الفصل الاول
ذات مساء تحيطه العواصف، كنت قد اطلت النظر الى ملامح وجهي امام مرآتي فلم اكن بأية حال جذابة اثير اهتمام من حولي ولعل ذلك ما جعلني افقد فكرة الارتباط بشخص رفيع المستوى من عائلة نبيلة. دائما ما كنت ارى نفسي غير جديرة بالاهتمام نظراً لعجزي ان اكون مثل باقي فتيات محيطي بالاضافة لقلة ادراكي فدائما ما كنتُ اقع في مواقف محرجة تثير سخطي لما اتذكرها. ربما ستكون آمالي محصورة في نفسي ولن احقق ما حلمت به يوما ولهذا السبب كان اسمي غير على مسمى!. كنتُ الفتاة الوحيدة في عائلتنا الصغيرة المكونة من اب محب يحاول جاهداً ان يرضينا بشتى الوسائل وام لم اشعر يوما بانها اُمّاً لي لسوء معاملتها المجحفة في حقي رغم محاولاتي لارضائها واخ يكبرني بعامان اقل ما يقال عنه بانه جالب لبيتنا الصغير الكدر والهم بسبب طيشه وكان دائما ما يضربني امام انظار والدتي دون ان تفعل له شيئاً، وأخيراً جدتي الطيبة التي تمكث معنا في نفس الدار فلولاها لما تحملت العيش لحظة واحدة فكانت تغدق علي بحنانها وتعوض الدور الذي من المفترض ان تؤديه والدتي فكثيراً ما كانت تتحمل نفورها منها بصدر رحب بل كانت تختلق الاعذار لها امام ابي لانها سيدة كريمة. افقت من سبات تفكيري على صوت طرق والدتي العنيف وقالت بحدة ((افتحي الباب ايتها الحمقاء-ماذا تفعلين في غرفتك وحدكِ!)) قمت على الفور لافتح لها الباب وحاولت ان اكون معها خاضعة قدر الامكان علها تغير من حدة طبعها معي فقلت باستسلام ((نعم يا امي-هل هناك شيء تريدينه مني لافعله لكِ؟)) قالت وبيدها ورقة تلوح بها امام ناظريّ وقالت بصوت غاضب ((اريد منكِ توضيح بشأن محتوى هذه الورقة)) ثم اردفت قائلة بعد ان صفعتني صفعةٍ الهبت وجهي ونزف منه الدم ((تقول هذه الورقة سيأتي يوماً سآخذكي بعيداً من هنا!-من الواضح انها رسالة لكي ايتها الفاجرة!))لم املك ان ادافع عن نفسي فتابعت بدورها حديثها ((لقد طرق احدهم الباب ولابد انه فر هاربا تاركا لكي هذه الرسالة يا بغي - وساعرف كيف اتعامل معكِ ومع هذه الورقة!)) قد استحوذ علي الذهول واختلطت دموعي مع دمي وتحشرجت الكلمات في نفسي، اتت جدتي على اثر هذا الضجيج وسألت بخوف ((ما الامر؟!)) تركتنا امي وهي تنتفض صائحة((لم اكن اريد انجاب الفتيات! لانهن مجلب للعار والفضيحة))واسرعت لغرفتها غاضبة ولم توضح شيئا فانطلقت فورا لارتمي بين يدي جدتي لتمسح على رأسي ورددت باسمي برقة شديدة وقالت ((ستكونين بخير يا آمال - عليكِ ان تغسلي وجهكِ فقط )).