أسشعر شئ غريب في عينك اليسرى إذا أنظر لها عن قرب .
بعد أن أنهيت كلامي، قوس ظهره و شبك أصابعه، و قد تدلت تلك المنشفة البيضاء التي كانت تجفف رأسه منه، و إلتزم الصمت، لم يتكلم و لو بلكمة واحدة، حتى انني تمنيت لفترة بأنني لن أفتح الموضوع له، لكنه فجأة قابلني، ووضع إصبعه السبابة فوق عينه اليسرى و الابهام أسفلها لكي يسحب الجزئين، ثم وضع إصبعه السبابة الاخرى على بؤبؤ عينه بلطف و أبعد تلك العدسة ذات اللون العسلي المذهب من عينه، نعم عدسة! فظهر لي اخيراً بمظهره الحقيقي، عينه اليمنى العسلية، و عينه اليسرى الزرقاء .
نظرت له بدهشة و أنا أصيح في داخلي قائلة "كما توقعت !".. ليقول لي لوي في تلك اللحظة بإبتسامة خفيفة: لقد كنت أعلم بأنك سوف تعرفين عن هذا الموضوع آجلاً أم عاجلاً، لكن من يتوقع بأنه سوف يكون بهذه السرعة.
فقلت له بإندفاع: ماذا تعني "بهذه السرعة"؟! أنا أعرفك منذ الثانوية و عينك كانت عسلية! هل تعلم كم سنة مرت؟!
فإزدرأت ريقي عندها و إلتقطت أنفاسي، و قلت له: لكم لماذا تقول هذا الكلام؟ عينك جميلة.
ثم سألته: لكن لماذا كنت تخفي عينك اليسرى بعدسة؟
فأجابني: لاشئ مهم سوى أنني عندما كنت في الابتدائية كان الاطفال يخافون مني و يلقبونني بساحر بسبب لون عيني الغريب، لذا في المرحلة المتوسطة بدأت أرتدي العدسات.
فقلت له مغمغمة: أنت، على من تكذب؟ علي ؟
نظر لي بإستغراب من الواضح بأنه تمثيل، لكنني تغاضيت عن هذا الجانب عندما قال لي: ماذا تقصدين؟
فقلت له بثقة: لوي، مثلما أنت تعرفني أنا أعرفك ،أسألك لماذا كنت تخفي عينك طول هذه السنين عني و عن العالم؟
ثم أردفت: لا تقل لي تلك الحجة غير المقنعة التي قلتها قبل قليل! فكارل لا يضع أي عدسات ،حتى لو غضضنا النظر عن كارل! فأنا لن أخاف منك و أنا متأكدة بأنك تعلم هذا الشئ جيداً، حتى لو غضضنا النظر عني ايضا! أنت لا تهتم إن تم تلقيبك بساحر أو ذو الاعين المخيفة أو اياً كان! لذا أخبرني بالسبب الحقيقي .
ما كدت أن أنهي جملتي، حتى رأيت دمعة حارة قد شقت طريقها على خد لوي، في تلك اللحظة نسيت كل شئ ،فهذه أول مرة ارى دمعة تسقط من عينه، و بطبيعة الانسان أن يندهش لشئ يراه للأول مرة، حتى لو كانت دمعة، و من شخص معين لم أكن للأظنه بأنه سوف يبكي أمام العالم حتى أنا ..! ونهاية اقول :- شكرا جزيلا على :- الدعوة ,والبارت الجميييل وفي امان الله تحيــــــــــــــآآآآتـــــي وجـــــــــــــــدااان