عرض مشاركة واحدة
  #236  
قديم 01-30-2008, 11:59 PM
 
رد: الفرقة الناجية ,,,من هم ؟؟؟ وكيف نكون منهم؟؟؟

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله وبعد :

فكل عام وانتم بخير ... تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال ... أعاد الله علينا العيد بفتح ونصر وظهور وخير وبركة ...

أحبتي في الله :

الموضوع ده اجتهاد لعله يصيب أو يخطئ في فقه الخلاف وحقيقة معني الظهور والنصرة وفي القواعد العامة للحكم علي المخالفين وفي نقد الجماعات بعينها .. بعض أجزاؤه مفرقة في حوالي أربع أو خمس مواضيع ، أحببت أن أجمعها في مشاركة واحدة للفائدة ، فلعلنا نستفيد ، وأسأل الله أن يستخدمنا في نصرة دينه...


الموضوع الأول : يدور حول فهم حقيقة الخلاف بين المسلمين ، وفهم معني الآية الكريمة ( ولا يزالون مختلفين # إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم )


جميل الإتحاف بمختصر فقه الخلاف :


-- الخلافات بين المسلمين اليوم ترجع إلي ثلاثة أنواع :

-1- منها خلاف التنوع : وهو ما لا تتعارض فيه الأقوال ، ولا تتناقض ، بل كلها صحيحة ، وهذا مثل وجوه القراءات وأنواع التشهدات والأذكار وكذا في باب الواجب المخير ، مثل كفارة اليمين ، ومنه أيضا تنوع الأعمال الصالحة ، وهذا الاختلاف من مظاهر رحمة الله بالمسلمين ، ومنه أيضا وجها من الخلاف بين الجماعات الإسلامية ، إذ أن كل جماعة منهم اهتمت بعمل معين من أعمال الدين ، غَلَّبته علي باقي فروض الأعيان التي لا يسع المسلم أن لا يعلمها ويعمل بها ، ولكن من حيث وجه اختصاصها في عمل معين من الأعمال الصالحة ، ولكن متي يكون ذلك الاختصاص مقبولا مندوبا إليه ؟ > عندما تنطلق كل جماعة من أصل المنهج السلفي ، ومن نقطة الفهم السليم للإسلام ، وعندما تتجنب الحركات الإسلامية تلك المحذورات :
1- أن يكون انشغال كل جماعة بما يرونه أفضل الأعمال سببا في ترك الواجب من الأعمال الأخري التي تمثل الحد الأدني من الالتزام بالإسلام !
2- أن يُربي أفراد كل جماعة علي تحقير الأعمال والعلوم الأخري التي لا تتبناها جماعتهم ولا تقوم بها ، في سبيل حفز هممهم علي تنفيذ ما يُطلب منهم فقط !
3- أن يكون عقد الولاء والبراء علي الرايات الحزبية ، أو الأسماء المختلقة ، أو الأعمال المعينة ! ولكن لابد من تقديم أصل الولاء للدين الذي جاء به الرسول من عند رب العالمين والبراء مما يخالفه .


-2- خلاف التضاد ، وهو نوعان : أ) سائغ – ب)غير سائغ ،
أ) الخلاف السائغ غير مذموم : هو ما لم يخالف نصا من كتاب أو سنة صحيحة أو إجماعا قديما أو قياسا جليا ، والنص مقصود به : ما لا يحتمل إلا وجها واحدا ، وهذا سواء في الأمور العلمية الاعتقادية ( أو الأصلية ) – وهو نادر – أو في العملية الفقهية ( أو الفرعية ) – وهو لا حصر له - ، وذلك لأن أكثر المسائل الاعتقادية عليها دليل صحيح صريح ، أو اتفاق ، ما لم يدع مجالا للاجتهاد وإعمال العقول ، وذلك أيضا لأن أكثر المسائل الفقهية ليس عليها دليل صريح صحيح أو إجماع قديم ، مما فتح الباب أمام اجتهاد العلماء يستنبطون من الأدلة الشرعية حكم الله Y في المسألة ، وكان أيضا من أسباب ذلك الخلاف الغير المذموم السائغ :- - i أن أفهام العباد مختلفة متفاوتة ، - ii – أن قدرة العباد علي البحث والتحقيق والاجتهاد مختلفة أيضا ، - iii – ومنها اختلاف طريقة التعلم والتعليم ، والتأثر بأول بيئة وأول طريقة علم تعلموا عليها ... الخ.-- وننتبه هنا إلي أن – ومهما اختلف العلماء في مسألة معينة – حكم الله في المسألة واحد لا يتعدد ، وحتي لو لم يعلم العلماءُ– بيقين - الحقَ الذي ارتضاه الله ؛ فإن هذا لا يلغي أن أحدهم مصيب عند الله له أجران ، والآخر مخطئ له أجر واحد ، وعلي كل واحد منهما أن يقول ويعمل بما أداه اجتهاده ونظره في الأدلة ، وما يصل إليه أحد المجتهدين من الراجح في مسألة فإن اجتهاده لا يلغي اجتهاد غيره ، والراجح عنده لا يلغي الراجح عند غيره ، طالما أن المسألة ليس عليها نص أو إجماع أو قياس جلي .

-- ومثال ذلك في الأمور الاعتقادية – وهو قليل نادر كما قلنا ولكنه موجود - : رؤية النبي ربه ليلة الإسراء والمعراج ، ومنه الخلاف في تفسير بعض آيات القرآن ، ومنه الخلاف في عصمة الرسل من الذنوب الصغيرة غير المزرية ، ومنه إثبات نبوة الخضر ، ومنه الخلاف في كثير من مسائل التكفير ومنه غير ذلك.

ومثال ذلك في الأمور الفقهية – وهو كله إلا في أصوله - ...

-- وليس معني وجود هذا الخلاف أن لكل واحد أن ينتقي ما يريد من الأقوال بالتشهي ، فإن هذا سبيل إلي الزندقة والانحلال ، وقد أجمع العلماء أنه لا يجوز تتبع الرخص فضلا عن الزلات والسقطات .

-- في هذا النوع من الخلاف لا يجوز أن ينكر مجتهد علي مجتهد إلا ببيان وعرض ما يراه الأول حقا ، فلا يجوز الهجر أو اللعن أو التبديع أو التفسيق ، بل ولا يجوز أن يحمل في قلبه لأخيه حقد ولا غل ولا حسد ولا بغض ، بل يقول – وهو يري أنه هو المصيب - : قولي صواب يحتمل الخطأ ، وقول غيري خطأ يحتمل الصواب ... فهذا الذي قال عنه من قال من السلف : أن الخلاف رحمة ، ولم يقصدوا أن الخلاف في ذاته رحمة ، فإن الله نهي عن الخلاف والتفرق ، بل لأن كل مجتهد ومتبع مرحوم غير معذب ، فإما له أجران وإما له أجر واحد ، وهذا بخلاف ( خلاف التنوع ) فإنه في ذاته رحمة من الله I بالأمة ...

n أجمع العلماء علي أن من استبانت له سنة الرسول لم يكن ليدعها لقول أحد من الناس كائنا من كان ...

ب) الخلاف غير السائغ المذموم : وهو ما خالف نصا من كتاب أو سنة صحيحة أو إجماعا قديما أو قياسا جليا ، وهو أكثر ما يكون في العقائد والأصول ، وأقل ما يكون في الفقهيات والفروع ، ومن ذلك الخلاف ما يُكفر المخالف فيه : كالخلاف الاعتقادي بين المسلمين واليهود والنصاري والمجوس وأمثالهم أو كادعاء النبوة ، أو كوجوب الصلوات الخمس وصوم رمضان وحرمة الزنا والخمر ، وكمشروعية ختان الإناث ومشروعية النقاب ومشروعية تعدد الزوجات...الخ ، ومنه ما يُبدع فيه المخالف مع الخلاف في تكفيره : كسب بعض الصحابة أو كلهم أو كلعن الإمامين أو غير ذلك ومنه ما يُبدع فيه المخالف فقط كإنكار المسح علي الخفين أو إنكار رؤية الله U يوم القيامة أو القول بجواز نكاح المتعة أو غير ذلك ...

-- ولا فرق في ذلك بين المسائل التي يُطلق عليها أصول علمية ، وأخري يُطلق عليها فروع عملية في الحكم الشرعي ، لأن الفيصل في المسألة هو وجود النص أو الإجماع أو القياس الواضح .

-- أسباب الاختلاف المذموم :
1- البغي والتنافس علي الدنيا ورئاستها .> والعلاج هو إخلاص الدين لله وطلب رضا الله Y والخوف من عقابه وعذابه.
2- الجهل ونقص العلم وانتشار البدع واختلاف المنهاج ، والعلاج هو التعلم السليم المبني علي الدليل الصحيح وذم الجهل ورد البدع وإبطالها ومحاولة جمع الناس والجماعات علي المنهج المرضي المعصوم .
3- ظهور رؤوس البدع والضلال الدعاة علي أبواب جهنم ، الذين يلبسون علي الناس أمر دينهم ، والعلاج أن يخلص الإنسان - مهما كانت ملته – في البحث عن الحق ، وفي البحث عن أهل الحق فيكون معهم ، والعلاج أيضا التشهير بهؤلاء المنافقين وفضحهم علي الملأ ورد بدعهم وضلالهم ببيان الحق ، وكذلك يكون بجمع الناس علي أهل العلم الربانيين والدعاة المخلصين ، كل في بلده وصقعه الذي هو فيه ، ليتحركوا علي بينة من الأمر ، حتي يقضي الله أمرا كان مفعولا.
4- التعصب الأعمي البغيض ، الذي يعلم صاحبه الحق ولكنه لا يتبعه لهوي في نفسه أو لبغضا لمن جاءه به أو تقليدا لشيخه أو تعصبا لمنهجه وجماعته ، وكذلك ضعف الولاء للكتاب والسنة ، وعقد الولاء والبراء علي غيرهما .


-- ولابد من الإشارة هنا أن – وللأسف الشديد – الخلاف بين أكثر الاتجاهات والجماعات والحركات الإسلامية اليوم خلاف تضاد غير سائغ مذموم ، وعلاجه بدعوة هؤلاء إلي التمسك بكتاب الله وبسنة رسول الله بفهم السلف ومن سار علي دربهم ، ونصحهم دائما بالتي هي أحسن ، والدعاء لهم بالهداية والثبات عليها والعمل الصالح ، وببيان الحق في المسائل المتنازع عليها بكل أدب ولين ورحمة وتواضع وإخلاص وصدق ، والعمل علي توحيد الأمة علي كلمة التوحيد بشمولها وكمالها وبفهمها السليم .

-- ولابد أن ننفي أن يكون العلاج بالتوسط بين منهج أهل السنة وبين منهج أهل البدع كالرافضة أو الصوفية أو العلمانية أو الاشتراكية أو القومية أو الديمقراطية أو غيرها ، وفي الحقيقة إنما تكون مثل تلك الخطوات من حركات تعمل لحسابها الشخصي لمصلحة دنيوية أو لشبهة دينية ، وغالبا ما يكون التقارب من جهة المنتسبين لأهل السنة ، لا من غيرهم ، فإن غيرهم متمسكون بضلالهم مهما كان ، ولا يقدمون تنازلا إلا في أضيق الظروف ، بينما علي الجانب الآخر يتنازلون عن البراء من الشرك والكفر والبدع وعن الولاء للقرآن والسنة والصحابة ، ولا حول ولا قوة إلا بالله ، وما يظهر من بعض أهل الكفر والبدع من مناصحة غيرهم من أهل السنة إنما ذلك كطعم السمكة التي يستدرجها الصياد بها ، وما موقف الروافض في أفغانستان والعراق منا ببعيد ، فالله الله في الصحوة المباركة ، والله المستعان.

-- فإدراك هذا النوع من الخلاف تتبين معه القضايا أحسن تبييت ، ويظهر حينها من يحيي عن بينة ومن يهلك عن بينة ، ليميز الله الخبيث والطيب ، وبإدراكه يتم عقد الولاء والبراء علي وجهه الصحيح لكل جماعة أو فرقة أو فرد ، وليس له علاج في الجملة إلا التمسك – تكرارا ودائما – بالمنهج السلفي البين ، الذي ارتضاه الله U للأمة - .

____________________
كتاب فقه الخلاف : للشيخ ياسر برهامي :
http://s166728140.onlinehome.us/books/01/0086.rar
شرح كتاب فقه الخلاف :
http://islamway.com/?iw_s=Scholar&iw...&series_id=262
أدب الخلاف : للشيخ محمد بن محمد الشنقيطي :
http://download.media.islamway.com/f...qiti/0052sh.rm
إلي متي الخلاف : للشيخ العثيمين :
http://download.media.islamway.com/l...en//khelaf1.rm
http://download.media.islamway.com/l...en//khelaf2.rm
ملف في أدب الخلاف والفرق بين السائغ والمذموم :
http://download.media.islamway.com/l...3adabkilaf1.rm
http://download.media.islamway.com/l...3adabkilaf2.rm
__________________
يقول شيخ الإسلام إبن تيميه (رحمه الله)
في طريق الجنّة لامكان للخائفين وللجُبناء
فتخويفُ أهل الباطل هو من عمل الشيطان
ولن يخافُ من الشيطان إلا أتباعه وأوليائه
ولايخاف من المخلوقين إلا من في قلبه مرض
(( أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِن دُونِهِ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ ))
الزمر : 36
ألا أن سلعة الله غالية ..
ألا ان سلعة الله الجنة !!