عرض مشاركة واحدة
  #63  
قديم 08-19-2014, 01:36 PM
 
[cc=عش مذلولاً طيلة حياتك !]تلك هى المرة الأولى التى أرى بها خيوط الشمس المحاكة بإحكام
ليظهر هذا البساط المضئ فى جميع أنحاء الأرض
لقد كنت أعيش تحت حكم القمر المستبد الذى لا تضاء سمائه إلا بمصابيح خافتة منذ شهور
أو منذ حريق بيتى الصغير الدافئ ذو الخبز اللذيذ !
أجل أتذكر ان امى كانت تصنع ألذ خبز قد عرفه التاريخ !
و لكن أين هى الأن .. أصبحت هى و عائلتى من طيات صفحات الماضى ..
التى كنت أسخر من كونهم موجودين بحياتى ..
دائماً ما كنت ازعم إننى الموجود بحياتهم
و لولا مجيئى لهم بالدواء لكانوا غنتهوا !
و لكنهم قد إنتهوا رغم مجيئى لهم بالدواء
أغمضت عيناى ساخراً و أنا أتذكر حديثى لهم هذا اليوم :
لا أعلم ماذا كنتم ستفعلون لو لم أكن موجوداً ؟
لا أعلم من أين اتيت بتلك القسوة حينها ؟
لقد كنت أسخر من مجرد حديثهم إلىّ و الأن صفيت وحيداً
ليتنى لم أهدر و لو لحظة بسيطة من حياتنا سوياً لــ ..
ماذا يفعل هذا الصغير هنا ؟
حقيقة و لما أهتم لأمره !
و لكن أمره غريب بالفعل ..
لما يصنع حفرة هنا بجوار الحديقة ؟
يبدو إننى لم أتخلى عن عاداتى بعد
لازلت فضولياً كما أنا
تباً ساتأخر عن العمل .. و لازلت مستهتراً أيضاً يال وقحاتى !
إنه اليوم الأول و بالكاد وافقوا علىّ
اوقفت سيارة الأجرة تلك لأركب فى المقاعد الخلفية
فى الحقيقة لم أدقق مع السائق كثيراً و لكن ..
لما تلك السرعة .. إلتفت لكى أخبره بان يتمهل
مـ ماذا ؟ هذا الصغير مجدداً !!
لحظة لا أتذكر إنه ركب أو توقفت السيارة
كيف دخل إذاً ؟
نظر بكل ما تعنيه الكلمة من حقد و كره
قلت بسرعة : سيدى السائق ألست هنا معك لما أركبت هذا ؟
نظر السائق نحوه بحيرة ليقول : لم أركب غيرك سيدى
أشئت بيدى للصغير و قلت بإنفعال و كإننى متهم بشئ ما : هل جننت ها هو يقبع بجانبك
نظر السائق للكرسى الفارغ بجانبه ليقول : لا أحد سيدى
لا أحد ؟ !! إذاً من هذا ؟
نظر له بحقد و إتجه ليجلس فى كرسى السائق
لقد جلس فوقه ! و بدأ يقود بتهور
قلت بخوف : توقف عن هذا .. من أنت ؟
قال الطفل و هو ينظر للطريق بإصرار : من أنا ؟ انا هو أنت ..
لأ أفهم شيئاً قلت بسرعة : إن ذهبنا للمنعطف بتلك السرعة سنموت
قهقه ساخراً : و هذا ما أريده انا و أظن انت .. ألا تريد ان تلحق بعائلتك
عائلتى .. من هذا سأجن !
قال و قد بدأت الدموع تتجمع فى عيناه : أنت الأكثر قسوة فى الوجود .. لهذا يجب ان تموت !
لم أعد أفهم شيئاً ..
لقد أصبحت الرؤية منعدمة و كإنه وضعوا غشائاً من أبسطة القمر فوق عيناى
سمعت همسه الحاقد قائلاً : لقد كانت تتعذب والدتك إختيك كل يومٍ بسببك
أكمل ساخراً : و الأن أنا سأعذبك
لا أستطيع الحديث كل ما أدركه إنها نهايتى .. أجل نهايتى فحسب
سمعت صوته الذى كرهته قائلاً : اتعلم أين سأضعك ؟ سأضعك فى تلك الحفرة فى الحديقة
ضحك قائلاً : لقد رأيتنى أحفر قبرك .. سيعذبونك أقرانى كل دقيقة
أقرانه ؟ هو من الجن صحيح ؟
إختفى الصوت و إختفت الرؤية .. السوداء !
ها أنا فى موقع الحدث
السائق يحاول السيطرة على السيارة و أنا أنظر له بمآساة
خرج ذلك الجنى الصغير من السيارة ليقول هامساً : بماذا ستشعر إن عشت مشلولاً
مشلولاً ؟
سيعذبنى بحق ..
آخر ما أتذكره هو صراخى المزعج
إعتدلت فزعاً من على هذا الفراش الأبيض و باتت الرؤية باهتةً لى
حاولت إدراك الأمر إنها المشفى
لوح لى قائلاً : عش مذلولاً طيلة حياتك !
+
تمت
[/cc]
__________________
كن أنت التغير الذى تريد أن تراه فى العالم ..
كن نور الحق فى عتمة الحياة !
كن عوناً دوماً للناس ..
.
.


التعديل الأخير تم بواسطة ÐâwŜhâ Mèlŵnâ ; 08-19-2014 الساعة 02:01 PM