عرض مشاركة واحدة
  #15  
قديم 07-24-2014, 05:23 PM
 
الفصل الثالث من رواية بوابة الحديقة

[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-color:black;border:10px outset green;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]


لم استطع النوم لما اصابني من هلع وكدتُ ان اجن لولا ان طلت امي علي لشعورها باني بأشد الحاجة ليدها الحانية التي امسكها خالي ياسلودي عني بعيدا لأغدو قويا كما يظن!.






واخيرا وجدت السلوى في رحمة والدتي وغمرني حنانها الذي لا مثيل له في الوجود وقالت وهي تنظر لي بإحسان حيث ان غريزة الامومة تغلبت على فلسفة شقيقها المجحفة في حقي ((اراك ضائق البال يا ياكي)) ، خنقتني العبرة وارتميت من فوري بجسدي في حضنها الذي لم يعد يسع لاحتوائي ولم ارد ان اخبرها ولكن ما كنت احتاجه هو وقوفها بجانبي في لحظات الرعب والخوف التي اجتاحتني .

لم تشأ ان تضغط علي بدورها واكتفت بالمسح علي ومباركتي رغم خوفها الذي لمحته في عيناها لانها كانت تعلم بخروجي للحديقة ولم اجرؤ على النظر في عيناها المتأملتان وتجنبت على اثر ذلك النظر فلم ارد ان اروي ما حصل لاني ارغب بزيارتها واكتشاف اسرارها رغم ماحدث!،واذا اخبرتها فستمنعني من مغامراتي في تلك الحديقة الاسطورية التي تحدث خلف بوابتها الحديدية احداث عجيبة كفيلة بتغيير حياة انسان ولم تكن قط مجرد زوبعة تنتهي مع انتهاء الحدث.







وفي اليوم التالي جاء الخال ياسلودي واخذني الى نادي تعلم فنون القتال وقضيت سحابة النهار اتدرب اساسيات هذا الفن الصعب وكنت اصغر افراد المتدربين وعلى عكس ما كنت اتوقع فقد سررت بذلك اشد السرور وللمرة الاولى وجدت الهناء والود اثناء وجودي بمحظر خالي ياسلوي ، حيث عدنا الى المنزل وكانت الشمس تغرق في حمرتها معلنةً وقت الغروب لترحل بسلام وتحل مكانها النجوم ذات البريق العجيب الفاتن وكان القمر يتوسطها مضيفا جمالا فوق جمالها وان كان ناقص وقتها.







تناولنا العشاء المكون من السمك المغلي والخضروات فقد كنا نحن اليابانيين مغرمون بتناول الخضار والسمك مع شراب ماء الورد المخدر ولم يفوتني منظر الخال عندما قام يتراقص بطريقة مثيرة للضحك معبراً عن شدة اعجابة بالاطباق اللذيذة التي اعدتها امي وعاودت اخيرا السعادة منزلنا الدافىء وزالت مخاوفي وحلت مكانها ثقة الخال وحب الام ومرح الصغيرة اوشي.


ولازلت اتذكر كيف كنت اعد العدة لزيارة الحديقة في وقت قريب من طلوع الفجر .





انتظرت الجميع ان ينام ولم آخذ الطعام بل اخذت سكينتي معي تحسبا لاي حسبان ، وكعادتي دلفت الى داخل الفتحة وتذكرت امر حقيبتي حيث نسيتها كما ذكرت وكنت اخطو بحذر شديد واتلفت يمنا ويساراً وارتأيت ان ابحث عنها ووجدتها بعد ان تذكرت انها قد وقعت مني اثناء نزولي من شجرتي الخاصة بتسرع منقطع النظير ، ووجدتها ممزقة تتوسطها بقع من الدماء ورأيت فيها رسالة واضحة لكني لم ازل على عنادي فتركتها واخترت شجرة اخرى لاتابع من فوقها طقوس الحارس برفقة صديقه الشيطان.










اثناء ذهابي لاحد الاشجار سمعت اصوات معذبة لبشر في مكان ما في احد اركان الحديقة القصية وتسارعت نبضات قلبي مع ارتفاع تلك الأصوات وهممت منطلقا لأتسلق الشجرة التي اخترت لأقوم برصد كل سكنة وحركة تحدث في الحديقة.





ولما فعلت قد انتظرت طويلا ارقب ما يحدث وظهر الحارس فجأة يجوس الحديقة ليتأكد من خلوها من أي شيء عدا القطط المتوحشة المسكونة بالأشباح والكلاب الثلاثة التي لا تعرف ان تهدأ وتزعج الآذان بنباحها العالي والمخيف. فلسوء الحظ قد احظر الحارس كلابه التي يسير خلفها ممسكا بالحبال التي تطوق رقابها ، كنت اعلم انه يشك بمراقبة احدهم له ولهذا السبب قد اتى بها الى الحديقة.





لم يكن شيئا ينقص لاضافة الخيفة في الحديقة ومع الاتيان بتلك الكلاب اصبح الخطر ممكنا والجرم قريبا مني . ومع غرقي في سبات تفكيري المتنبئ بشر قد شممت رائحة بشعة وكأنها رائحة جثث !، ومن هنا ارتعدت اساريري ولعبت بي الافكار السوداء وقلت في نفسي انها رائحة الموت في احد الاماكن التي لا يجب ذكر الموت فيها! . ضاق صدري وزاد حنقي لما يحصل من اجرام من قبل الحارس الذي يصطاد ضحاياه ليودي بها بساطوره الغليظ الى الموت المؤلم ليدفنها في بقعة مظلمة لا يقربها النور ويتبارك بها هو وصدقه الشيطان الاحمر الخلقة. قد عقدت العزم على ايجاد حل لكل الغاز الحديقة التي باتت مسرحا لرائحة القتل والغموض ونويت الخروج مسرعا بأقصى سرعتي حتى لا تعود الكلاب قريبة من مكاني كما كانت قبل ذلك ويكون مصيري مثل تلك الفتاة المسكينة. ولما عدت لمنزلي تفاءلت قليلا وقلت عسى ان اكتسب الجرأة وان تعلمني تلك الحديقة الغامضة ليلا ما لا تعلمني اياه الحياة بكاملها!.

[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]

التعديل الأخير تم بواسطة بيلوس. ; 07-24-2014 الساعة 06:18 PM
رد مع اقتباس