها فوجدت الفتاة نفسها وقد أحضرت غدائها لتتناوله معها ...
ابتسمت أليسا عندما رأت الاستغراب في وجهه ميدوري فقالت لها بكلِ لطف لتعبرّ عن امتنانها .
ـ أدعى أليسا .. أتمنى ان نكونَ صديقتين .
انسابت جملتها على مسامع ميدوري فشعرت بالفرحة الغامرة فاخيراً ها هي تحظى بأول صديقه كما أنّها الآن تشاركها الغداء معها وبكلِ فرح تشعرُ به في قلبها قالت .
ـ وأنا ميدوري .. .
ضحكت أليسا عندما رأت وجنتيّ ميدوري متوردة فقد اتضحَ لها ما كانت تشعرُ به ... بدأتا الاكل سويةً وبدأت صداقتهما بأحاديثَ عادية يتشاركانِ فيها الضحك وكم كانت ميدوري سعيدة بالحصول على صداقة فتاة لطيفة مثلَ
أليسا وتتمنى لو كانَ دائماً ما تشاركها تناولَ الغداء .
انتهى الوقتُ سريعاً وبدأ الطلابُ بالتدفقِ خارجاً ، استقام رولند واقفاً بعد أن لمح ميلان قادماً وبرفقته الفتاة التي كانَ قد أصطحبها من المطار ..
عندما وصل ميلان وأراد رولند الدخول حتى التقط منه مفاتيح السيارة ودفعه للخلف ليجلسَ خلفَ المقود متجاهلا وجود رولند ، أشار لأليسا التي كانت تتبعه .
- اصعدي سأخذك في جولة سريعة .
استجابت له سريعاً وركبت في المقدمة فقد بدا لها أنّ ميلان غاضب من الشخصِ الذي هوَ بمثابة خادم له وخمنت سريعاً أنه قد حصل شيء بينهما .
بقيّ رولند صامتا بكلِّ هدوء يراقب تصرفات ميلان وابتساماته التي يوجهها لتلك الفتاة التي بجانبه .
وما إن همّ بالمغادرة حتى فتح نافذة السيارة قائلاً له بوجه متهجم لتكونَ هي جملته الثانية لهذا اليوم له .
- لتعد أنتَ إلى القصر .
تحركت السيارة مغادرة وكأنما الوقت الذي قضاه رولند في انتظاره قد ذهب هباءاً ودونِ فائدة ، أطلقَ تنهيدةً عميقة وسارَ إلى الأمام حيث البوابة التي يخرجُ منها الطلاب . ـــــــ
قامت بجمع أغراضها للعودة وعلى شفتيها ابتسامة جميلة كيف لا وقد حصلت على أول صديقة لها .. مشت بخطواتها وهي تفكر في الغد وماهي الأحاديث التي يمكن أن يتحدثا عنها ،وبينما هي كذلك رأت عيناها صدفة الشخص الذي تحبه فتملكتها الدهشة وأسرعت نحوه ،
كان يقفُ متكئا على إحدى الأعمدة ينظرُ هنا وهناك وكأنما ينتظر أحداْ .
- رولند ؟.
التفت سريعا ما ان سمعَ صوتها فأسرعت بفرحة غامرة وكلها فضول في أن تعرفَ سبب مجيئه .
- من تنتظر هنا؟! .
هكذا سألت بلهفة عابرة فكيفَ لا وقد تسنّى لها رؤيته اليوم , ابتسمَ رولند لرؤيتها وبكلِ لطف قال لها .
- كنتُ أنتظرك .
بتلك الكلمة فقط خفق قلبُها ... تمنّت أن تبقى معه طويلاً , فلم يكن ذلك اليوم كافياً بالنسبة لها , فهي لا زالت تريدُ الحديثُ معه مطولاً , أمسكت بيده تريد منه أن يتبعها لمكان يجلسان فيه , لكن سرعان ما اختفت أمنيتها عندما أمسكَ بيدها تلك ليوقفها .
ـ أنا اسف ميدوري.... يجبُ عليّ الذهاب سريعاً .
أصابتها الخيبة ولم ترضى أن تغيّر من تعابير وجهها رغمَ خلاف مافي قلبها , اكتفت بابتسامة مشرقة وصمتِ رزين منتظرةً فيه أن يخبرها بسببِ قدومه .
ـ جئت لأطلب منك أن تقنعي ايفان للحصول على هذا العمل .
قالها ثمّ قدمّ لها ورقة صغيرة تحتوي على العنوان ..
نظرت لها مطولاً فقد كانَ أسلوبُ رولند كغير عادته وعلمت سريعا ان هنالك ما حصل بينه وبين ايفان , هي تعرفُ نبرته تلك بل وأصبحت تعرفها خاصة عندما يتعلق الأمر به ..
فالأوقات التي قضتها معهما في الماضي جعلتها تدركُ ذلك حتى دونَ أن تستفسر .
أخذتها بصمت وأومأت برأسها موافقة .
ـ اعتمد عليّ .
ودَعته بكلَّ حب متمنيةً له في قلبها قضاء يوم غير شاقِ , وسارت بخطواتها عائدة ما ان اختفى من أمامِ ناظرياها .
ما إن وصلت حتى فتحت الباب وصرخت بكلِ حماس .
ـ مرحباً لقد عدت .
نهضَ التوأمان سريعاً لاستقبال ميدوري التي وصلت فاحتضنهم هي بكلّ حنان وسرور , فقدَ أصبح المكان مليئاً بالمرح والحياة بوجودهم كما أنّها سعيدة بما حصل لها اليوم .
نطقت لين بكل خفوت ونظرات التساؤل البريئة على عينيها .
ـ أختي ميدوري .
استغربت من نبرة لين تلك .
ـ أجل ! .
نظرت إليها وبدأت تخبرها بما تشعرُ به .
ـ أخي إيفان لا يرغب باللعب معانا اليوم , أخشى إن كنّا قد أغضبناه , إنّه هكذا طول اليوم ..
وضعت أصبيعها السبابة تحت شفاتها لترسم ملامح حزينة ..
تقدم لير ووضعَ هو كذلك اصبعيه على حاجبيه ليجعلَ من ملامحه وجههاً عبوساً .
بهذا لم تكن ميدوري قد أخطأت فيما أيقنت به عندما قابلت رولند , أمسكت بأيديهما الصغيرة وتقدمت للداخل لترى بنفسها شكلَ إيفان .
كانَ يجلسُ بالقربِ من المكان الذي كانا فيه الطفلين بالقربِ من ألوان الرسم خاصتهما وبعضِ الألعاب البسيطة , ينظرُ إلى الفراغ بكلِ صمت ..
كانت هذه هي المرة الأولى التي تأتي فيه إلى البيت ولم يشعر بها إيفان ..
تقدمت نحوه سريعاً وعلى غفلة منه ضربته على ظهره بكلِ قوة ليستفيقَ هوَ من غفلته على ذلك الألم ويوجهه نظره سريعاً للخلف .
ضحكت ميدوري خاصة عندما التفت ايفان ورأت الملامح نفسها التي رسمها التوأمين على وجهه .
جلسَ التوأمين بالقربِ منها يراقبون بكلِ براءة ما يجري, وجههت الكلام لهما وقد انفجرت بالضحك .
ـ إنها نفسُ الملامح .. ..
التفت نحوَه وهي تحاول أن تخفف من موجة الضحك التي أصابتها .
ـ إيفان بالله عليك غير من ملامح وجهك هذه لقد حفظها الطفلين عن وجه قلب .
ابتسمَ إيفان بصعوبة على ضحكها المرح , وقالَ بصوتِ خافت .
ـ مرحباً بعودتك .
ما إن سمعت عبارته حتى التفت نحوَ التوأمين بكلِ فخر .
ـ انظروا كيفَ سأخرجُه من داومة الكآبة التي تكادُ تبتلعه .
قالتها ثمّ حملت حقيبتها لتخرجَ الورقة الصغيرة التي أعطاها إياها رولند وبكلِ براءة وكأنما هي شخصُ يريدُ إنقاذ أحدهم من الموت .
ـ أنتَ تبحثُ عن عمل صحيح ! ولذلك أنتَ حزين ! .
استغرب ايفان من ذلك ورأى يدها الممدودة والتي تخبره أن يأخذ ما فيها .
ـ أختك رأت بالصدفة لافتة تبحثُ عن موظفين فدونت ذلك وهاهي تعطيه لك .
لم يكن هذا ما يريده إيفان حقيقة ! لذلك قال بتردد ليزيل سوء الفهم لدى ميدوري .
ـ لـ .. لكن في الواقع أنــ ...
ـ هـــــــــذا رائــع .
هكذا صرخت لين بكلِ طفولية مقاطعةً ما يريدُ قوله ايفان, أمسكت بذراع أخيها سريعاً .
ـ عندما تكبر أنا من سيبحثُ لك عن عمل مثل أختي ميدوري .
ابتسمت ميدوري من كل أعماقِ قلبها فبهذا قد ضمنت أن يذهب إيفان ... رغمَ أنّها ترى التردد فيه إلا أنها قالت لتشجعه .
ـ ستكونُ فرصة جيدة إن قبلتَ فيها .
استسلم إيفان للواقع سريعاً فهوَ لن يتمكن أبداً من العمل بالقربِ من رولند .. بعدما حصل بالأمس
قبلَ بما أعطته ميدوري وقرر الذهاب .. وبذلك بدت ميدوري سعيدة بما أنّها قد أتمتَ ما أراده منها رولند , لكنها في الوقت أدركتْ شيئاً ما .. !
فمجيء رولند إليها وحزنُ إيفان هذا كلُّ هذا بدأ يتضحُ لها شيئاً فشيئاً ... فيبدوا أنّ إيفان قد أقدمَ على شيء لم يرضه رولند بتاتاً وهو يدورُ حول العمل .
مع انها عرفت قليلاً .. إلا أنّها التزمت بالصمت وقررت عدمَ الخوضِ في ذلك أكثر .. فهما شابين وكلُّ منهما يعرفُ مصلحة الآخر . ـــــــ
حلّ المساء وبدأ الهدوء يعودُ تدريجياً إلى الاجواء ... لا زالَ الجو مشحوناً بينَ رولند وميلان ... حيثُ أنّ الثاني يتحاشى الأول .. وكانَ هذا جلياً واضحاً
لكن ما إن يبدأ ميلان بالحديث مع اليسا التي هي في قصره حتى تتغير معاملته وتظهر ابتسامته ... بعكسِ رولند ! الذي يقابله بنظرات ساخطة ووجهه متهجم .
توقفت سيارة بالقربِ من القصر فنزلَ منها شخصُ بكلِ وقار ... لاحظ شيمون ذلك فأسرع للخارج ما إن علمَ بالقادم .
ـ مرحباً بالسيدِ هايدن .
التفت المعنيّ به إلى حيثُ الصوت .. وابتسمَ بوقار لـ شيمون .. .
ـ مرحباً شيمون ...كيفَ حالك ؟ .
أجابَ باحترام صادق للشخصِ الذي أمامه .
ـ أنا بخير شكراً لسؤالك .
تردد شيمون قليلاً فهو لم يتوقع قدومه في هذا الوقت لذا قال .
ـ لو علمتُ مسبقاً بقدومك لجهزتُ شيئاً يليقٌ بكَ .
ضحكَ هايدن وهو يضعَ يده على كتفِ شيمون فهوَ يعرفه تمامَ المعرفه وأيضاً يحملُ بداخله بعضَ الإحترام له لذا قالَ له بنفسِ مرحة .
ـ يكفيني أنّك تقومُ برعاية ميلان الذي هو بمثابةِ ابني .
نظرَ إلى أضواء القصر المضاءة .. وصمتَ لبعضِ الوقت بعد جملته .... أرادَ أن يسأل شيمون عن كيفَ هوَ تعاملُ ابنِ أخيه الآن .. لكنه يعلمُ بأنّ تصرفات ميلان لن تتغير كلياً .. .
ـ إنّ الآنسة أليسا هنا .. وبفضلها فإنّ السيد يقضي وقتاً ممتعاً .