الموضوع: رسائل قصيرة
عرض مشاركة واحدة
  #34  
قديم 10-10-2014, 06:46 PM
 
ch 3

مُحاوَرات مُتعدِّدة
*

ما إن وصلتْ ساكورا البيت حتّى اندفعت إلى حُجرتها و راحت تكبس أزرار جوّالها بشِدّة
~هيّا اينو !أين أنت؟رُدّي
عند آخر رنّة قبل بدْءِ الرّسالة الصّوتيّة أجابت اينو أخيراً.

-أين كنتِ؟معك ساكورا
-نعم أعرف أنّها أنت. كيف حال جبهتك-أعني مدرستك؟
-غبيّة حقاً, لكن لديّ ما أقوله لك :كنتُ ضجِرَة في المدرسة و بدأت أكتب على مقعدي و...-
-أليست الكتابة على المقاعد تصرّفَ تلاميذ الصف الأوّل؟
-أعلَم لكنّه حقّاً درسٌ مُمِل , فكتبت و ردّ عليَّ أحدُهم, و الآن نحن نتراسَل
-أتعرفينه؟
تمهّلتْ ساكورا
-كلا
-حسناً يا مغفَّلة , يجب أن تعرفي
-لكنّني لا أريدُ الآن, ذلك سيُفسِد الأمر
-ماذا لو كان شابّاً وَسيماً؟
-أهذا كلّ ما تُفكّرين به ؟!
-لا ,أفكّر بالتّسوّق أيضاً
-"عظيم"
-إنّما, ماذا لو كان مهوُوساًً مُرعِباً. سيكون الأمر مضحكاً جدّاً
-فكّرت بهذا حقيقة , غير أنّي أشكّ بذلك. إنّها مُخاطَرَة سأقوم بها
-هيه!ماذا إنْ تظاهرتُ بالبحث عنك في المدرسة لأكتشفه؟
-لكنّني أُرغَبُ أن يبقى لُغزاًً لمزيد من الوقت
-إذاً لمَ تعنّيتِ بإخبري,طالما لا تريدين تدخُّلي؟
-ودِدتُّ إخبارَك عن الموضوع.رَبّاه!
-هذا غباء و حسب. سأتدخّل بطريقة ما
-أعلَم,فأنت دائماً تمتزجين في شؤوني الخاصّة
-رائع إذاً ما اسمه؟
-كيف تعلمين أنّه ولد؟
-أوه ساكورا, لَم تكوني لتتّصلي بي لَو لَم يكُن
-أستطيع سَماع الشّرّ في صوتِكِ.لَم يخبرني بعدُ, لكنّه يسمّي نفسه"اللهيب القاتِم"
-اوووو يبدو جذّاباً
-اينو!!
-حسنٌ حسنٌ. ألدينا أيّ معلومات عنه؟
-ليس بالضّبط. سِوى كونِه قد فاضَ به الملل, و إلاّ لَما كتب ردّاً
-نحتاج تفاصيلاً
-أعرِف. كتبتُ له بعض الأسئلة على أمل أن يُجيب
-أرجوكِ لا تقولي أنّكِ سألتِه عن لونه المُفَضَّل
-...
-أنت غبيّة جداً!
-هيه لَم أرِد استعجال الأمر!
-يُفضَّل أن تسأليه عمّا يثير الاهتمام قريباً... مهلاً لديّ مكالَمة أُخرى

فكّرت ساكورا -بانتظار اينو-انّ لديها وجهة نظر.
انتظرتْ بصَبر ثمّ بدأت تتملْمَل و الدّقائق تمضي.ما إن أوشَكَت على إقفال الخط حتى عادَتْ اينو!
-آسفة ,هنالك نشاطات لمُشجِّعات فريق المدرسة و علَيّ أن أتحَضّر
-تمهّلي!أتتركينَني لتذهبي مع مجموعة حَمْقاوات؟؟
-لسْنَ حمقاوات!كَم مرّةً عَلَيّ قَوْل ذلك .الآن ,أين كُنّا؟
- شابُّ المقعَدِ الغامضُ
-أوه نعم, و إذاً سيكون عليكِ إعلامي بكلّ شيء لأنّي أحتاج استِنباطَ خطّة مَدروسة لأكتشف هويّتَه
-حسناً...أوه!احزري مَن رأيتُ اليوم
-ساعي البَريد؟
-ساسكي!
-أوه لا لَمْ تفعلي!!أكانَ بَهيّاً تماماً؟ هل اِلتَمَع شعرُه تحت أشعّة الشّمس؟ أصرْتِ ذكيّة و تحدّثتِ إليه؟أحتاج أن أعرِف!!!

تبسّمَت ساكورا .
لو كان لدى ساسكي ناديَ مُعجَباتٍ؛ لكانت زُمرةَ المشجّعات في المَقامِ الأوّلِ !
-حسناً...نوعاً ما. حقيقةً كان الموقف مضحكاً . كنتُ أعترض طريقَه و قال لي أن أبتعِد, فاعتذرتُ و انصرفَ
-يالكِ مِن مَعتُوهة! أيّاً كان ؛سأتّصل بك في وقت آخر . إلى اللقاء
-أراكِ

تمدّدت ساكورا على سريرها.
لسببٍ ما يُتعِبُها التحدّث مع اينو طويلاً. كانت تعلمُ أنّ عليها البدْء بواجباتها قريباً جداً , لكنّها حاليّاً ستأخذ استراحةً قصيرة وحسب.
:
:
ولجَ ساسكي الصّفّ بهدوء و جلسَ في مكانَه, لَم يأتِ ناروتو بعد لذا سيكون لديه دقائقُ قِلَّةٌ لنفسه .
أخبرَهُ إحساسٌ مُلِحٌّ بالتّأكُّد مِن وجودِ أيّ جديدٍ على المقعد.

~انظُر تحت~

رفعَ حاجِباً... المقعد يعطيهِ الأوامرَ الآن؟؟!
بلا شيءٍ أفضلَ يقومُ به ؛انحَنى و تفحَّصَ سِفلَ سطحِ مقعده , لَمْ يأخذ طويلَ وقتٍ لإيجادِ ورقةٍ مُسَطّرة مطويّةٍ بعناية, محْشُورةٍ في الزّاوية .
سحَبها بحذرٍ و وضعها على السّطح.
~أنْ تفتحَ الورقة, أو ألاّ تفتحها, هذا هو السّؤال ...إلهي,أكرَهُ شكسبير! المفروض إحراقُ كلّ مسرحيّاته.

مع أنّه كرِهَ فكرَةَ كَونِه حقيقةً يريدُ معرِفةَ ما في الورقة المطويّة؛ قرأ على أيّة حال. نظر إلى الكلمات المكتوبة بشَكْلٍ جميل, ثمّ سحبَ قلم رصاص.

~خطّها أنيق, هذا لطيف كنوعٍ من التّغيير. حسناً, للسّؤال الأوّل...هذا حقّاً سؤالٌ أوَّلُ غبيّ - جوابها "زهري"؟يذكَّرني بتلك البنت ذات الشّعر الزّهري. مَن في العالَم لديه شعر كهذا؟! أظنُّه فريداً نوعاً ما... لكن لا يهم

كتَبَ أجوِبَتَه لكنّه توقّف عند السّؤال الأخير, كأنّ الورقة أهانَتهُ للغاية. حَدَجَها كما لو كان يحاول إحراقَها بعينَيه!
قبضَ كَفّهُ حتّى أحسَّ أظافرَهُ تحفِر راحَتَهُ ...

~ربّما أوَدُّ أن يقتُلَني والِداي ...عندها يكونان على قَيد الحياة

مُقرّراً عدمَ الإجابة- أفضلَ مِن أن يُجَنَّ تماماً -تركَ الأمرَ كما هو.
ما مرَّ به شخصيّاً ليس مِن شأنها.
مع هذا , تذكّر ما كتبَتْهُ عَن عدم الإجابة , وخربَشَ مرّة أُخرى.
كادَ يعيدُ الورقة تحت سطحِ المقعد , عندما هتفَ به ناروتو:
-ساسكي!كيف الحال؟
لاحَظَ الورقةَ :
-ماهذه؟رسالة غراميّة مِن إحدى مُعجَباتك؟
تضيّقت عيون ساسكي:
-هذا ليس مِن شأنك, الآن اخرَسْ.
-دائماً ما تقول لي أن أخرسَ في حين تعرفُ أنّني لا أستطيع
-صوتُك عالٍ جدّاً , يقودُني للجُنون!
عبسَ ناروتو و جلسَ مكانه بتأفُّف. نظرَ ساسكي للأمام فتعلّقت عيناهُ بعينيّ ككاشي, قبل أن يبدأ الأخيرُ بالكلام مع الطُّلاّب.
~لماذا-بحقّ الله- يستمرّ بِالنّظَرِ إليّ؟ ألا يستطيع العالَم أن يتركَني بحالي؟!

مَضى الدّرس كما المُعتاد: أوّلاً تصحيح, ثمّ ملاحَظات, تَدريس, مَزيدٌ من الملاحظات , ومِن ثمَّ مزيد مِن التّدريس.
لَمْ يُضايقْهُ أحدٌ معيّن بشأن الواجب البيتيّ, و قد وجدَ هذه الحقيقةَ مُقلِقةً جدّاً فهمسَ لصديقه:
-ناروتو
-انظرْ مَن يريد التّحدُّث الآن
تركَ التّعليق يَعبُر:
-اسمعْ, هل كتبتَ واجبكَ بالفعل؟؟
كشّر مِن أذنٍ لأخرى :
-نعم فعلت!
ناوَلَه الرّزمة وهو يمدّ لسانه , فتبسّم ساسكي.
ناروتو أجابَ عن كلّ الأسئلة ب "سبعة عَشر".
-يالك مِن أحمق !لا يمكن لكلّ الأجوِبةأن تكون سبعة عشر. في المرّة القادِمة
ستحظى بحظٍّ أوفَرَ بمجرّد النّقل مِنّي

-إذا كنتَ ذكيّاً جدّاً بالرّياضيّات ,لماذا أنتَ هنا؟
-.....اخرَسْ!

حدّق من خلال النّافذة بقربه.
كانت الأشجار مكسوّةً بأوراقِ الصّيف. انتشرتْ على بعضِ الأغصان براعِمُ صغيرةٌ وَرديّة .
~لِمَ كلّ شيء زهريّ, أيُفتَرضُ أن يوحيَ إليّ هذا بشيء؟!
بعد دقائق جالَتْ أفكاره عائدة إلى الفتاةِ ذات الشّعر الوَرديّ.
~زهري؟؟أعتقد أنّهُ لطيف...-مالذي أقولُه؟!! تلكَ الفتاة مجرّد معجبةٍ أخرى مزعجة. يجب أن ينتهي هذا الدّرس حالاً!
:
:
عندما رنَّ الجرس لحق ناروتو بساسكي داعياً إيّاه لبيته ليساعده في فهْم الواجب, هناك نظر ساسكي إلى أكوابِ الرّامن و عُلَب المياه الغازيّة الفارغة , و جبالِ الملابس المتّسِخة في الحُجرة الصّغيرة.

-أنت بالفعل مَريض
-ما مُشكلَتُك؟! أنتَ أيضاً لا تنظّفُ غرفتَك
-لا أترُكُها تَصير جُحرَ جِرذان !متى كانت آخرَ مرّة دخلتَ فيها بيتي على أيّ حال؟
أطرقَ ناروتو ثمّ نظرَ للسّقف ...
متى كانت آخِر مرّة يزور فيها منزل الاوتشيها؟
-آخِرُ مرّة أتيتُ فيها .أتذكُر؟ صرتَ أنت عادةً تحضر هنا مِن بعدِ...-
قسَتْ عَينا ساسكي , كان ليصرخَ حَشْداً مِن الأشياء بِناروتو , لكنّه سحبَ نفساً عميقاً و تنهّد بوُضوح
-جيّد. لنذهب إذاً إلى بيتي و حسْب
-أمُتأكّد؟
-لا توجَد طريقةً تستطيعُ بها أن تبقيَني هنا!
ضحك ناروتو وحمل حقيبته
-سأُسابقك
-دعْنا لا نفعل
-لستَ مَرِحاً
- متى كان "المَرَح" مِن مُفرَداتي؟!
:
:
ركض ناروتو على الدّرَجات الأماميّة للمنزل, و خَطى داخِلَه.
نظر حولَه إلى الصُّوَر على الجُدران, ثمّ جَرى إلى حيث حُجرة صديقه.
الذي صفقَ البابَ خلفهُ , ثمّ تبع ناروتو .

حُجرتُه نظيفة جداً مُقارَنةً بذاك الأخير.
كان لديهِ غطاءٌ أسود على السّرير عند الزّاوية, مكتبٌ خشبيّ صغير عليه "لابتوب", خِزانة أُحاديّة في آخر الغرفة , بعض الصّوَر -لفِرقة موسيقيّة -على جدران بِلَون أزرق غامِق, والسِّجّاد رماديّ.
كانت بسيطة و قاتِمةً نوعاً ما , لكنّ مِن شأنِ ذلك وصْف كلّ ما كان عليه ساسكي.

-ليسَ لديكَ احتِرام للمُلكيّات الخاصّة
علّق مُلاحظاً استرخاء ناروتو على سريره
-مَن يهتمّ؟كنتُ معتاداً على السّكن هنا عمَليّاً...هيه لِمَ بيتك مُعتِم؟
-لا أدري, ربّما نسيَ ايتاتشي دفْعَ فاتورة الكهرباء أو ما شابَه
-ليسَ هذا , عَنَيتُ أنّه يبدو ...قاتِماً أكثرَ مِمّا أذكُر أو شيءٌ مِن هذا القَبيل
لَمْ يُبدِ حِراكاً وهو يحملقُ بصديقَه مِن مكانه . ثمّ وضع حقيبَتَه على مِسنَد كرسيّ مكتبِه , واتّخذَ مجلِساً عند زاوية فِراشه
-أين أخوكَ على أيّ حال؟
-لا أعلم,لا أهتَمّ

حاولَ ناروتو التّفكيرَ بشيء يجعلُ الموقِف الكالِح مُريحاً
-هيه , أجاهِزٌ أنت لنلعب "بلاي ستيشن"؟
نظرَ ساسكي للأسفل نحو صاحبه:
-ستخسر بقوّة
-أتُراهِن؟
-لا ,فسيكلّفك ذلك كثيراً و ستكون حزيناً. لا أريد أن يحزن ناروتو الصّغير
نظراتُه السّاخِرة أغاظَت صديقه , وهو المَطلوب
-كَفى!سأقتلك في اللّعبة!
-هَلُمّ إلَيّ!

و هكذا-كما يفعلُ أغلبً الفِتيان المُراهِقين- أضاعَ ناروتو و ساسكي حياتَهُما يلعبان لمدّة 5 ساعات , قبلَ أن يَجوعا , فيَذهبا إلى محلّ عَمّ ناروتو للرّامن
:
______

انتهى الفصل
من عنوانه: حواريّات
لذا هو قصير و ربما لَم يحتَج كل هذه الاطالة عليكم
فأرجو أن تسامحوني على التّأخير ظروف مزعجة كالعادة

المهم
أسئلة خفيفة:
-ما هو انطباعكم عن اينو ؟
-هل من الصواب أنّ ساكورا تركتها تتدخل في امورها؟ و لماذا؟
-ناروتو و ساسكي , ما رأيكم بصداقتهما؟
-أحلى مقطع ؟و ليش؟

بانتظاركم






__________________