عرض مشاركة واحدة
  #227  
قديم 01-27-2015, 07:16 PM
 
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:70%;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/31_01_14139118930690171.jpg');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]


وعند المساء كان رولند قد إستيقظ وهو يحدق بالسقف بشرود تام ووجه شاحب .. يشعر بأن جسده يحترق تماماً بفعل الحُمى تنهد بعمق وهو يستمع لصوت طرقات الباب ليأذن لصاحبها بالدخول بملل فقد خطر بباله أن يكون الطبيب أو مُمرضة ما .. ولكن شعور الدهشة ألجمه وهو يراها تقف أمامه وقد طأطأت رأسها بحزن .. رمش بعينيه عدة مرات ليحاول تصديق ما يراه وذكريات الليلة الماضية بدأت تعبث بمخيلته مما دفعه للشعور بالغضب وقد بدى الأمر جلياً في صوته :" غادري هذا المكان الآن "
رفعت رأسها بسرعة ودموعها تسيل من مقلتيها بندم لتتحدث بصوت مُرتبك :" لكن .. أنا لم أقصد .. أقسم لك .. فقط أردت أن أعتذر لك "
ابتسم بسخرية وهو يجيب :" وانا أرفض هذا الإعتذار لذا أكرر غادري المكان "
قال جملته الأخيرة وهو يحرك بيده باستهتار وكأنه يقوم بطرد بعوضة ما تزعجه مما أثار في نفسها الكثير من الإنكسار فهي لم تعتد أن تعتذر للآخرين إلا نادراً .. تعلم أنها أخطأت ولم تقدر خطورة الموقف جيداً ولكن لا يحق له معاملتها هكذا بعد أن إعترفت بخطأها..رمقته بغضب مما جعل ابتسامته الساخرة تزداد لتتحدث هي :" أنت أكثر الأشخاص الذين قابلتهم في حياتي إستفزازاً لو أنك أمسكت بلسانك الطويل ليلة أمس لما حدث لك ما حدث"
لم يبعد ابتسامته كما استمرت لهجته الساخرة في الصدور منه مع كل كلمة نطق بها :" وأنتي هنا للإعتذار أم لإخباري أن لا علاقة لكِ بما حدث لي بل لساني هو من أوقعني بهذه المشكلة ؟ استمعي لي أنا لم أتوقع أساساً أن تأتي إلي وتحاولي الاعتذار كما أنني لم أبني أي آمال على ذلك .. سيكون من الأفضل لكِ الابتعاد عني "
نال الغضب منها لتتحدث بحده :" وأنا لم أعقد الكثير من الأمل على أن تسامحني أو ما شابه .. يكفي أنك وافقت على خطبتي من ريكس وهو أحد أفراد الأسرة التي آذت والدينا ."
بالرغم من ملامح الصدمة التي ظهرت لعدة ثواني على وجهه قبل أن يخفيها تحدث بانزعاج :" وقد كنت مُحقاً فأنتي تستطيعين التأقلم معهم بسهولة شديدة "
لا تعلم كيف فعلت ذلك إلا أنها قامت بصفعه بكامل قواها قبل أن تتحدث بصوت متقطع بسبب شهقاتها :" أنا علي الإعتذار لنفسي لإنني قررت القدوم والاعتذار منك .. أنت لا تستحق الشفقة حتى رولند .. تستحق كل ما حدث لك أكرهك أتفهم ؟ أنت أسوء شقيق في هذا العالم ولايشرفني معرفتك حتى .. آلبرت وبكل إزعاجه وغضبه الدائم أفضل منك .. على الأقل لدي أخوان يقلقان علي .. أنا حقاً أكرهك أنت مجرد خائن .. لقد خُنت والداي "
لتغادر بعدها بسرعة .. أما رولند والذي كان يضع يده على خده المُحمر كانت دموعه قد تساقطت بعد خروجها بثوانِ .. أبعد تلك الأجهزة عن جسده بقوة كما أزال الإبرة التي تصله بالمُغذي بقسوة دفعت بإصابته بجرح طفيف .. أقل من ثانية حتى دخل طبيبه الخاص للغرفة ومعه ممرضتان أجبرتاه على الجلوس بهدوء في سريره بينما أراد ذلك الطبيب أن يحقنه بمادة مُهدئة .. تحدث بصوت ضعيف :" لا حاجة لذلك .. آسف على الفوضى ولكنني أريد فقط الجلوس بقرب النافذة "
رمقه الطبيب بتفهم وقد طلب من الممرضتين الابتعاد عنه بحذر وتعقيم جرحه ليتحدث بصوت هادئ :" هل أنت بخير ؟"
أومأ إيجاباً ببطئ ليتحدث بصوته الخافت مجدداً :" أيمكنك أن تمنع الزيارات عني رجاءاً ؟"
ظهرت دهشة على وجه الطبيب فهو وبحسب خبرته يعلم بأن المرضى يكرهون الوحدة ويحبون وجود أحبائهم معهم في محنتهم بل إن نفسياتهم تسوء إن مُنعت عنهم الزيارة .. وبالرغم من ذلك فقد أعطى رولند الموافقة فتلك الجروح التي ملئت جسده خير دليل على أنه يتلقى معاملة سيئة .
انتهت الممرضة من عملها لتغادر المكان برفقة زميلتها والطبيب وقد أغلق الباب خلفه ..

نهض رولند من السرير ليسير بخطوات مُترنحة إلى النافذة لقد تمكن من اخفاء دموعه ما إن شعر بوجود الطبيب والممرضتان .. أغمض عيناه وهو يضع يده سليمة على النافذة ليتحدث بصوت متألم :" وماذا علي أن أفعل ؟ لقد مللت من هذه الحياة ولكن لا يمكنني قتل نفسي فحسب .. أكره هذا الأمر .. أبي أتذكر في آخر لقاء بيننا أخبرتني بأنك تتمنى أن يعود الزمن بك إلى الوراء .. أن لا تقبل بالعمل لدى عمي وتراقبه من بعيد , أن لا تقع بحب أمي فقط تبقى وحيداً لإنقاذ نفسك من الألم في ذلك اليوم شعرت بالحزن وبدئت بالبكاء وأنت زدت من عناقك لي وقلت لي أنك آسف ولكنك لم تجد من تخبره بذلك سواي .. أبي أنا لا أعلم شدة الألم الذي كنت تشعر به ولكنك لم تكن لتكون سعيداً لوحدك .. أن تشعر بأنك لا شيء بالنسبة للآخرين مؤلم .. الوحدة مؤلمة للغاية يا أبي , إنها تقضي علي تماماً .. أتألم دون أن أجد من يقلق علي حتى .. هذا مؤلم "
مسح دموعه التي خانته مُجدداً ليجلس وهو يتكأ على الحائط ليردف :" لو لم يتم إيجادي من قبل أسرة روبنز بعد رحيل عمي لما تم تهديد أمي بي .. ولما تمكن ذلك الأخرق من الإقتراب منها .. لكنني أيضاً لم أكن إلا في التاسعة والنصف من العمر فماذا أردتي مني يا أمي أن أفعل ؟ لم أتمكن إلا من ابعاد جينفير وإيثن .. لم يكن بإمكاني الإختباء أيضاً .. أنتي أخبرتني بأنني إن لم أنجح في حمايتهما فإن حياتي ستكون بلا فائدة .. لقد حرمتني من رؤيتك والإختباء خلفك عند شعوري بالخوف وضربتني بقوة شديدة عندما علمتي بأنكِ حامل .. لقد كانت المرة الأولى التي تضربينني بها كنتِ تُكررين أنكِ تكرهينني .. تمنيت لو قتلتني بدلاً من تكرار هذه الكلمة , وعندما أتى خالي لأخذك أخبرتني بأن لا فائدة من حياتي وأنه إن لم أتمكن من إنقاذ جيني و إيثن فسيكون من الأفضل لي الموت .. لم تهتمي لحياتي أنا .. ولا حتى لصحتي لذا لم أهتم أنا أيضاً لهما .. لن أمانع الموت في سبيل حمايتهما وانتي تعلمين ذلك تماماً صحيح ؟"
وللمرة الأولى مُنذ أعوام سمح لشهقات بكائه بالخروج .. شعر بأن روحه ستخرج معها في أي لحظة .. ذلك الألم الذي أحاط به كان يلتهم روحه ببطئ .. وضع يده السليمة فوق المُصابة ليسند رأسه عليهما وهو يكمل :" لقد حاولت المقاومة .. كلمات أبي الحزينة وكره أمي لي .. لم أشأ أن أسقط كنت أعلم أن أمي أصيبت بمرض نفسي حاد وأبي تألم بشدة وتحطمت روحه مئات المرات ولكنني كنت أسقط في كل مرة .. والشخص الوحيد الذي كان يمد لي يد العون تحول إلى عدو .. لقد كنت السبب في إيذائه ,هم أخذوا منه أغلى مايملك وهو يحق له الغضب مني .. في تلك اللحظة وحتى الآن لم أتمكن من النهوض مُجدداً .. أنا فقدت الأمل تماماً .. أبي كم أتمنى أن أعود إليك .. أن أبكي في صدرك الدافئ ولكن هذا مستحيل .. كيف لي أن أُعيدك إلى هذا العالم ؟ لقد غادرته منكسرا وحزينا .. هل أعتبر خائن لكما ؟ هل أنا ... "
لم يكمل ولن يفعل فصوته الحزين بدء يضعف إلى صمت تماماً بعد أن استسلم للنوم فقط لعله يريح روحه الكسيرة ويشفي جسده المحموم .

ومع سطوع الشمس في اليوم التالي كانت الحركة في المشفى غير طبيعية البتة بحيث يركض أحد الأطباء خارجاً من غرفة صديقنا وهو يطلب المساعدة من الأمن وتقف الممرضات وقد بدى على وجههن الإرتباك وكيف لا وقد هرب أحد المرضى من المشفى بالرغم من أن صحته ليست جيدة .. وما زاد حدة الموقف هو ديريك الذي كان يشتعل من الداخل وهو يصرخ بغضب :" مشفى من أرقى مستشفيات هذه المدينة لا يستطيع المحافظة على مرضاه ؟ كيف يتمكن أي مريض من الهرب وأين كان الجميع حينها ؟"
لكم الجدار بقوة شديدة بينما بقي أليكسس يشتم ويلعن رولند في سره وعلى بعد خطوتين تقريبا كان يستند إلى الجدار وهو يفكر بالعديد من الأمور رمق والده بهدوء قبل أن يستأذن بالعودة لمنزله وإن كان ما يفكر به غير ما نطق به أمامهما .

وفي مكان آخر بعيد كُل البُعد عن تلك الأحياء الغنية والمُترفة بأحد الأحياء الفقيرة تحديداً بذلك المنزل الصغير الذي ضم أسرة يوجين الصغيرة ذات يوم .. توقف ذلك الشاب ذو العشر الأسود الحالك والعينان الرماديتان يحدق بالمكان .. العديد من الذكريات مرت في مُخيلته , تلك الايام التي قضاها في هذا المنزل المهجور حالياً كانت الأجمل بالنسبة له .. يجلس هُنا طوال النهار برفقة رولند بينما تقوم إينوري بتحضير الغداء اللذيذ لهما وفي بعض الأحيان تشاركهم أخته الصغرى هذه الجلسة لتضفي جواً من المُتعة والتي كانت تحرجه وقتها .. أغمض عيناه وهو يذكر أيضاً قضاء رولند بعض الوقت في منزله وبرفقة والداه وأخته الصغرى وكيف كان يتصرف بحكمة أمامهما على الأقل .. ابتسم بلا شعور على تلك الذكريات فرولند كان أعز أصدقائه ... الواقع لقد كان صديقه الوحيد .. سار بخطوات هادئة ليغادر هذا المنزل ويتوجه لمنزله الذي يقع بالقرب منه تماماً .. جلس على تلك الأريكة المُهترئة وهو يذكر ذلك الموقف الذي حطم علاقتهما إلى الأبد :

كان يسير في انحاء الجامعة وعيناه تبحثان عن صديقه إلا أنه لم يعثر عليه .. شعر بالقلق فهو الوحيد الذي يعلم ماذا يعاني رولند في ذلك المنزل .. كانا في سنتهما الدراسية الأخيرة رولند درس تخصص ادارة الأعمال .. بينما هو معلم للغة الإنجليزية وقد كانا في التاسعة عشر من العُمر .. فقد شارك كلاهما في مسابقة ما عندما كانا في المدرسة المتوسطة وقد حصل كل منهما على المركز الأول في مدرسته .. لذا تم وضعهما في مدرسة واحدة للأذكياء فقط بحيث يتم تمرير الطلبة عدة سنوات دراسية مما جعلهما اصغر طلاب الجامعة تقريباً .. بعد أن يأس من العثور على صديقه توجه إلى قصر روبنز فقد تنبأ بحدوث أمر سيء للغاية لصديقه .. وهُناك وما إن وصل استقبله ديريك بابتسامته الخبيثة وأليكسس كذلك .. ابتلع رمقه برعب وهو يشعر بأن رولند قد أصابه مكروه عظيم إلا أنه صُدم عند رؤيته لرولند يسير ببرود بإتجاهه وقد مد يده لإعطاءه ذلك الثوب الملوث بالدماء .. شعر بدقات قلبه تتسابق فقد تمكن من معرفة صاحبة هذا الثوب بسهولة ليتحدث بصوت قلق من الإجابة :" رولند ما معنى هذا ؟ أين هي شقيقتي ؟"
أوشح بوجهه ببرود شديد ليجيب :" لقد ماتت , الواقع قُتلت .. لم أتمكن من حمايتها ."
شعر بالإختناق الشديد وزاد ذلك برودة صديقه العجيبة ليتحدث بانفعال وهو يمسكه من ياقته :" كيف ؟ ومن فعل ذلك أجبني ؟"
أبعد رولند يداه عنه بهدوء وهو يتحدث بذات النبرة :" لقد أخبروني بأنه إن لم أبتعد عنها فهي ستموت .. ولكنني لم أتمكن من الابتعاد مع الأسف فهي كانت تسليني دائماً لذا .."
صفعه بقوة وهو يتحدث :" توقف عن هذا .. توقف عن الكذب أتظن أنك ممتع ؟"
أخفض رولند رأسه وهو يتحدث :" إذهب وابحث عنها .. لقد قُمت أنا بدفنها بيداي "
شد على قبضة يده في محاولة منه لعدم السماح لدموعه بالهروب كيف له أن يصدق أن صديق طفولته قد يفعل شيئاً فظيعاً كهذا .. لم يجد نفسه إلا وقد تحرك بسرعة كبيرة تجاه منزله وهو يدعوا أن يجد شقيقته في استقباله كالعادة لكن الأمنيات لا يكتب لجميعها أن تتحقق فهو ما إن وصل لمنزله حتى استقبلته تلك الدماء المُتناثرة في الأرجاء تماما كما تناثرت روحه معها .. جثى على ركبتيه وهو يسمح لدموعه بالنزول على وجنتيه .

إستيقظ من ذكريات الماضي وهو يشعر باختناق شديد وقد عاد شعور الحقد ليغلفه .. فبطريقة ما هو وفي كل مرة يقدم بها على إيذاء رولند يتراجع ويجد نفسه قد أتلف خطته بيده .. حتى بيوم الاحتفال عندما قام أليكسس بتعذيب رولند كان هو السبب في إنقاذه فهو من طلب من آريان إحضار ديريك .. كما أنه حاول إنقاذه بنفسه عندما رأى أليكسس يجره إلى حوض الإستحمام ويلقيه به وقد كانت النتيجة هي أن يطعنه ذلك المغفل في كتفه بالزجاج .. شعر بالغضب يتأجج داخله وهو يفكر بأنه كان عليه أن يسمح لأليكسس بقتله دون أن يتدخل ومن دون أن يوحي لآريان بالتصرف الصحيح !
تنهد بعمق وقد قرر العودة للقصر بعد أن أنعش ذاكرته وحقده الدفين وهو يأمل هذه المرة أن لا يتراجع عن تحقيق إنتقامه .

وفي أحد الشوارع الفارغة تقريباً من الناس كان يسير بخطوات مُترنحة وهو لا يدرك حتى إلى اين تأخذه قدماه كل ما يريده هو الإبتعاد عن الجميع .. فترة نقاهة دون أن يزعجه أحد ليستعيد تماسكه مُجدداً .. فالجميع ولو مهما كان قوياً لابد له من وقت يسقط فيه ليحتاج إلى وقت مستقطع يعيد به ترتيب حساباته وحياته .. أراد التوجه لإحدى العمارات المهجورة متجاهلاً أي خطر قد يلحق به هُناك .. كان يرتدي ثياب المشفى الخفيفة بينما الهواء البارد يعصف في الأرجاء .. لم يكن ليهمه الأمر فجسده المحموم كان بحاجة لمثل هذا الهواء البارد لإبعاد الحرارة عنه .. توقف قليلاً وهو يستند إلى إحدى الجدارن القديمة وهو يسعل بقوة وما إن كاد ينهض ويكمل سيره حتى توقفت سيارة فاخرة باللون الأبيض أمامه لينزل منها شخص لم يكن ليرغب برؤيته حالياً أبداً .. أغمض رولند عيناه وهو يتكأ على الجدار خلفه بعد أن شعر بأنه قد تم الإمساك به ولم يعد هُنالك مجال للهروب بالرغم من شعوره القاتل بأنه لازال مُستعد للبكاء بسبب كلمة واحدة تافهة فقط !
تقدم ذلك الشاب منه ليجلس القرفصاء أمامه وهو يضع يده على جبينه بهدوء ليتحدث :" هل أنت مجنون للهروب من المشفى بهذه الحالة ؟ أنت مُصاب بالحُمى الشديدة كما أنك لا ترتدي سوى ثياب المشفى البالية هذه "
أشاح رولند بوجهه عنه بتعب ليتنهد الأول قبل أن يخرج هاتفه ويبدأ بالتحدث مع والده :" حسناً لقد عثرت على رولند في طريق عودتي للقصر يا أبي .. يبدوا أنه كان ينوي التوجه للمنزل ولكنه متعب للغاية .. ( صمت قليلاً وهو يستمع لوالده قبل أن يجيب ) : لا داعي لذلك أبي .. إنه مُصاب ولا يمكنك إيذائه أكثر كما تعلم وبما أنك وعمي ديريك غاضبان الآن إسمح لي بالتصرف معه حتى لا يتفاقم الوضع أكثر حسناً ؟"
تنهد بملل وهو يبعد الهاتف عن أذنه بينما رمقه رولند بتعجب وفي عقله تجول جملة ساخرة لو كان في حالة نفسية جيدة لنطقها دون أدنى شك .. ابتسم لورانس بهدوء وهو يضع معطف ثقيل على جسده ويساعده على النهوض :" أجل أعلم إنه ليس طريق العودة للمنزل ولكن أنت حقاً مُصاب وبشدة , تخيل أن يعلما بأنك تحاول الإختباء هُنا .. تباً سيكون الأمر فظيعاً "
بقي رولند يرمقه بشك وحذر إلا أنه فضل الإحتفاظ برأيه لنفسه .. سار معه بهدوء واستسلام غريب .. عاد لورانس للجلوس خلف المقعد بعد أن ساعد رولند على الجلوس بجانبه ليقود هو باتجاه القصر الخاص بأسرة روبنز .

بعد مدة من الوقت أوقف لورانس سيارته أمام البوابة الرئيسية ونظر لرولند الذي غط في نوم عميق ليتنهد وهو ينزل من السيارة ويلج إلى داخل القصر وهناك استقبله أليكسس الغاضب :" أين هو ذلك اللعين ؟ سأقضي عليه هذه المرة أُقسم "
أغمض لورانس عيناه وهو يجيب بهدوئه المُعتاد :" نائم في السيارة .. إنه محموم وكذلك جرحه لازال قابل للفتح مرة أخرى ودعنا لا ننسى ذراعه المكسورة إن حدث له مكروه مرة أخرى فقطعياً لن يصدق أحد بأننا لسنا السبب "
تحدث ديريك بغضب :" أعلم .. وبالرغم من هذا إن رأيته فأنا لا أضمن أنني لن أمسه بسوء "
أومأ لورانس إيجاباً وهو يتحدث :" تماماً ولهذا السبب دعاني أقم بأخذه إلى منزلي في القرية .. حتى تتحسن صحته ويختفي غضبكما على الأقل ويمكنكم إخبار الجميع بأنكم أرسلتموه للاستجمام وإستعادة صحته ما رأيكما ؟"
ابتسم ديريك برضى وهو يجيب :" تعلم لورانس في بعض الأحيان تعجبني تصرفاتك وهدوئك .. أحسنت "
ابتسم لورانس بهدوء وهو ينظر لوالده المُنزعج إلا انه سرعان ما أبعد ناظريه ورمق أندرو الذي كان قد وصل للتو إلى القصر بنظرة مُتفحصة وهو يتحدث بإستفزاز :" هي أنت إذهب وجهز حقيبة تحتوي على ثياب شتوية جيدة لرولند "
بقي أندرو ينظر له باستفهام إلا أنه أخيراً هز كتفيه بلا مُبالاة وهو يتجه لتنفيذ أوامر لورانس .

[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
__________________


شكراً غاليتي


زيزي(زيزو) على الأهداء حب6

رد مع اقتباس