موضوعك أخي الكريم ذكرني بحوار قرأتُه.. دار بين الملك عبدالعزيز -رحمة الله عليه- وبين رجل ملحد يدعى فيلبي, والذي حضر ممثلاً لبريطانيا العظمى في ذلك الوقت.. خلاصة الحوار أن هذا الملحد أراد أن يمارس ألاعيبه ليثبت تخلف العرب وتحضر بني قومه.. لكن السلطان عبدالعزيز فطن لمقصوده وأنهى هذا الهذر بمقولة أعتقد أنها تُلخص موضوعك المميز حيث قال له:
"لا شيء يُفرِّق الإنسان عن الحيوان إلّا الإيمان بالله والعالم الآخر.. أما ماعدا ذاك فالإنسان والحيوان سواء"

وصدق رحمه الله فما الفرق بين إنسان يستخدم كل علومه وقواه العقلية من أجل البقاء, وحفظ النوع, ومواجهة الطبيعة لتسخيرها والنيل منها بأوفر الحظ والنصيب في سبيل إشباع شهواته ورغباته.. مالفرق بينه وبين الحيوان الذي يسعى للهدف ذاته بقليل المعرفة المتاحة لديه؟!!
فالإنسان الحق هو الذي يستخدم ما ميّزه به خالقه عمن سواه من الكائنات -وهو العقل- ليعرفه به.. ثم يعرف حقه عليه فيعبده على أكمل وجه..

نحمد الله على نعمة الهداية والإسلام .. ونسأل الله أن يمُنّ بها على من حُرِمها..
وممّا زادني شرفاً وتيهــــــــاً *** وكدتُ بأخمصي أطأ الثريا
دخولي تحت قولك يا عبادي *** وأن صيرت أحمد لي نبيـّاً

جزاك الله كل خير أخي الكريم على موضوعك المميز.. والذي استوقفتني فيه ثلاث نقاط أرجو أن تتقبّلها بصدر رحب وطولت بال : ))

أما الأولى فهي في قولك:
وما العلم بدون عقل .........وانظر مقدار العلم والعقل الذي استطاع انجاز هذا العالم ...هو الله ..
هل يجوز نسبة العقل لله؟!!

النقطة الثانية: أرى أنه لا ضير من الأخذ من قادة الغرب, أو فلاسفتهم, أو مفكريهم, فيما برعوا فيه من علوم الإنسان والحياة.. بشرط أن يتماشى ذلك مع شرعنا وأولوياتنا الحضارية والثقافية.. فالحكمة ضالة المؤمن أنّا وجدها فهو أحق الناس بها.. والقضية تكمن في قوانين التقدم والتخلف أما جوهر حضارتنا فهو أكثر تقدماً..

النقطة الثالثة عند قولك:
اندير ظهرنا لصاحب الفضل ونقدس من لم يتفضل علينا بشيء ...نقدس عيسى وعليا ومحمدا والحسين وبوذا ومخلوقات الهندوس ....!!
وهل لأحد من البشر فضل عليك أعظم من رسولك -صلى الله عليه وسلم- الذي كان سبباً في هدايتك وتعريفك بخالقك؟!!
أَفهم وأُقدر الفكرة التي تعنيها من هذه العبارة, ولكني أعتقد أن التعبير قد خانك هذه المرة : ))
فكل الذين ذكرتَهم هم من مقدساتنا.. وأصحاب فضل علينا.. وخطوط حمراء لا نقبل بتجازوها -بإستثناء بوذا الذي نحترم إنسانيته-.. لكن تقديسنا لهم لا يعني أن نصل بهم إلى درجة العبادة.. أو نساويهم بالخالق جل وعلا.. فقط أن نعرف لأهل الفضل فضلهم ومكانتهم..




شكراً جزيلاً لك أخي الكريم على الطرح الهادف
واعذرني على الإطالة