عرض مشاركة واحدة
  #13  
قديم 07-05-2014, 09:44 PM
 
ثم مضى في طريقه إلى غرفتها دلف الغرفة ونظر إليها....إلى تلك الفتاة الهزيلة الراقدة على السرير الأبيض......نظر إلى وجهها الشاحب كوجه الأشباح.....إلى عينيها الباردتين اللتين ترويان قصة ألف عذابٍ وعذاب.....إلى شفتيها اللتين تقشّفتا وفقدتا لونهما الوردي.......هل هي إنسان؟!......حقاً من تلك؟!........نصف بشر........أم شبح إنسان........؟
محدِّقةً بالسقف المصنوع من خليط من مواد البناء.......كما ولو أنَّ أحلامها تقتصر على ذلك السقف.......وكأن ذلك هو الحاجز بينها وبين العالم الخارجي.......كما لو أنَّه يد الخنّاق المعتادة على خنق البشر.......كما ولو أنّه السجّان الذي يرفع سوطه بفخرٍ محدثاً ندوباً لن تختفي آثارها مع الزمن.......كما ولو أنّه الجلاد يُشهر سيفه ويهوي به على رقاب المحكوم عليهم بالإعدام دون أن يهتز قيد أنملة........وتسيل الدماء على النِّطع........يتفاخر بعدد من أعدمهم......باختصار إنه الخط الذي ينتهي عنده بصرها ولا مفر......ولكن ما الذي فعلته لتستحق هذا؟!
لماذا سلبوها كل ما تملك......لماذا قتلوا سعادتها.......لماذا سخروا من مشاعرها......لماذا سجنوا معنى حياتها.....
لماذا؟!........لماذا؟!......ألأجل بضع ملايين من الأموال........ألأجل الطوف على دماء الأبرياء.......ألأجل الشهرة الخدّاعة......ألأجل الحيــــاة تحت ستار البراءة.....بينما القلب تعفّن منذ زمن......امتلأ بكل معاني الفظاعة......القتل......البرود.......اللامبالاة.....اللاشعور.....تعفّن....تعفّن....تعفّن....تعــــــ فّن!!
يــــــــــــــــا عالم اسمع.......هل فقد البشر معنى الإنسانيـّــــــــــة!!!
هذا المقطع عندما كتبته في روايتي وأعدت قراءته للتأكد من عدم وجود أخطاء كدت أبكي.....
مقطعاً مؤثر...صحيح؟!
،
،
__________________

رغمَ الزّوالِ فيكَ، لا زلتَ جُرمًا.