عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 12-05-2014, 03:36 PM
 
[align=center][tabletext="width:100%;background-image:url('http://www3.0zz0.com/2014/12/03/15/397272001.png');"][cell="filter:;"][align=center].








.
[/align]
[/cell][/tabletext][/align][align=center][tabletext="width:100%;background-image:url('http://www3.0zz0.com/2014/12/03/15/511086807.png');"][cell="filter:;"][align=center]



×
×
×










[overline]تمهيــد[/overline]





انساب وعي "إيمير" عائداً إليه كبخار مرئي غير ملموس،
وتسرب معه إحساس غريب جعل نواقيس الخطر تدق في أعماقه.
فتح عينيه رغم صعوبة الحركة، فكان أول ما اكتشفه أنه لا يرى شيئاً...
المكان حوله كان معتماً تماماً... والهواء حاراً ورطباً.
ومن الحركة العنيفة لصدره الذي راح يرتفع ويهبط بقوة، أدرك أنه لا يتنفس كما يجب أيضاً!

حاول التحرك، فكاد اكتشافه الجديد لعجزه عن ذلك يرمي به في موجة رعب حقيقي،
حاول التركيز على تنفسه المحموم علَّه يهدأ، فيُمَّكِن عقله من استيعاب الوضع المخيف الذي استيقظ عليه.

لقد كان مستلقياً في مكان ضيق، محشوراً بين حيطان صلبة، بحيث أدت محاولة تحركه تلك إلى احتكاك كتفيه بجدران حجرية، كَشَطت وجرحت أعلى ذراعيه.
أصفاد معدنية كانت تقيد رسغيه ببعضهما البعض، لذا كان تحريك يديه مستحيلاً أيضاً.
هو محتجز ومقيد.. ولعله كان يموت اختناقاً في هذه اللحظة، قبل أن يتعرف على محتجزيه حتى!

لبدا له هذا كابوساً من فيلم خيالي قبل خمسة أشهر فقط، لكن الواقع أن حياته اختلفت كثيراً مذ حينها... هو نفسه لم يعد ذات الشخص، بالكاد يمكن أن يتعرف أحد الآن على "إيمير وايت"، الشاب الذي كان يتوقف دوماً من أجل مساعدة جارته العجوز في حمل مشترياتها..
والذي كانت تسليته الكبرى تتمثل بلعب دور راعي بقر محنك، بينما يلاحق مجموعة خيول مزرعة والده.. في منبسطات بلدته..
لم يكن في حياته أدنى علاقة بالإجرام، ولم يعتقد يوماً أنه مهم كفاية ليغضب أشخاصا يقررون نهايته بهذه الطريقة!


شعر بخيط من سائل لزج يسيل من صدغه مشكلاً بركة دبقة تحت رأسه، أغرقت شعره وعنقه.
وبتفكيره في ماهية هذا السائل شعر فجأة بطعم الدم في فمه.. هل أصيب يا ترى؟! وسط الدوار الذي يغلف رأسه في هذه اللحظة يصعب عليه أن يتأكد..
لكنه واثق من شيء واحد فقط... أنه دفن حياً في قبر حجري!!


"فانس !!"
صاح باسمه، رغم أنه عرف أنه لن يجيب.
فقد حفرت في ذاكرته صورة له وهو ملقى على أرض عشبية غريبة،
ثمة شيء في الطريقة التي تمدد فيها شقيقه بلا حراك جعلته يشعر بالغثيان!

"فانس.. فانس!!"
كان الصياح باسمه يبقي أخاه حياً، في ذهنه على الأقل!

ركل أحد الجدران بقدمه اليسرى، فقابل صخراً صلباً.
حاول العودة بذاكرته عله يفهم كيف انتهى به الأمر هنا... لكنه أخفق كلياً.
سبق له أن سمع عن أناس احتجزوا من قبل، حبسوا في زنزانات، أو في غرف مظلمة ظلوا فيها حتى انتهوا!
عرف عن تلك الفظاعات من "فانس" الذي أخبره كل شيء عنها، قال أن ذلك سيعلمه الحذر خلال فترة هربهما، وسيذكره بضرورة البقاء آمناً!
لكن هذا درس لم يتعلمه ويثير جنونه الآن بشدة!
ربما عانى أشخاص آخرون مثله مع ذلك... ربما دفنوا أحياء تحت أرض حجرية منيعة، لا يسمعهم فيها أحد!



تحسست أصابعه الحجر الخشن أمام وجهه، فعثر على شق ضيق يدخل منه الهواء الضئيل الذي يبقيه على قيد الحياة.
‏غمره شعور براحة مؤقتة، فذلك يعني أنهم يريدونه حياً.. الآن على الأقل.

عادت إليه كلمات أخيه ولاحقته:
"هؤلاء أشخاص خطرون يا إيم، بعضهم غير سوي إلى حد أنهم قد يعذبون ضحيتهم من أن أجل الاستمتاع فقط، مهما فعلت.. لا تعبث مع حراسك."

ولكنه فعل.. عبث معهم ولم يعد بإمكانه إصلاح الأمر.. مشهد وقوعه في قبضتهم يعود إلى ذاكرته الآن مؤلماً.. لقد أفسد مسبقاً أي أمل لديه بالنجاة!
أراد البكاء بقوة ولكنه لم ولن يفعل..
قال لنفسه أنه لم يبك قط حتى خلال الشهور الثلاث التي عاشها هارباً.. مطارداً.. قابعاً تحت التهديد، وهو واثق أنه لن يبدأ بذلك الآن!

حاول إيمير التفكير في شيء مختلف، تذكر الأوقات التي أمضاها في المزرعة يفوز بتحدي صبياني تلو آخر، آخر إنجازاته كان ترويض فرس شرسة عجز عنها الآخرون..
كان مستعداً لتكرار ذلك في أي وقت.
فهو -وإن لم يبدو جلفاً- مولع بالإثارة، بإندفاع الإدرينالين، والسحر الذي يخلقه..
دفعته أفكاره إلى الابتسام تقريباً..
ثم إنطفأت البسمة قبل أن تتشكل حتى... الوقت كان يمضي.. ما كان ثمة مجال للبسمة، وهو على موعد قريب مع العذاب!










×
×
×










~في إنتظار آرائكم المبدئية ~





[/align]
[/cell][/tabletext][/align][align=center][tabletext="width:100%;background-image:url('http://www2.0zz0.com/2014/12/03/15/248588454.png');"][cell="filter:;"][align=center].





.[/align]
[/cell][/tabletext][/align]
__________________




افتَقِدُني
music4


التعديل الأخير تم بواسطة Prismy ; 12-05-2014 الساعة 05:42 PM
رد مع اقتباس