عرض مشاركة واحدة
  #25  
قديم 07-08-2014, 05:40 PM
 
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-image:url('http://im75.gulfup.com/ueW1tj.gif');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]




سمعت أن القلوب تقسو بمرور الزمن حجم حزنها

اذا الحزن هو الشيء الوحيد الذي يولد كبيرا

و أن مرارة الموت تنسحب من الحلوق كما دارت معلقة بالزمن.

ترى الى أي عالم أنتقل فرحي ؟

و هل كان حيا أصلا ليموت ؟

لا أفهم لماذا لا ينعى الناس موتى من هذا النوع

ألأنهم يموتون في أماكن مجهولة فلا يعثرون على جثثهم ؟

هل ميلادهم كان خطأ ليموتوا منبوذين ؟

أتراهم مخلوقات بعيدة عن عالمنا ؟

أيا كانوا ففقيدي يستحق تأبينا

يستحق أن أذرف من أجله الدموع يستحق رمسا بداخلي

و زهورا بمختلف الألوان

حضرت المألم وحدي فلا أريد أن ينفجر الناس سخيرة اذا ما عرفوا ان من مات اليوم هو "فرح"حديث الولادة.

لو كانت الحياة تقاس بالسعادة..فأكتبوا على قبري ماات قبل الولادة

ليرقد هذا الحب الذي اغتيل غدرا بسلام

فيوما ما سيثأر القلب لنفسه

ثأرا ليس أبدا على طريقة الجاهلية بل على نهج المهج الطيبة

بأن يحب بجنون من قتلوه !

و أن يتمنى لهم حياة كريمة




متشبهتان و لكن باختلاف


1925- فرنسا –مدينة ستراسبورغ – قصر عائلة أل بورون- السابعة صباح



ضجيج...ضجيج....هذا كل ما تستطيع سماعه وسط هذه الغرفة التي اجتمعت فيها الخادمات تحضرن لأسياد هذا القصر طعام الفطور...رئيسة الطباخين تصرخ و الأخريات نفذن في صبر متحملات هذه الأوامر و التوبيخات القاسية .



يتحملن هذه الحياة فقط من اجل لقمة العيش ... بعضهم يشعر بالغضب من هذه الحياة و بعضهم راض بها و بعضهم غير مبالي و من بينهم تلك الشقراء التي تعمل هنا , هي خادمة جديدة في القصر و لم تعتد على هذه الحياة في قصر كبير .



و ها هي ذي الأن تتسلم وعاء الحساء في يدها من رئيسة الخدم التي ظلت تقول



ماري...كوني حذرة ... لقد تأخرنا و ليس لدينا زيادة كافية احذري ان توقعيها و ....


قاطعتها ماري لتقول في ثقة

لا عليك لن أسقطها سأوصله في أمان أعرف انه الطبق الرئسي .



انتشلت ماري الطبق من يدي الأخرى و مشت للدرج لكي تأخذ الحساء للأعلى حيث يوجد أسياد القصر...مشت كفراشة لا تقوى على الطيران في مهب ريح عاتية و هي تحمل الوعاء بحذر.



وصلت لغرفة الأكل لتجد هنالك شاب واقفا بجانب الطاولة ....ليس وسيما كثيرا ملامحه عادية...ذو شعر بني طويل بفض الشيء و عينان سوداوتين بشرته بيضاء قلليلا و لكن هو لايملك الوسامة الرجولة.


وضعت الوعاء على الطاولة ليستغل ذلك الشاب الأمر و يقول

ما هذا الجمال ؟...

صمتت....

عندك عينين شابتين

تأففت....

لم تكن تريد سماع كلمات هذا المتشدق فسارعت بالمشي , غير ان كان بانتظارها أدهى و أمر فقد أمسك بيدها و قال بخبث


لماذا ؟...لا داعي للهرب

لم تتحدث فقال

ما أجمل الكحل في عينيك

ردت

لم أكتحل لأجلك

ما أشهى عطرك

ما تعطرت لأنفك الأفطس

اسمعي انا جاد...لما لا تتحدثين معي كجميع الفتيات

ردت مزمجرة كلبؤة ضارة بعد أن طفح الكيل وفاض تنور صبرها

أفلت يدي يا هذا...من تظن نفسك ؟

سحبت يدها بقوة و يا ليتها لم تفعل حينما أرجعت يدها للخلف لمست الوعاء فسقط على الأرض فوق السجادة ليسقط معه قلبها من اثر الصدمة...







1925- فرنسا –مدينة ستراسبورغ – قصر عائلة أل بورون- السابعة و الربع


شعرها الأسود يتطاير في كل اتجاه كأمواج ليل على تضاريس وجهها المرهق...تحاول فتح جفنيها على التبر الذي بدأ يتدحرج في الأفق , بعد أن أعيتها الحيل في العودة للنوم و سرقة غفوة من سلاله الشهية , قد اقتنعت أخيرا عليها النهوض وسحب رأسها الذي خمرته سدى تحت الوسادة.



تجلس متربعة وسط سريرها الحديدي...شرشفها المطرزة حوافه بنفس الخيط الحريري على المخدة يلتف بطريقة فوضوية على ساق غضى , فيما تبقى الأخرى عارية دون عقال .


تثائبت وهي تغطي شفتيها اللوزيتين براحة يدها اليمنى , وقفت من على السرير لتفتح النافذة و يدخل نورها للغرفة المظلمة بسبب إغلاق النوافذ فيها



اتجهت نحو مكتبها لتجد فوق الكرسي ملابسها لهذا اليوم قد جهزت لها و م كان عليها سوى أن ترتديها و تنزل إلى الأسفل لتتناول الفطور مع باقي أفراد عائلتها النبيلة.


لست ثوب من الأعلى ضيق يحاكي جسمها إما من الأسفل فكان فضفاضا لونه احمر و فيه زخرفات سوداء رقبته مطرزة بخيط أسود حريري و كذلك أكمامه التي كانت ضيقة على اليد و فضفاضة من قليلا في منطقة معصم اليد.


خرجت من غرفتها لتتجه نحو غرفة الطعام و هنا كانت المفاجئة...الحساء مسكوب على الأرض و عوز ترتدي ملابس الأغنياء توبخ ماري .و ذلك الخبيث واقفا ينظر لهن بخبث

انزعجت بشدة من هذا المنظر فصرخت قائلة



بالله عليكن ماذا يحدث هنا ؟


لم تستطع أي خادمة الكلام فنطقت تلك الجدة بسرعة

لافينيا هذه الخادمة الجديدة أوقعت الحساء على الأرض فوق سجادة ثمينة



علت ابتسامة ثغرها و قالت

إذا عليكن أولا أن تنظفن المكان فهو لا يليق بنا و أيضا ستنالين عقابك أنت لاحقا


أمسكت بأطراف ثوبها من الأسفل و مشت في تبختر لتجلس على الكرسي كما فعلت تلك العجوز مثلها و جستا في انتظار أن ينظف المكان و يأتي البقية




1925- فرنسا –مدينة ستراسبورغ – قصر عائلة أل بورون- العاشرة صباحا

مر هذا الوقت كالجحيم بالنسبة لماري التي كانت تتلقى الاهانات و التوبيخ طول الوقت , أما تلك العائلة فقد أنهت أكل طعامها بانزعاج من هذا الفطور.



أنهت ماري كل أعمالها لتخرج للحديقة لعلها تنعم ببعض الراحة و لكنها سرعان ما عرفت أن القدر يعاديها و لن ترتاح أبدا في هذا القصر حينما رأت تلك الفتاة التي قابلتها في الصباح كانت ستعود للداخل القصر و لكن أوقفها ذلك الصوت الانوثي حينما ناداها قائلا

انتظري لحظة

حينما استدارت وجدت تلك الفتاة ذهبت إليها لكي تعرف ماذا تريد , اقتربت ماري منها في صمت لتقول الأخرى في حماس

اخبريني هيا لماذا أوقعتي وعاء الحساء ؟

صمتت ماري...

قل مقدار حماس لافينيا قليل لتقول بنفاذ صبر

هيا

قالت ماري بانزعاج و عدم رضا

حسنا سأخبرك , ذلك الشاب هو السبب لقد كان يتحرش بي و عندما قررت الابتعاد لمست الوعاء خطأ ....هذا كل شيء.


نظرت لها لافينيا باعجاب لماري و قالت

إذا أنتي رفضتي ذلك المغرور , أحسنتي يا فتاة لم أرى فتاة مثلك من قبل

ماري لم تكن تفهم شيء عن هذه الافينيا الغريبة فقالت

حسنا ...و لكن لما تقولين لي هذا


ظهرت ملامح الكره على لافينيا و قالت بحقد و هي تضغط على يدها

ذلك الاحمق ... انه يزعجني منذ قدومه للقصر كل همه في هذه الدنيا هو التقرب للفتيات ... أرغب في قتله...


ظهرت ملامح بلهاء على وجه ماري

إذا هكذا الأمر

أمسكت لافينيا بمعصم ماري و سحبتها معها نحو شجرة و جستا تحتها .... لم تستطع ماري إن تفارق لافينيا التي أمسكتها الحديث معها و لم تتركها تذهب للعمل...شيء ما يجمع الفتاتين فكلاهما يكرهان هذه الحياة بقيتا تتحدثان مطولا في امور مختلفة حتى....










انتهى هذا الفصل فأرجوا ان يعجبكم يا اعزائي :ht:

الواجب في الصفحة التالية :ht:

[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]

__________________
[COLOR=black]
[/COLOR]
[CENTER][B][FONT=Traditional Arabic][SIZE=4]دخلت هذا المنتدى مدة قليلا ...[/SIZE][/FONT][/B][/CENTER]
[CENTER][B][FONT=Traditional Arabic][SIZE=4]و لكني تعرفت على أشخاص أحببتهم على الرغم من اننا تعرفنا منذ زمن قصير ... [/SIZE][/FONT][/B][/CENTER]
[CENTER][B][FONT=Traditional Arabic][SIZE=4]ضروف لن تسمح لي بالدخول لمدة طويلة...
في حفظ المولى !
[/SIZE][/FONT][/B][/CENTER]
[B][FONT=Traditional Arabic][SIZE=4][/SIZE][/FONT][/B]

التعديل الأخير تم بواسطة ηιяιηє ; 07-08-2014 الساعة 06:52 PM