عرض مشاركة واحدة
  #23  
قديم 09-12-2014, 06:36 PM
 
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:70%;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/27_07_14140642374849671.gif');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]


تذكير :
تحدث وهو يقف مجدداً :" لقد أرحتني الآن , هل شعرتم بهذا ؟؟ "
نهضت لورا من مقعدها لتتحدث بحماس :" رائع لقد وصلنا , يمكنني الآن إكتشاف المُحيط وأسماك القرش اللطيفة التي تعيش به "
تلك الكلمات جعلت الإبتسامة تختفي من وجه تشارلز بينما يستعد الآخرين لمغادرة الغواصة ليكونوا أول الطلاب الواصلين إلى المدرسة الجديدة فماذا سيكون بإنتظارهم ؟


البداية :
أخفض رأسه وقد بدء جسده بالارتجاف وهو لا يقوى على النهوض من مقعده بينما كانت الفتيات قد نزلن بسرعة وبحماس شديد لاكتشاف المكان .. حتى ريكاردو كان قد غادر الغواصة برفقة الفتيات .. بقي ذلك الشاب الهادئ ينظر لتشارلز بقلق قبل أن يتحدث بتوتر :" هل أنت بخير ؟ "
رفع تشارلز رأسه ليقابل عينا أندرو القلقة و المتوترة في آن واحد .. حدق بعينيه وهو يشعر بأنه رأى هاتان العينان في مكان ما ولكنه لم يستطع التذكر حتى .. أغمض عينيه في النهاية ليقف بصعوبة وهو يتحدث بجفاء لم يعلم سببه :" أجل بخير , لا داعي لسؤالك "
ويغادر بعدها بخطوات مُرتجفة بينما بقي آندرو يحدق به بقلق ليتنهد بتعب ويغادر هو الآخر .. وما إن خطت قدماه إلى داخل المدرسة الجديدة حتى توقف لوهلة من الزمن وهو يشعر بقلق وخوف لم يعلم مصدرهما إضافة إلى تلك الرهبة التي يجبرك تصميم المكان على الشعور بها .. فقد كانت جدران الممرات و الأروقة زجاجية تتيح لك ان ترى لا بل أن تشعر وكأنك جزء من كائنات المُحيط .. سار بجانب رفاقه بهدوء وبِخُطى بطيئة نسبياً كحال الجميع .. ينظرون حولهم بدهشة وقلق شديدين وقد بدى أن تشارلز أكثرهم رُعباً .. وصلوا إلى إحدى الغُرف الصفية ليجدوا أنها ليست كالأروقة حيث ان جدرانها ليست من الزجاج ولا يمكنك أن ترى ما يوجد خارجها .. بقي أصدقائنا يتأملون المكان ويسيرون به دون هُدى لساعة أو اثنتين حتى وجدوا أنفسهم في كافتيريا المدرسة والتي أوقفتهم عن السير ومأسورين بتلك المناظر الخلابة وكأنهم يقفون في وسط المحيط نفسه .. يراقبون تحرك الأسماك والكائنات البحرية حولهم ويرون تلك الشُعب المُرجانية المُذهلة بألوانها الزاهية وبالرغم من جمال ذلك المنظر ورعته إلا أنه بتلك اللحظة ظنوا بأنهم قد يتسببون بتحطيم الأرضية بسبب خطواتهم .. ذلك المشهد أثار الحماس في قلبي لورا و ريكاردو بينما أثار القلق في نفس آبريل .. أما أندرو فقد كان مبهورا بالمناظر حوله بالرغم من تلك الإرتعاشة التي اصابته ما إن دخلوا إلى هذه الغرفة .. صوت ارتطام شيء ما بالأرض أجبرهم على الالتفات ليجدوا أن تشارلز قد فقد وعيه .. تقدم كُل من أندرو و ريكاردو بسرعة حيث قام أندرو بوضع رأس تشارلز في صدره بينما وقف ريكاردو باحثا عن أي شيء يمكن أن يفيدهم الآن .. نطقت تلك الفتاة ذات الشعر البُني :" لكن اين علينا اصطحابه ؟ نحن لا نعرف حتى إن كان هنالك مستوصف هنا أم لا ؟"
نظرت لورا لأبريل التي نطقت بتلك الجملة بقلق شديد بينما تحدثت هي :" أظن أن ضغطه قد إنخفض قليلاً لا يوجد داعٍ للقلق هو من قال لنا أنه يمر بيوم سيء قبل قليل "
تحدث ريكاردو باستياء :" أهذا ما أنتي قادرة على قوله ؟ نحن نريد ان نوقظه .. تباً آربيلا ماذا تفعلين ؟"
تحدثت تلك الفتاة بلا مُبالاة وهي تأخذ قضمة من الشطيرة التي بيدها :" لن نتمكن من فعل شيء إنه بحاجة للراحة وأنا سأفقد وعيي أيضاً إن تم تأجيل وجبة طعامي مرة أخرى "
تنهد بتعب بينما توجهت الأنظار نحو ذلك الشاب الذي أخرج زجاجة ماء من حقيبته وسكب القليل منها على يده ليمسح وجه تشارلز بلطف .. في تلك اللحظة ظهر شخص ضخم الجثة بملامح وجه جامدة وهو يرتدي البذلة العسكرية الرسمية ليتحدث بصوت حاد :" ما الذي حدث له ؟"
نهض ريكاردو بهدوء ليتحدث بثبات :" لقد فقد وعيه فجأة إنه ليس بخير مُنذ أن تقابلنا "
أفرج ذلك الغريب عن ابتسامة سخرية ليتحدث بفم ملتوي :" أأنت جاد ؟ أتعلم ما هي مشكلته ؟ إنه يخشى من المياه .. أليس اسمه هو تشارلز دالتون ؟ كان عليه الانسحاب من البداية .. ربما يجدر بي طرده "
احتدت عينا ريكاردو ليتحدث ببطء :" انتظر مهلاً , يمكن أن يتغلب على خوفه في النهاية "
نهضت آربيلا أخيراً لتتحدث بقليل من الهدوء :" لقد قبل هذا الفتى التحدي وبحسب القوانين العسكرية يجب عليكم إبقاؤه حتى تنتهي الاختبارات الأولية على الأقل "
أخفضت أبريل رأسها لتتحدث بتردد :" ولكنه سوف يضعف الفريق بأكمله .. أعني هو سيكون عائقاً "
أشاحت لورا بوجهها لتتحدث بهدوء :" ولكن .. نحن في مدرسة عسكرية .. التفكير بالعاطفة خاطئ "
و أخيراً تحدث ذلك الشاب الذي ابتسم بتحدٍ :" أجل نحن في مدرسة عسكرية تحكمها العديد من القوانين و تلك القوانين هي ما وضحتها آربيلا قبل قليل .. إذ ان لا أحد يحق له اتخاذ قرار آخر دون اللجوء إلى محكمة عسكرية "
التفت الجميع له بقليل من الدهشة قبل أن تتسع ابتسامة ذلك الرجل الماكرة وهو يتحدث :" أورديلافي أندرو ... الطالب ذو السمعة الرفيعة من حيث المظهر و الدرجات المُرتفعة و الدقة باستخدام الأسلحة .. تُحب أن تتطلع على كل شيء يخص عملك .. كنت معروفاً في مدرستك السابقة بالغرور الشديد حيث أنك كنت تكره التحدث مع الآخرين .. بالمُختصر الشاب رقم واحد في المدرسة مُنافس الجميع .. ستكون أنت قائد هذه الفرقة .. ولكن المشكلة الحقيقية هي من سيقبل أن يكون رئيساً لمجموعة يوجد بها طالب يفقد وعيه بسبب المياه ؟! "
أشاح بوجهه بتردد ليتحدث بثبات على عكس ما يشعر به :" هذه مشكلة المدرسة .. هي من يجب عليها حلها " .
كاد ذلك الرجل أن يجيب لولا تدخل شاب يبدوا في الثلاثينات من عمره بشعر باللون البُني وعينان بلون الكراميل اللذيذ ليتحدث بهدوء :" أنا سأكون مدربهم ... إن وافقت اللجنة على ذلك بالطبع "
تحدث رجل ثالث كان ذو طول شديد وعينان حادتان كالنسر بشعر أسود وعينان باللون ذاته :" هل انت واثق لورانس ؟ أعني أُنظر إلى هذا الفتى المُثير للشفقة هناك "
ابتسم ذلك المدعو لورانس بثقة ليتحدث وهو ينظر لأندرو :" ولكن في المقابل لدي الطالب رقم واحد في المدرسة .. وإن لم أشعر بأن تشارلز سيتحسن سأقوم بتحويله لمحاكمة عسكرية وطرده من هنا .. ومن ثم هذه المجموعة تمتلك عشرة نقاط لإنهم أول من تجرأ على التقدم ."
أومأ الحاضرون بالموافقة ليغادروا المكان بينما بقي الجميع يحدق بذلك المدعو لورانس بقليل من التوجس و الريبة إلا أندرو الذي أخفض رأسه وهو يسترق النظر له بين الفنية والأخرى .. ما هي إلا لحظات حتى وصل أحد المُسعفين وأخذوا تشارلز معهم بينما تحدث لورانس بقليل من المرح :" إذن آنسة آربيلا هل أنهيتي تناول الطعام ؟ "
نظرت له المعنية بهدوء لتتحدث :" أجل , شكرا لاهتمامك سيدي "
أومأ برأسه إيجاباً ليتحدث ُمُجدداً :" اظن انكم انهيتم جولتكم بالمكان بالفعل .. فهل تناولتم الطعام ؟ "
أومأ البقية سلباً ليبتسم هو ويردف :" جيد دعونا نتناوله معاً إذن .. ما رأيكم ؟"
ابتسم الجميع براحة وهم يشعرون أن رئيس فرقتهم ليس سيئاً كما توقعوا إلا ذلك الفتى الذي لم يرفع رأسه حتى ولم يستجب لأي سؤال تم طرحه .. لقد كان يشعر بأنه مخنوق تماماً أيقظه ذلك الصوت المألوف له و الذي كان يُحب صاحبه بجنون :" سيد أورديلافي هل أنت معنا ؟"
رفع رأسه لينظر إلى محدثه قبل أن يومأ سلباً ويتحدث بصوت مكبوت :" آسف سيدي , أرجوا منك أن تُعلمني على مكان غرفنا حتى أذهب "
رفع أحد حاجبيه بغضب و إستنكار :" أنت لم تتناول الطعام صحيح ؟"
أخفض رأسه ليتحدث مجدداً :" أرجوك , أشعر بالتعب و أرغب بالحصول على قسط من الراحة "
تنهد باستسلام بالرغم من ان نظرات الغضب لم تغادره ليدله على موقع الغرفة .. تنفس بهدوء وهو يراه يغادر بينما شعر الجميع بأن هنالك علاقة بين أندرو ومدربهم الجديد .. انتبه لورانس إلى نظراتهم ليبتسم بهدوء وهو يتحدث بحنين :" اسمي هو أورديلافي لورانس .. .. يوجد بيني وبين أندرو قرابة بعيدة .. لذا لا تتوقعوا أي معاملة خاصة له "
أومأ الجميع برؤوسهم إيجاباً

..................

بينما توجه صديقنا باتجاه المكان الذي اشار إليه مدربهم الجديد .. حيث وصل إلى مكان يخال من يراه أنه معزول تماماً عن باقي المدرسة فهو هادئ تماماً وما يصله بالمدرسة هي بوابة تؤدي لممر ضيق مُضاء بالشموع فقط ! سار بهدوء وحذر وهو يتأمل المكان حوله حتى استطاع الوصول إلى المصعد والتوجه إلى الطابق الأخير حيث كان يحتوي على الجناح الخاص بفرقتهم .. تنهد بشيء من الإزعاج وهو يحدث نفسه :" حتى المصعد غريب هُنا .. أتسائل إن كان يوجد أي شيء طبيعي في هذا المكان ! "
شعر بالفزع الشديد عندما أتاه رد أحدهم :" لا , لن تجد شيئاً كهذا أبداً .. فالحياة هُنا بالتأكيد ستجعلك تنسى من كنت قبل دخولك لهذه المدرسة ولكن السؤال المُهم هل سيكون تغيرك إيجاباً أم سلباً ؟"
رمش أندرو عدة مرات وهو يستوعب أخيراً أن المصعد قد توقف وفُتح الباب وقد كان ذلك الرجل الغريب يقف أمام المصعد ! ابتسم ذلك الرجل بسبب نظرة أندرو وردة فعله مما دفعه لتحدث :" أعتذر على إخافتك أيها الشاب أنا أعمل هُنا في تنظيف المدرسة ومرافقها ... لذا قد نلتقي مجدداً "
تحدث أندرو بقليل من الريبة :" ولكن بمفردك سيدي ؟"
ضحك ذلك الرجل لا بل العجوز ليتحدث :" بالتأكيد لا .. يوجد الكثير ممن يعملون هُنا وأنا أحدهم .. هذه المدرسة ليست غريبة إلى هذه الدرجة التي توظف رجل واحد وعجوز أيضاً "
ليتوجه نحو المصعد وهو يقهقه بينما بقي أندرو يحدق به بقليل التعجب قبل أن يبدأ بالسير حتى وصل للجناح الخاص بهم .. كان ذلك الجناح مكون من أربع غرف .. اثنتان منهما بالحجم المتوسط حيث كانتا تحتويان على سرير واحد ومكتب و خزانة ملابس إلا أن إحداهما تم إضافة بعض المرافق لها كمطبخ تحضيري و شرفة منفصلان عن بقية الجناح استنتج من خلال ذلك أن هذه الغرفة لمدرب فرقتهم .. بينما الغرفتان المتبقيتان فقد كان حجمها كبير ويتسع لأكثر من اربعة اشخاص إحداهما كانت مؤثثة بطريقة ناعمة حيث احتوت على أوراق جدران باللون الأبيض و الوردي وأغطية الفراش باللون ذاته .. أما الأخرى فقد كانت باللون الأخضر العُشبي .. إذن غرفة للفتيات وأخرى للفتيان ولكن الأهم من ذلك بالنسبة له أنه سيحصل على غرفة منفصلة عنهم بما انه قائد الفرقة .. وهذا أراحه قليلاً فهو غير مستعد للاختلاط بأحد بعد .. ألقى حقيبته في غرفته بإهمال ليلقي بعدها بجسده على السرير ويغط في نوم عميق .


[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
__________________
كل عااام وانتم بألف خير
أشكركم حقاً على كل الاوقات الجميلة التي قضيتها هنا
وكل الصديقات التي قادني الأيام للتعرف عليهن
ولكن الآن أنا لم أعد قادرة على الدخول , لدي الكثير من المشاغل
التي تشغلني .. لذلك سامحوني أرجوكم عن أي خطأ بدر مني
وتذكروني بدعائكم
من يعلم قد أعود في أحد الأيام لهذا الصرح لذا لن أقول أنه إعتزال مؤبد
فمن يعلم متى قد أتمكن من العودة و الدخول