عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 06-26-2014, 04:24 PM
 
ابـــن بطـــل الحـــــرب..!

[shfaf2]http://fc04.deviantart.net/fs71/i/2013/142/6/0/last_konoha_by_yonatanjara-d65w4fa.png[/shfaf2]



















~



ابـــن بطـــل الحـــــرب

.
.
.
الرِّيحُ العَاتِيَةُ تَصْفِر .. حامِلةً معَها كلَّ ما تستطيعُ رفْعَهُ من أوراقِ شجرٍ هَجَرتْها الحيَاة , و مـن حصىً ناعمةٍ حُفِرَت عليها آمالُ سكَّانِ القريةِ المعروفَةِ ها هنا .. الَّتي تشهدُ حَرباً طَاحنة ..
فَمَعَ إسدالِ اللَّيلِ سِتارَهُ الأسودَ الحالكَ .. و تلَألُؤِ مصَابيحِهِ عالياً , بدَأَت هدنةٌ عَقَدَتْها "كونوها" مع "المقنع الوغد" كما يُسَمُّونَه ..
حَيث خيَّمَ السُّكونُ و الهُدوءُ على المكان بِرُمَّته , رغم ذلك ! فإن الجوَّ السَّائدَ لا يزالُ يسمَّى جوَّ الحرب ..
فذلكَ الهدوءُ الغريبُ كان أشبَهَ بهدوءِ ما قبلَ العاصفة .. أيّاً كان , فلا أحدَ يثقُ أنَّ طرحَ " المقنع الوغد " أمرَ الهدنةِ يحملُ الخير .. أو حتَّى بصيصَ أملٍ بإنهاءِ عهدِ الدَّمار .. وإزالةِ شبحه ..
ليسَ الأمرُ يَتَمَثَّلُ بضعفِ شينوبي القريةِ بتاتاً ..! و إنّما طولُ أمدِ الحربِ أنهَكَهم , ليسَ جسديَّاً فحسبْ , و إنَّما أثَّرَ عليهم نفسيّاً بشكلٍ كبير ..
فَرائحَةُ الدِّماءِ تَعَشَّقَت في شقوقِ جدرانِ البيوتِ الَّتي لا تزالُ قائِمة ..
بالإضافةِ إلى المَللِ الَّذي سكَـنَ قلوبَ النَّاسِ ممَّا حفظوا من مشاهدَ خرابٍ و يتَامَى حربٍ و مشرَّدينَ ابتلعَتِ الأرضُ بيوتَهم .. حفظوا تلكَ المآسِي عن ظهـرِ قلبٍ ..
و مَن لمْ يكنْ قلْبُهُ قَادِراً على كبحِ هَيَجَانِ حزنِه , فإنَّ حُزنَه استحَالَ إلى عَبَرَاتٍ تشُقُّ طريقَها مـنَ المُقلتَين فالوجنتين ..
هذا كانَ حالُ "كونوها" و أهلِها بعدَ فترةٍ لا تُعتَبَرُ طَويلةُ بكثيرٍ من تَنصِيبِ "ميناتو ناميكازي" كالهوكاجي الرَّابع .!
~~~

.

~~~

.

~~~

.
وَقَفَتْ بعدَ أَنِ اطمئنَّت على ابنها الذي بلغَ الخَمسَةَ أعوامٍ بأنَّهُ نام أَخيراً .. فرغم صِغَرِ سنِّه , إلا أنَّهَا شَعَرَتْ بِصعوبة في الإجابَةِ على أسئِلَته الكثيرة _الأكبر من عمره_ التي لم يتَوانى عن طَرْحِها ..
فتَحَتِ النَّافِذةَ لِتُداهِمَ الرِّياحُ المُسيطرةُ على الجَوِّ منْزِلَها .. فتقومَ بنثْرِ خصلِ شعرِها للوراء ..
ممَّا جعلهَا تضمُّ ابنَها الآخرَ حديثَ العهدِ بالحياةِ إليهَا بشدَّةٍ لتَحميَهُ من براثنِ برودةِ الرياحِ المُقتحِمة ..

أخذَتَ تجولُ ناظرَيها بين الأشجارِ الواقفةِ في حديقةِ البيتِ القديم .. تلك الأشجارُ العتيقةُ ,, يالَ صمودها ! أمامَ الهواء الَّذي افترسَ أوراقَها الهرِمَة .. و وُريقاتِها المتبرعمةِ دونَ تفريقٍ بينهما ..

أحسَّت بِزَخَّاتِ مطرٍ تهطلُ من السَّماء .. قرَّرتِ العودةَ أدراجَها و إغلاقَ النَّافذَة ..
لكنْ فجأةً استوقفَها صوتٌ مفزعٌ و كأنَّ البدر قد وقع ..! أُرفِقَ بسُحُبِ دخانٍ و رمادٍ كثيفة للغاية ..لم تستطع حبات المطر من إجلائه !!

توسعت حدقتاها :
أَلَسنا في هدنةٍ الأن ؟!

استغرقَ الأمرُ بضعَ ثوانٍ حتَّى ترَكَت رضِيعها بجانبِ أخيهِ وخرجَت للتعَرُّف لما حصل ..!
بدأت عيناهَا تتَفحَّصُ بهدوءٍ ما حدث .. مُخْفِيَةً خلفَ رَمشاتِها المتتابعةِ الغيرِ معدودة , ارتجافَ قلبِها ..
اخترقَ
أُذُنَها صوتُ طفلٍ لم يتجاوزِ السَّابعةَ ضحَّى بحَنجُرَته .. :
- أمي لااااا ..

~
~
~


التعديل الأخير تم بواسطة نفر مافي كويس ; 08-10-2015 الساعة 01:33 AM