عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 01-03-2015, 07:39 PM
 
اتطلع لامرأة نخلة


[frame="7 80"]بسم الله الرحمن الرحيم

بدون مقدمات أقدم لكم احدي اعمال اديبنا الكبير الاستاذ هاشم صديق

وهي بعنوان امرأة نخلة


..

و أنا طفل يحبو

لا أذكر كنت أنا يوما طفلاً يحبو

لا أذكر كنت أنا شيئاً بل قل شبحا يمشي يكبو

قد أذكر لي سنوات ست

و لبضع شهور قد تربو

أتفاعل في كل الأشياء

أتساءل عن معنى الأسماء

و النفس الطفلة كم تشتط لما تصبو

في يوم ما ... إزدحمت فيه الأشياء

أدخلنا أذكر في غرفة

لا أعرف كنت لها إسماً

لكني أدركها وصفا

كبرت جسماً ... بهتت رسماً ... عظمت جوفاً... بعدت سقفاً

و على أدراج خشبية كنا نجلس صفاً صفا

و الناظرُ جاء ... و تلى قائمة الأسماء

و أشار لأفخرنا جسداً أن كن ألفة ... كان الألفة

أتذكرهُ إن جلس فمجلسه أوسع

إن قام فقامته أرفع

إن فهم فأطولنا إصبع

و لذا فينا كان الألفة

كم كان كثيراً لا يفهم

لكن الناظر لا يرحم

من منا خطأهُ الألفة

كنا نهديه قطع العملة و الحلوى

لتقربنا منه زلفى

مضت الأيام ... و مضت تتبعها الأعوام

أرقاماً خطتها الأقلام

انفلتت بين أصابعنا

و سياط الناظر تتبعنا

و اللحم لكم و العظم لنا

و مخاوفنا تكبر معنا

السوط الهاوي في الأبدان ضرباً... رهباً ... رعباً ... عنفا

الباعث في كل جبان هلعاً ... وجعاً ... فزعاً ... خوفا

و الصوت الداوي في الآذان شتماً ... قذفا

نسيتنا الرحمة لو ننسى يوماً رقماً

أو نسقط في حين حرفا

و المشهد دوماً يتكرر

و تكاد سهامي تتكسر

لكأني أحرث إذ أبحر

لا شط أمامي لا مرفأ

و جراحي كمصاب السكر

لا تهدأ بالا لا تفتر

لا توقف نزفاً لا تشفى

[/frame]

__________________
إعتزال
رد مع اقتباس