الموضوع: " ناديتُ غزةَ "
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 01-21-2008, 08:15 PM
 
Arrow " ناديتُ غزةَ "

" ناديتُ غزةَ "
ناديتُ غَزَّةَ والظلامُ يلفُّهَا والموتُ ينهشُ لحمَها ويمزِّقُ
والغدرُ يقذفُها بكلِّ ضغينةٍ سوداءَ تنخرُ في الصدورِ وتحْرِقُ
ناديتُها والريحُ تقصفُ زهرَها وغصونُها تحتَ العواصفِ تُسْحَقُ
ناديتُهَا والجرحُ ينزفُ عزةً بدمٍ يسيلُ وعبرةٍ تترقرقُ
ناديتُها والحزنُ يغشَى صفحَتِي وجوانحِي بلظى الأسَى تتحَرَّقُ
ناديتُها والوجدُ يَمْلأُ خافقِي ودمِي بحبِّ حُمَاتِها يَتَدَفَّقُ
فأجابنِي صوتُ القنابلِ صارخًا كادَ الأسى بربوعِ غَزَّةَ يَنْطِقُ
أولمْ ترَ الأشلاءَ كيفَ تبعثرتْ ورمالَنَا بدمِ البواسلِ تَغْرَقُ
أولمْ ترَ الأفراحَ كيفَ تبدلَّتْ حَزَنًا وشملَ الآمنينَ يُفَرَّقُ
ناديْتَنِي لترَى الحياةَ هنيئةً والفجرَ يَبْسُمُ في رُبَايَ ويُشْرِقُ
لترَى عيونَ الزهرِ كيفَ تبسَّمَتْ وترى غصونِيَ فِي حماسٍ تُورِقُ
فرأيتنِي والدمعُ يغسلُ وجنتِي والوجه يعروهُ القتامُ ويُرْهِقُ
ورأيتنِي أبكِي لفقْدِ أحبتِي ورأيتَ قلبيَ بالأسى يَتشقَّقُ
ورأيتَ غربانَ اليهودِ وقدْ طغتْ وسمعتَها بسماءِ غزَّةَ تنْعَقُ
ورأيتَ أذيالَ القرودِ تراقصت ْ وكبيرهم للمعتدينَ يُصَفِّقُ
ورأيتَ أسرابَ البعوضِ تطاولتْ تقتاتُ من دمِنَا العزيزِ وتلْعَقُ
ورأيتَ أجنحةَ الظلامِ تهدلتْ والكونَ يغشاهُ السكونُ المطبقُ
ناديتُ يعربَ أينَ عزُّ بنودِكمْ ؟! أولمْ يعدْ علمُ الحميةِ يَخْفِقُ
أينَ المروءةُ والشهامةُ والإبَا؟! أينَ الجبينُ الشامخُ المتألقُ؟!
بلْ أينَ دينُكِ ؟! أينَ عِزُّ محمدٍ ؟! أينَ " البراءةُ " والكتابُ المُشْرِقُ؟!
إنِّي رأيتُ الحاكمينَ أذلةً وبأرضِنَا سَادَ الوضيعُ الأحمقُ
حاشَا هَنِيَّةَ والذينَ تبَّوَؤُا عَرشَ الكرامةِ كيْ يَسودَ الأَصْدقُ
هذَا الذي في وجههِ ألقُ التُّقَى وجبينُه بالعزِّ دومًا يُشْرِقُ
كالشمسِ ينشرُ في الربوعِ كرامةً فَتُبِيدُ ليلَ الظالمينَ وتَمْحَقُ
وبأمرِهِ تمضِي الجموعُ عزيزةً وبحبِّهِ تَحْيَا القلوبُ وتَخْفِقُ
والأُسْدُ تزأرُ حولَهُ فِي عِزَّةٍ فتدوسُ أعناقَ الضباعِ وَتَسْحَقُ
هَذِي كتائبُ عِزِّنَا قدْ أقبلتْ في ركبِهَا يمضِي الإباءُ ويَلْحَقُ
فاستبشرِي يا قدسُ إنَّ أسودَنَا بِثَرَى فلسطينٍ تهيمُ وَتَعْشَقُ
تمضِي إلى الهيجاءِ واثقةَ الخُطى وإلى المكارمِ والفِدَا لا تُسْبَقُ
لاذتْ بحبلِ اللهِ واعتصمتْ بهِ والحقُّ أَنْجَى والعقيدةُ أَوْثَقُ
لا لَنْ يعيدَ الأرضَ سِلْمٌ زائفٌ يعدُو إليهِ الخائنُ المتسلِّقُ
يدعونَنَا للسلمِ أينَ سلامُهمْ ودماءُ أهلِيَ فِي الثَّرَى تَتَدَفَّقُ
يا أُمَّتِي لا تركنِي لحبَالِهمْ فالغدرُ أَوْهَى والخيانةُ أَخْلَقُ
لا لَنْ يُعِيدَ القدسَ إلاَّ مصحفٌ وسواعدٌ ترمي الجِمَارَ وترشُقُ
لا لنْ يُعِيدَ الحقَّ إلا فتيةٌ بأكفِّهمْ يزهُو الحسامُ ويبرُقُ
ستعودُ يا أقصَى وتلكَ عقيدةٌ ويعودُ نجمُكَ ساطعًا يَتَأَلَّقُ
__________________
رد مع اقتباس