07-22-2014, 03:44 PM
|
| |
| الفصل الثاني
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-image:url('http://vb.arabseyes.com/backgrounds/22.gif');border:10px outset green;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]
كان صوت اوشي يصدح عاليا ويصل الى مسامعي حيث اجلس مكضوما في مخدعي عندما اخبرت امي بعدم رغبتي بتناول الغداء معهن ، ولسوء الحظ جاء الخال ياسلودي واراد تناول الغداء مع عائلتي الصغيرة وفجأة سمعت صوت دق على الباب وكان خالي فدلف الى داخل حجرتي وجلس على سريري بجانبي وكنتُ اكاد اموت من فرط الحرج اذا لمح سيل من الدموع يجتاح وجهي وسألني بثبات دون ان يتأثر لحزني وقال ( ما الذي عساه ان يبكيك يا ياكي؟، انني اراك فتى في غاية الهزل واتوق لرؤيتك جسورا مثل الغلمان الآخرين!) لم اجب وكنت اشعر بغصة تتدفق في صدري وتحشرجت كل الآهات داخلي وقلت في انكسار شديد وبصري نحو الارض في خضوع تام ( سأفعل اي شيء يرضيك يا خالي) فأجاب على الفور ( لا، كل ما اريده منك فعل اي شيء يرضي والدتك المحبة ويجلب لها السعادة والهناء) ثم استطرد قائلا واشار لي باصبعه المتين ( انت ولد شرير، لانك دأبت على القاء الشقاء في قلب من تحبك ) لم افهم مقصده ثم شرع يعاتبني على عزلتي وانهى كلامه بعد ان القى علي خطابا في الاخلاق وان الغلمان الاشرار يذهبون الى الجحيم بعد موتهم ، وهنا اجتاحني الرعب وامسكتُ ذراعه بشدة وقلت ( لن اكون فتى شرير . اعدك بذلك) ارتسمت على محياه ابتسامة رضى وقال (عظيم . والآن هيا بنا الى مائدة الطعام ولكن قبل ذلك امسح وجهك من الدموع لكي لايراها احد واعدك باني سأزيل منك ما يقلقك شرط ان تكون متعاون معي ) وذهبنا معا بعد ان فعلت ما قاله ودلفنا الى حجرة الطعام وتناولنا غدائنا . لم يتغيرانطباعي عن خالي حتى بعد محادثته لي في غرفتي ولكن رغم ذلك ادركت انه محق فيما قال ولكنني لم استطع ان اتخلى عن عادتي وهي الخروج في وقت قريب من بزوغ الشمس لتعلن صباحها ، لاسيما وانه يوم الغد اجازة المدرسة . كانت الساعة وقتها الثانية فجراً وخرجت من منزلي بعد تأكدي من نوم الجميع واخذت معي حقيبتي ووضعت بها بعض الفطائر اللذيذة التي اعدتها امي مساء ذلك اليوم وانطلقت مسرعا وتيقنت ان هذا اليوم سيكون مثيرا وكان حدسي صائبا اذ دخلت الفتحة الصغيرة من سور الحديقة والذي لم يكتشف وجودها ذلك الحارس الاحمق لاني كنت اخفيها بالحشائش الكثيرة هناك لكن ثمة شيء يقلقني في نفس الوقت وهو الالم الذي ما زال يلازمني رغم اني شعرت بتحسن صحة ساقي واني اسير عليها بشكل سليم . وبعد ان دخلت وتفقدت المكان توجهت على الفور لشجرتي المفظلة وتسلقتها بعد عناء بسبب ساقي المتورمة تجنبا لحدوث اي مفاجئة غير سارة من قبل الاحمق الذي يحرس حديقة بديعة فائقة الجمال وساحرة في مدينتنا . شعرت بالجوع وتناولت فطيرة المربى وكم طاب لي الاستمتاع هناك غير ان سعادتي لم تلبث ان تختفي بوجود الحارس البغيض بالقرب مني تحت احد الاشجار والذي كان يتفقد المكان كعادته ولكن هذة المرة رأيته يفعل طقوس غريبة ويتمتم بكلمات غير مفهومة ولاح لي في فضاء الحديقة شعاع داكن يميل الى اللون الاسود نزل على ارض الحديقة ليظهر بعد ان اغمضت جفني لوهلة كائنا شديد البشاعة مرعب الخلقة وكان شيطان بهيئة انسان قصير القامة ولمع الرأس لخلوه من الشعر ووجه طويل تتخلله نحافة بالغة وكان احمر الوجه ويسير بخطى ثابتة نحو الحارس ليركع الاخير له على ركبتيه ومع الاسف ذهبا معا بعيدا وكنت اريد ان اعرف اكثر عن حقيقة ما رأيت لكن شجاعتي لم تسعفني وتثبت في مكاني على الشجرة وفي اللحظة التي اعتقدتُ فيها ان احداث اليوم انتهت قد سمعت صوتا باكيا من بعيد يرجع لفتاة بعد ان دققت النظر فيها وكانت تبكي بجزع شديد وظلت تسير حتى اقتربت مني دون ان تشعر وجلست تحت الشجرة التي اجلس فوق غصنها العالي المتين ، قالت بألم ( كم اتمنى الموت ، حياتي قد تحولت الى جحيم ) كنت اخشى ان تحس بوجودي ولكن استغراقها بالنحيب حال دون ذلك الى ان عاد الحارس ومعه الكائن الغريب وابصروا الفتاة الباكية وتوجه الحارس نحوها ووجه لها الضربات القوية حتى سالت دمائها ولم يكتفي بذلك فقد غاب قليلا ثم رجع وبيده ساطور كبير وقد قسم رأسها وهشم باقي جسدها واضحى الشيطان الذي كان يتابع بشغف ما حدث ضاحكا ثم اختفى وشرع الحارس بجر الفتاة الى جهة في احد اطراف الحديقة وكانت هي نفسها التي ذهب لها بصحبة الشيطان . كاد ان يُغمى علي لفرط الرعب الذي تملكني وشهقت فزعا ونزلت مسرعا الى الفتحة التي دخلت منها طلبا للخروج والنجاة من تلك الحديقة التي باتت لغزا مهولا بمن فيها بعد ان كانت احب الاماكن لقلبي وركضت بسرعة قصوى متناسيا الم ساقي ودخلت منزلي ونسيت حقيبتي هناك في الحديقة !. ودثرت نفسي في فراشي ولم انم حتى انبلج الصبح.
ما رايكم بالفصل الثاني وما هو اكثر شيء اعجبكم واثار فضولكم /انتظر ارائكم فهي تهمني وتلهمني فلا تحرموني منها [/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]  |