عرض مشاركة واحدة
  #74  
قديم 08-20-2014, 03:38 PM
 
Smile

[cc=تفرقنا في الحديقة .. وتقابلنا في القطار]
تفرقنــا في الحديقة وتقابلنا في القطــار



" يوكي .. إنتظريني "
إلتفتت تلك الفتاة صاحبة الشعر الأحمر الناري إلى صديقتها التي تنادي عليها .. وعلى وجهها تلك الإبتسامة الخلابة جداُ .. ولكنها ما لبثت حتى عقدت حاجبيها وإدعية الغضب من صديقتها " ولكن ماذا تظنين نفسك فاعلة ؟؟! .. يورا ! "
ابتسمت يورا بإحراج " أعتذر عن تأخري "
تنهدت يوكي بإحباط من صديقتها دائمة التأخر " يا لكي من حمقاء يورا "
تابعا سيرهما وسط أشجار الساكورا الوردية و أوراقها التي تطاير في الهواء الطلق .. مما جعل المنظر رائع خلاب
يوكي تلك الفتاة التي في السادسة عشر من عمرها .. تمشي بإبتسامتها المشرقة تنظر لطريق الأمل بإشراق
إلا أن المظاهر خداعة .. فالداخل ليس كالخارج أبداُ .. لأنها تحترق شوقاُ .. تتمنى أن تقابله ولو يوم
لا تتمنى أن تقابله ولو ساعة واحدة .. تريد أن تتطمئن على حاله
فقد مضى على فراقهما أكثر من سبع سنوات
توقفت فجأة حينما رأت الحديقة التي إجتمعا بها صغاراُ .. تعجبت يورا من ذلك " يوكي .. ألن تذهبي للبيت ؟! "
أردفت نافية " لا .. سوف أبقى هنا قليلاُ .. إذهبي أنتي "
استجابت لها يورا وتابعت مسيرها .. بينما يوكي جلست على ارجوحة الذكريات .. لكي تستعيد أجمل لحظات حياتها
" تلك الستارة النيلية اللون .. ملتصقة بها وروداُ بيضاء فبدت كاللوحة رائعة الجمال والدقة
وإضافة رائعة للوحة .. هذان الطفلان الجالسان على بركة الرمال تلك يصنعنان بيديهما الصغيرتان قلعة من الرمال .. بدأت تلك الطفلة اللطيفة الحديث " طين .. لما تصميم القلعة ليس جيداُ ؟!
نظر لها كين .. ظن أنها تسئ لتصميمه للقلعة .. إبتسم إبتسامة خبث رسمت على وجهه بإتقان .. وأمسك القليل من الرمال ورماها على وجهها
رفعت صوت بكاءها بالشهيق .. مما دفع تلك السيدة صاحبة الشعر الأوسود الليلي أن ترفع رأسها لتنظر ماذا حدث لتفلطها .. وضعت يدها على رأسها .. وقالت بصوت بصوت حنون ورقسق " ظفلتي .. ما الذي حدث ؟ .. لما تبكين ؟ "
خف بكاء الطفلة تدريجيا .. إلا أن هدأت .. وأشارت على الفتى الجالس بجانبها " إنه كين يا أمي .. لقد رمى على الرمال .. وأفسد قلعتي "
تحولت ملامح كين إلى البرود وكذلك ملامح الأم إلى قسوة لا مثيل لها
إلا أنه عندما رأى ملامح الأم .. خاف كثيراُ
قال والخوف ملئ عينيه البنية " خالتي .. لم أكن أقصد .. اسئليها "
نظرت الأم إلى يوكي وسألتها بحنان " حبيبتي .. هل حقاُ افسد قلعتك وجعلكي تبكين ؟ "
أومأت يوكي برأسها وآثار الدموع ما تزال بعينيها .. ضحكت الأم ضحكة شريرة ترتفع تدريجياُ لكي توحي بأن العقاب سوف يكون شديد الألم .. وإكشف عن ساعديها لكي تستطيع ان تتعامل معه
اتسعت عينيه بخوف بليغ .. بينم هي تكاد ان تموت من الضحك .. هو يستحق ذلك .. فهو من بدأ من الأصل
وقفت الأم على قدميها .. وعينيها توحي بغضب شديد " سوف أتغاضى عن عقابك .. إذا إعتذرت لها "
فكر ملياُ .. إذا لم يعتذر .. فهذا معناه عقاباُ قاسي
وإن إعتذر .. هذا معناه ضياع الكرامة
ضياع الكرامة .. ليس أسوء من العقاب .. ليس سيئاُ
وقف هو أيضاُ وإنحنى .. وقال بأدب مصطنع " أنا أعتذر عن تصرفي السئ "
أفاقت من ذكرياتها التي جعلتها تحن لتلك الأيام حقاُ على صوت القطار الآتي من المحطة
تذكرت للتو أن عليها ركوب القطار
أخذت حقيبتها المدرسية وإنطلقت راكضة لتلحق بها .. إلا أنها لم تستطع .. تحتاج إلى مساعدة شخص ما وإلا لن ترجع إلى البيت اليوم
تفاجأت عندما رأت تلك اليد التي تمتد لها .. مستعدة لمساعدتها
أمسكت يد ذلك الشخص .. ليسحبها داخل القطار
إلا أنا نتيجة لقوة ذلك الشخص .. اصتدمت بصدره القوي مما جعلها تتألم قليلاُ
إلا أنها نسيت الألم .. بتلك الرائحة التي تنسب إلى من أحبته منذ سبع سنوات
شعره البني .. وعيناه البنية .. وبروده الذي أضفى علىه وساكة غير عادية .. إتسعت عينيها .. لا تصدق .. هل هو أمامها حقاُ ؟!
تغيرت ملامح وجهه الباردة .. لنحل محلها إبتسامته الرائعة والواثقة " ماذا بك يا آنسة ؟! .. هل أعجبتك ؟
فتحت فمها غير مصدقة .. ألا يعرفها ؟؟ .. هل تغير شكلها لهذه الدرجة ؟!
عندما رأى ملامحها .. ضحك بقوة .. والفتياة داخل القطار أصبحوا في حبه عاشقين " أنا لم أنساك .. فأنا لا يمكن أن أنساك .. كيف حالك يوكي .. هل أنتي بخير ؟؟ "
لم تجب .. بل عينيها التي أجابت .. والبكاء هو الكلام .. بكت بحرارة كبيرة في حضنه .. غير مصدقة أنه هو .. بعد غياب دام لسبع سنوات
[/cc]
__________________