عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 10-20-2014, 08:56 PM
 
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-color:white;border:5px solid deeppink;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]





الفصل الأول
الجزء الأول




ديستني : اصطحبيني معك ، أرجوكــــــــــــــــــــــي

شبكت ديستني يداها معًا وعيناها البنفسجية تلمع أسفل أشعة الشمس المتذبذبة ، فـ غيوم مدينة آيرلندا لا تنفك عنها يومًا

كانت ديستني واقفة أمــام صندوق بريد منزلهــا تنتظر إجابة مادلين .

مادلين : آسفة ... لكن الزفاف عائلي فقط !

حكّت رقبتها بـ " ضيق " فـ أخاها شدد عليها ألا تدعو ديستني لمــا تفتعله من مصائب حينما تجتمع هي و صديقتها المفضلة

ديستني : حسنــا ، ولكن أخبرني هوية الفتى الذي سينتقل لمنزلكم

أرخت ديستني ذراع حقيبة مدرستها تشعر بالإحباط لـ رفض مادلين طلبها

مادلين : لا داعٍ للحزن ، إنه زفاف ... ومنذ متى وأنتِ متيمة بهذه الأمور ؟ لطالما كرهتي التجمعات والتبرج !

شبكت ذراعيها عندما هبت نسمة رياح باردة ، من الجيد أنها ارتدت كنزة الصوف البيضاء ، فهذه الأيام أجواء المدينة متقلبة

ديستني : أتمزحين ؟ إنه حفل زفاف أخاكِ أي حفلة زفاف أوسم شابٍ رأيته في حياتي ، وأنت تريدين مني أن أفوت النظر إليه بـ بذلة العرس الجميلة

أنهت أقوالها بحزن درامي قد اعتادت مادلين عليه ، ابتسمت مادلين باستهزاء نحو صديقتها و ابتعدت تدريجيًا عنهــا

مادلين : لا بأس ، سأرسل لكي صورته عبر البريد ، أمــا الآن اذهبي لمنزلك

رفعت ذراعها اليسرى وبيدها هاتف أحمر اللون يتحرك يمينًا وشمال أمــام ناظر ديستني ، التي نفخت وجنتاها بضجر ، و حركت أقدامها بِخُطًا كالجنود .

أمــا مادلين فقد اكتفت بالمشي في شوارع هذه المدينة الخضراء.
لطالما أحبت منطة سكن ديستني فهي هادءة وتخلو من الضوضاء ومنعزلة قليلًا عن الشارع الرئيسي و مصائبه ، كما تحب أخذ وقتها في المشي تتمعن بالأزهار و القطط المشردة التي بناظرها تبدو نظيفة و راقية ، لم تلمح يومًا قطة تبحث في القمامة أو حتى تقف بقربهــا ، كانت تضحك على أفكارها الغريبة في هذا الشارع ، وكذلك ديستني التي شاركتها هذه الأفكار حين تعود مع مادلين لمنزلهــا ، على حين منزل مادلين يعجه الفوضة و الضجيج ، أخواتها الثلاث دائمًا على عجلة من أمرهنّ و أمهــا تتذمر من كون المنزل متسخ ، و والدها يبقى جليسًا أمــام التلفاز فور عودته من العمل ، يمكنها الاعتراف بأنها تفضل أخويها على العائلة بأكملهــا ، ومع غياب أوستين لـ بريطانيا من أجل جامعته و زفاف كلاوس اليوم ، فلن تجد أحد تستمتع معه في الحديث ، ربمــا تسرق قطة من منطقة سكن ديستني تواسيها !

رن هاتف مادلين وأخذت تنظر لـ هوية المتكلم ، فالشاشة أضاءت باسم " أمي" ، أخذت نفسًا عميقًا وأغلقت الخط وأكملت سيرهــا ، لم تلبث ثوانٍ حتى فتحت أبواب حديقة منزلها الكبير ودخلت بهدوء نحو باب المنزل .
أدارت مِقبض الباب ودخلت بهدوء تنظر لبهو المنزل الفارغ ، لم يكن هناك سوى صوت زنِّ الضوء المزعج ...

مادلين : أمــــــــــــي ، لقد عدت

نظرت لـ حديقة المنزل وشعرت بآخر نسمة هواء قبل أن تصفق الباب وتغلقه




جلس هاري على مقعد المكتبة يقرأ كتاب " فلاسفة اليونان" بكل هدوء ، فتًا في عمره قد يقضي نهاية الأسبوع مع أصدقائه في مطعم أو منزل أو حتى موعد مع فتاة ، لكن هو يفضل العزلة و قراءة كتب بالكاد عقل مراهق قد يستوعبهــا .

ساعتين قد انقضت وهو على جلسته تلك ، ربمــا ابتسم مرة أو اثنتين على طُرفَة تتخللت الكتاب ، ناسيًا نهاره الذي انقضى على هذا الكتاب ، ومع ذلك أمسك رأس الصفحة على وشك أن يقلبه سوى أنه شعر بالعطس ، لذارفع رأسه للأعلى لتلتقي عيناه الخضراء بـ ساعة المكتبة التي أشارت على السادسة و النصف ناسًا شعور العطس ، قد أغلق الكتــاب بسرعة كبيرة والقلق قد سيطر على جسده في ثوانٍ ، أمسك حقيبته الملقى على الأرض بإهمال ووضع الكتاب فيه وخرج راكضًا نحو منزله ، لم يكن بهذا البعد نظرًا لكونه في زاوية فوق مخبز الحلويات بقرب المكتبة ، عيش المرء في منزل يتكون من غرفة نوم وغرفة معيشة ومطبخ و دورة مياه صعب اذا كان هناك شريك ، لكن مخبز الحلويات في الطابق السفلي كان يضفي رونقًا لهذا المنزل ، رائحة الكعك الشهية و الاطفال الذين يتسارعون من أجل تناوله ، كم تجلب الفرحة لقلبه .

أدخل مفتاح المنزل في مكانه المخصص و من ثم دخل المنزل بكل سرعة ، لم يكن هناك أثر لأي مرء في هذا المنزل ، أخذ ينظر لغرفة المعيشة قبل أن يدخل لغرفة النوم ويبدل ملابسه المدرسية إلا بذلة الزفاف
ومن ثم أخرج هاتفه من جيب بنطاله ينظر لـ التوقيت ، السابعة إلا خمس دقائق ، أغلق باب الخزانة بقوة و أهمل ربط ربطة العنق الخضراء ، مع كونهــا بذلة زفاف عادية إلا أنهــا لاقته بطريقة جميلة ، فقد اختلفت عن البذلة الرسمية ، فالبنطال أسود كعادته وقميصه أبيض كذلك ولكن السترة كانت عارية الأكمام باللون الأخضر الفاتح ، وهذا ما أبرز لون عيناه الخلّابة أمــا شعره فقد أهمله كالعادة ، ممسكًا بحقيبتي السفر قد خرج راكضًا من المنزل للبحث عن سيارة أجرة تقله لـ قاعة الزفاف التي تبعد نصف ساعة ...
يمكنني القول بأنه سيتأخر على حفل زفاف أخته ...




ارتدت فستان الزفاف الأبيض ، تنظر لجسدها بالمرآة هل يعقل أنها هي ؟ فجمالها كان باهر لم ما ؟
فشعرها قد صفف بطريقة احترافية و مواد التجميلة وضعت بطريقة احترافية كذلك ، أي فتاة في حذائها ستجد نفسها أجمل فتاة في العالم ، كانت تحبس دموعها من السقوط ، ليت والداها حاضرين ! ربمــا شعرت بالفرحة الحقيقية ، ولكن هــاري يكفي بكونه عائلتها المتبقيــة .
طرق الباب المتتالي أيقظها من التفكير العميق ، رأسه قد أطل من البــاب بإبتسامته المعتادة

كلاوس : سأدخل

قالها بكل ثقة ، وقد دخل دون تردد ، طويل القامة ووسيم يرتدي بذلة الزفاف بكل أناقة وشعره المصفف بكل ترتيب لوهلة ظنت بأنه رجلٌ آخر

أوليفيــا : لمـا دخلت ، إنه حظٌ سيء أن يرى الزوج زوجته قبل الزواج !

قالتها بإنفعال تشعر بالإحراج أمــام خطيبهــا

كلاوس : مــاذا؟ الآن سرت زوجكي لم نقل نذورنا بعد ، لقد كتبت أربع ورقات من أجلك

ردف بمزاح نحوهــا ، ضحكت أوليفيــا على كلامه متذكرتًا سبب قبولها لزواج

كلاوس : هل أنتي متوترة؟

قالها بهدوء ، ينتظر إجابتها

اوليفيـا : بتاتًا

ابتسم كلاهما لفترة ومن ثم اندفعت مادليــن داخل الغرفة وهي في قمة التوتر

مادلين : كلاوس لمــا دخلت إلى هنــا ، إنه حظ سيء أن يري الـ ...

كانت تتحدث بسرعة تنظر لـ أخاها

كلاوس : أعلم أعلم ، سأخرج الآن ! ولمـا اندفعتي للغرفة مثل المتوحشين؟

قهقهة أوليفيا على أقوال كلاوس ، حكّت مادلين شعرهــا تحاول تذكر سبب اندفاعها ومن ثم نظرت لـ أوليفيا تتفحص فستانها

مادلين : أنظري للمرآة قليلًا!

أشارت نحو المرآة ومن ثم أمسكت ذراع كلاوس وخرجت به من الغرفة

كلاوس : مابكِ ؟

نبرة صوته الفضولي رسمت الابتسامة على وجه أوليفيا ، اقتربت قليلًا من الباب تحاول أن تسترق السمع

مادلين : لم تسمح لي بجلب ديستني ولقد توسلت من اجل المجيء على الأقل دعني أعطيها صورتًا لك

ضحكة أوليفيــا بهدوء على أقوال مادلين ، لطالما أحبت ديستني ومادلين ، ربما لأنهم فتاتين جامحتان لا يأبها بالحياة و ربمــا لأنها تفتقر لهذه الحركات بحياتها ، بمــا أن هاري قد تعرض لصدمة وفاة والدهما فقد تغير جذريًا وأصبح يرى الحياة بطريقة مختلفة عن البقية ، وكل مرة تحاول أوليفيا أن تسعده أو تجعله يضحك تجد نفسها تضحك في غرفة لوحدهــا ، ربمـا لم تكن نكاتها مضحكة أو ربما هاري لا يعرف ما هي المتعة الحقيقية للأصدقــاء و الألعاب النارية وحتى الإلكترونية ، ربمــا هاري غريب عن بقية الفتيان في فصله لكنه تولى زمام الأمور بطريقة عقلانية لا يمكن لفتًا في عمره أن يفعل المثل .

أوليفيــا : أين هاري؟

فتحت باب الغرفة بكل قوة مدخلتًا الرعب في قلب كلاوس ومادلين

مادلين : من هاري؟



[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
رد مع اقتباس