عرض مشاركة واحدة
  #50  
قديم 08-03-2014, 12:51 PM
 
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:70%;background-image:url('http://www6.0zz0.com/2014/08/03/09/145251246.png');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]بداية الجزء الثاني


# قبل ستة عشر عام #








( الفصل السادس )


صرخات مخللة ببعض أهات ألم , أصوات مطمأنة امتزجت مع دقات قلبه القلق , يجول ذهابا و إيابا في الممرات غير آبه بتلك النظرات المستنكرة , يفصل بينه و بين محبوبته جدار من خشب كأنها قلعة من صلب , لا يحتمل أن يسمع تنهيدة ملل فما بلك بصرخة ألم .
" سيدي الملك أرجوك ارتح قليلا ستخرج الملكة معافاة " هذا ما قاله الوزير محاول أن يهدأ من حركات الملك الذي على شفا أن يفقد هيبته أمام سكان ذلك القصر , لكن لا أحد يستطيع أن يهدأ ذلك القلب الذي لم تخف و لن تخف دقاته إلا بعد أن يراها أمامه , تنطق شفتاها اسمه , كان شعورا بأن مكروها أصابها هو ما أزعجه صباح اليوم , و يأتي خبر موعد ولادتها جعل القلق يتسرب لأوصاله , لو لم يكن ملك لدخل تلك الغرفة و جلس بجوارها محاولا أن يخفف من وطأة الألم على جسدها الضعيف .
قطع شروده تلك الصرخة التي كاد قلبه أن ينزع من جسده , تليها صرخات ناعمة كنعومة ملمسها , صرخة الحياة التي عملت على اعادت روحه من جديد صرخة طفله المنتظر و يا لها من صرخة , كأنها أنغام موسيقية تطرب لها الأذن , كأنها إيقاعات خصصت على أوتار قلبه .
ذلك الشوق تأجج داخل جسده , يريد أن يكسر الحواجز أن يعبر من ذلك الباب الذي وقف بينه و بين عائلته ذلك الشوق الذي لا يكاد أن يسيطر عليه مع كل صرخة تخرج من شفا وريثه .
فتح الباب قليلا لتخرج بضع مساعدات يحمل أعراض ملطخة بدماء عشيقته , قبض قلبه لقد أنساه حلم المستقبل حلم الحاضر , أنساه طفله محبوبة قلبه , لم يعد يسمع أهات ألم , بل لم يسمه تلك التنهيدة التي تدغدغ أذنه لم يعد يسمع أي شيء .
توقف الزمن لديه بدأ الخوف يحتل أركان قلبه , لم يخب لديه ذلك الحس بالخطر , ذلك الحس الذي لطالما حسد عليه و لكنه يتمنى أن يخطأ هذه المرة , لا يحتمل فكرة خسارتها , لا أبدا هو لن يخسرها .
عاد للواقع و رأى الوزير صديقه المقرب يهنئه , ابتسم له تلك الابتسامة التي تخول بين طياتها حزن و أدار الملك وجهه صواب تلك الغرفة على أمل أن يرى ابتسامتها .




[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]