عرض مشاركة واحدة
  #15  
قديم 08-05-2014, 01:54 AM
 

السلامُ عَلَيكم و رَحمةُ اللهِ و بَرَكاتُه.


سكان المستعمرة الكرام و زواها الأعزاء...


بعد عناءٍ طويل و حرب عظيمة مع عقلي لكي يرضى أن يعطيني بعض أفكاره قرر أخيراً أن يتصدق علي ببعض ما لديه<<<أشتريت الكلام منه بفلوس.bla1


المهم هذا ما خرجتُ به<<<فلوسي ما كفت أكثر من هذا.
هذا ما أعطاني اياه:



كألعادة...و كما أعتادَ أن يَفعلَ يومياً...

دخل ألى الغابة متشابكةُ الأغصانِ كما تتشابكُ أفكارهُ مع بعضها,

بخطواتٍ بطيئةٍ سار في طريقٍ قد خطه عَقلَهُ و حَفِظَهُ على مرِ السنين,

وَصَلَ ألى مكانٍ كان قد أعتادَ الجلوس عنده و البكُاءُ على ما آل اليهِ حالهُ,

جَلَسَ على صخرةٍ كانت تتوسط مساحة دائرية واسعة من أزهار الكاميليا الحمراء و الصفراء و مُحاطً بأشجار التوت و الكَرَزِ,

جلسَ و هو يرتجف من برد الشتاء الذي لا يرحم,

جسده يرتجف برداً و قلبه يرتجف حزناً و ألماً,

نظر الى القبر الذي كان أمامهُ و هو يمعن النظر فيه للمرة المليون و ربما أكثر,

تجمعت الدموع في عينيه و هو يقرأ أسم والدتهُ مكتوب على شاهدة القبر,

رفع رأسهُ الى السماء..كانت مظلمة كما هي عينيه,

هبت عليه رياحٌ باردة جلعت القشعريرة تسري في جدسه المثقل بجراح الماضي و آلآم الحاظر,

تجمعت الغيوم فوقه و بدأت بأنزال أمطارها,

وقف و فتحَ ذراعية مستقبلاً كل قطرة مطر تسقط عليه علَ هذا الماء يغسل همومه و يُزيل بعض مآسيه,

أشتدَ البرد عليه و أرتجفت أوصاله,جثا على ركبتيه و لم يملك على الوقوف من قُدرة,

قَلَبَ بَصَرَهُ حوله ناظراً الى الأشجار المُحيطة به,

أغمض عينيه ليسمع صوت تساقط قطرات المطر في جدول الماء الذي لم يكن عنهُ ببعيد,

سقط على الأرض مُستَلقياً بجانب قبر والدته,

فما من منزل يأويه و لا ملاذاً يلجأ اليه,

لكن رغم كل شيئ الا أنه أبتسم و هو يتذكر نفس هذا الموقف تقريبا قبل سنين طويلة....

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

كانت تلك المرأة مع أبنها ذو السبع سنوات,سائران في شوارع المدينة وسط البرد الثلوج المتساقطة,

ملابسهما رثة,حافيا القدمين و خاويا البطون,

هذا هو حالهم بينما كان الناس في بيوتهم ينعمون بألدفء و الأمان,

سأل أمه بصوت طفولته المبحوح من شدة البرد:أمي أين سنذهب الآن بعد أن طُردنا من بيتنا؟؟

أنحنت هي الى مستواه و مسحت على رأسه مبتسمة له بحنان مجيبة اياه:لا تقلق بُني,سنجد مكان نلجأ اليه.

بدأت السماء تمطر و أزداد تساقط الثلوج فوقهم بغزارة,

أمسكته من يده و دخلت الى الغابة المجاورة و توجهت الى حقل أزهار الكاميليا,

جلست تحت شجرة كبيرة لتحتمي و صغيرها من المطر و الثلج,

نظرت اليه فرأته يرتجف بشدة و قد أزرقت شفتاه برداً,

أخذته في حظنها و غطته بوشاحها و هي تلفه بذراعيها قدر المستطاع كي تعطيه أكبر مقدار من الدفء,

زال عنه البرد في حظنها,تساقطت آلامه,استكان قلبه و ذهب خوفه ليشعر بأمان ما من بعده أمان,

فألنسبة له أمه هي كل شيئ في حياته,أبتسامتها تعطيه أمل في الحياة,

حنانها يساوي الكون بما فيه,

غطَ في نوم عميق و هو لا يعلم بأنه سيفقد كل ما يشعر به الآن,

أستيقظ على فاجعة ألمت به,قلبها توقف عن النبض

أنقطع حنانها و أنتهى دفء احضانها,

صرخ و صرخ بأسمها منادياً, و لكنها ماتت فأنى من مُجيب على صراخه.

~~~~~~~~~~~~~~~~~

أستيقظ من ذكرياته عل صوت البرق يشق طريقه في السماء و ينير الغابة المظلمة,

نظر حوله ليجد نفسه على حاله,جسده مخدر,قلبه مُكَسر.

ما زالت السماء ماطرة كما ينزف قلبهُ دماً.

لم يكن قادراً على النهوض او تحريك جسده,

وضع يديه تحت رأسه متوسداً اياها,

أغمض عينيه و هو يبتسم لأنه و أخيراً سيذهب الى حيث والدته و يتخلص من حياة البؤس هذه,

أنقطع تنفسه,توقف نبض قلبه,

أغمض عينيه تحت المطر,

مودعاً هذه الحياة بسلام.




"أنــتــهــى"



هذا ما استطعت الخروج به ربما ليس على المستوى المطلوب

فما شاء الله الحرب هنا مولعة هههههه

أتمنى الموفقية للجميع<<<لا تصدقو ترى لنفسي فقط.


مع السلامة
__________________
رد مع اقتباس