عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 01-27-2015, 04:04 PM
 


لا شك أن واقعنا العربي السقيم منذ زمن ,, قد إزداد سقمه سقماً
و هذا السقم قد إنتقل لكافة سكان هذه الأوطان ..
لدرجة أن كل فرد فيها يسكن في داخله فايروس هذا السقم الخطير على مستوى الأمة ككل ,,
و يمكن للجميع النظر إلى شوارعنا و طرقاتنا ,, لرؤية أشباه الموتى وهم يبحثون عن أشباه الحياة التي يتوهمون وجودها في بلدانهم ..

فعلاً كما قلتي و كما قصدتي من تساؤلك الذي حمل الجواب ضمنياً ..
نعم ,, و على مستوى السكان نتكلم .. هناك شعور بأن ما يدور خارج حياتي الخاصة لا يعنيني ..
فلا أقصى و لا موتى و لا قتلى و لا شهداء و لا أشلاء و لا براميل متفجرة تعنيني بقدر ما تعنيني
قطعة الخبز و تأمنيها .. و بقدر ما قد أعاني في سبيل تحقيق حياة تَـقيني من الموت كأحسن حال من الطمع الشعبي ..

فلا أحد يفكر كيف يبني قصور او حتى بيوت .. طينية او حجرية أو حتى كهوف ..
كل ما هو يهم معظم شعوبنا هو كيف يبقي غطاء الستر على نفسه ..

و صدقتي ..
فهناك حقائق و مسلمات لا يمكننا نفيها ..
فلماذا نجعلها شماعة لإخفاقنا بدل صنع المستحيل لتخطيها ..
ربما هذه " الشماعات " قد أراحتنا و أعطتنا سبباً لفشلنا
لكن .. لماذا نحمل الأجيال القادمة ثمن كسلنا و إخفاقنا


كما قلتي و قلت ..
الواقع صعب .. ربما هذه حقيقة لا بد لنا أن لا ننساها ..
و هناك متطلبات كثيرة في الحياة ..
نحن لا نلوم أنفسنا أو نلوم الأخرين على تقلص حجم أحلامهم ..
لكن ربما نلومهم على فقدان القدرة على الحلم .. و لو كان حلم صغير ..

هناك مفهوم خاطىء أن الحياة إذا ازدادت المسؤوليات فيها فهذا يكون على حساب الذات ..
لكن هذا غير واقعي ..
فهل كل من أنجز في حياته قد أهمل مسؤولياته ؟
ربما نكون غير بارعين في ترتيب أولوياتنا و أوقاتنا ..
و هذا هو الحل الحقيقي لهذه المشكلة بالذات " الوقت "


لذلك كل من أثـــــّــروا في العالم أو حقوقوا المستحيل في حياتهم لم يكونوا من خارج هذا الكون ..
كانوا أناس مثلنا ,,
و هذا يعطيني حافز أخر للعمل و عدم ترك أحلامنا

موضوع جميل و تسلسل الأفكار فيه رائع
كل هذه التساؤلات تعيش في أذهان هذه الأجيال الثائرة على كل شيء ..
قليلون أبدعوا في إخراج هذه التساؤلات لترى النور على الصفحات و الأوراق
الله يعطيكي العافية
بالتوفيق
*****


رد مع اقتباس