الخاطرة تختلف عن الشّعر
كما أنّها ليست قصّة و لا مقالاً"و إن تشابهت و المقال ظاهِريّاً"
و ستطول المقارَنة التفصيليّة بين الخاطِرة و باقي فنون الأدب كلها,
لذا سأكتفي بالحديث عن الخاطرة وحدها,مع ضرب مثال لاحِقاً للتمييز
بين الخاطرة و القصيدة
*
الخاطرة فنٌّ أدبيّ تُصاغ فيها العِبارات ببلاغة و وضوح مع رشاقة وشفافية.
تمتازُ بكثْرة الاستعارات و التّشابيه, و يغلِب عليها الجانب الوجداني على الجانب الفكري .
لا تتقيّد بوَزنٍ أو قافية-كما في الشعر أفقيّاً كان أم عموديّاً حديثاً- ولاتحتاج تفصيلاتٍ أو أدِلّة و براهين,لكنّ ما تحتاجه هو ذكاء الكاتب و شعورُه.
*
بعضُ النّصائح عند كتابة خاطرة:
*اختيار عنوان مُناسب يعكِس الموضوع
*طرح الخاطرة على شكل فقرات متسلسلة: مقدّمة-عرْض-خاتمة
*الإيجاز
*استخدام الرّموز داخل النص لتعطي الدلالة على أشياء من الواقع
*البعد عن التّكلّف, و التزام الصّدق في الشعور
*البعد عن تكرار الكلمات
*عدم السّرد العادي غير الابداعي
*عدم استخدام الكلمات الغريبة الصعبة الفهم
* المُراجَعة والتأكُّد من سلامة الخاطرة لغويّاً ونحويّاً وبلاغيّا
*عدم تناول عدة مواضيع في الخاطرة
*
و كَمثال ,إليكُم جزء من خاطرة بقلم ميخائيل نعيمة:
" بيني وبين الصّخور مودّة لا أستطيع تفسيرَها , ولا تحديدَ الزّمان الذي نشأت فيه ,ولكنْ أحسّها عميقة ووثيقة , بعيدةَ الغَور والقرار, فلعلّها تعود إلى يومِ كنتُ طينةً في يد الله . وكأنّ النّسمة التي جعلتْ من الطّينة إنسانا ما كانت لتزيد تلك المودّة غيرَ تأصُّلٍ وجمالٍ ونقاوة , حتّى أنّها تبلغُ بي في بعض الأحيان درجة الهيام" .
كما تُلاحِظون , لا أبيات شعرية, لا لحن معيّن"وزن"
ولا قافية"تشابُه الحرف أو الحرفين الأخيران من نهاية آخر كلمة في آخر كل جملة"
مثال على الشعر:
أفُقي:
لقد كتمتُ الهوى حتى تهيَّجني ...لاأستطيع لهذا الحـبِّ كِتمانـا
إنّ العيون التي في طرفها حور...قتلْنَنا ثمّ لَـم يُحييـن قتْـلانـا
يصرعن ذا اللب حتى لاحراك به... وهنّ أضعف خلـقِ الله اركانـا
"جَرير"
عمودي:
حديد
لمنْ كلّ هذا الحديدْ؟
لقيدٍ سيُلوى على معصمِِ
وقفل على الباب دون العبيد
وناعورةٍ لاغتراف الدمِ
رصاصٌ
لمنْ كل هذا الرصاصْ؟
لأطفال كورية البائسين
وعُمّال مرسيليا الجائعين
وأبناء بغداد والآخرين
اذا ما أرادوا الخلاص
"السّيّاب"
/
\
/
\
( بصياغتي ,مع الاستعانة بالانترنت لأجل الدّقّة )
أرجو ألا تنسيني من رابط الفقرة التالية