الموضوع: دَين يجب سداده
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 01-12-2008, 11:46 PM
 
Exclamation دَين يجب سداده

كان هناك تاجرا كبيرا وكانت تجارته بين العراق وسورية : يبيع الحبوب في سورية ويستورد منها الصابون والأقمشة .
وكان رجلا مستقيما في خلقه ومتدين ويتصدق على الفقراء والمحتاجين وكان له ولد وابنه واحدة بلغا عمر الشباب
وفي يوم من الأيام سأل ولده الوحيد أن يسافر إلى سورية بتجارته قائلا له : لقد كبرت يا ولدي فلا أقوى على السفر .ولقد أصبحت رجلا والحمد لله فسافر على بركة الله مع قافلة الحبوب إلى حلب فبع ما معك واشتر صابونا وقماشا ثم عد إلينا أوصيك بتقوى الله وأطلب منك أن تحافظ على شرف أختك .
وسافر الشاب بتجارة أبيه يسهر على القافلة ويحرص على حماية ماله ويقوم على رجاله . وفي حلب الشهباء باع حبوبه واشترى بثمنها صابونها الممتاز وقماشها الفاخر ثم تجهز للعودة أدراجه إلى الموصل الحدباء .
وفي يوم من الأيام قبيل عودته إلى حلب رأى شابة جميلة في طريق مقفر بعد غروب الشمس فراودته نفسه الأمارة بالسوء على تقبيلها وسرعان ما اختطف منها قبلة ثم هرب على وجهه وهربت الفتاة . وما كاد يستقر حتى أخذ يؤنب نفسه وندم على فعلته وكتم أمره على أصحابه ولم يبح بسره لأحد وبعد أيام عاد إلى بلده .
وكان والده الشيخ في غرفته يطل منها على حوش الدار حين طرق الباب السقاء فهرعت ابنته إلى الباب تفتحه له وحمل السقاء قربته وصبها في الجرة وعاد السقاء بقربته الفارغة فلما مر بالفتاة قبلها ثم هرب لا يلوي على شيء ولمح أبوها ما حدث فردد من صميم قلبه ( لا حول ولا قوة إلا بالله ) ولم يقل الأب شيئا ولم تقل البنت شيئا …. وعاد السقاء في اليوم الثاني مطأطئ الرأس خجلا وفتحت له الفتاة الباب ولكنه لم يعد إلى فعلته مرة أخرى . وكما يعرف عن هذا السقاء عن نبل أخلاقه وصدقه وعندما رجع الشاب إلى المنزل لم يسأله عن التجارة ولا عن المال بل سأله ماذا فعلت منذ غادرت وحكى له قصة تجارته ولكن الأب سأله هل قبلت فتاة ومتى وأين وصمت الشاب وتلعثم ونظر إلى الأرض وقص الأب قصة أخته وكيف قبلها السقاء فلا بد أن تلك القبلة وفاء لدين عليك ..وانهار الشاب واعترف بالحقيقة
فقال الأب حين قبل السقاء أختك تيقنت أنك قبلت فتاة ما فأدت أختك عنك دينك لقد كانت دقة بدقة وإن زدت زاد السقا !!! فعليك أن تصون عرضك وعرض الآخرين
__________________