عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 06-11-2014, 08:40 PM
 
[align=center][tabletext="width:90%;background-color:silver;"][cell="filter:;"][align=center]رحت أجوب الطرقات دون هدى لا اعرف أين اذهب إلا إنني في النهاية
اعتزمت الذهاب إلى احد المقاهي لتناول الغدا على الأقل ومن ثم الجلوس
والتفكير لما حدث لي في الأمس ..وجلست وطلبت .. كان المقهى عامرا بالزبائن
واغلبهم من الشباب .. جلست لتناول الطعام وذهني مشغول تماما ..
فطلبت من احد عمال المقهى ورقة وقلم لأرتب أفكاري .. يجب أن ارتب أفكاري
كما افعل دائما عندما أكون مشوش الذهن .. ورحت اسطر النقاط التالية :
1- لقد بدأ كل شيء بسبب لوحة ( اويجا ) اللعينة هذه ..
يصعب هنا ألا اربط بينها وبين تلك الأشياء الشنيعة التي ظهرت فالأمر يبدو واضح .
2- مصدر هذه اللعبة مجهول ويظهر أن الذي باعها لـ ( سعد )
كان قد سرقها من مكان ما ولم يعرف قيمتها الحقيقية وان خلاصة الكلام
احدهم استخدمها قديما بواسطة السحر للاتصال بالأرواح أو ما شابه ذلك ..
كما اعرف حق المعرفة إن ( اسكتلندا ) وهي المكان الذي اشترى منه
( سعد ) اللعبة تعج بالقلاع التاريخية التي نسجت
حولها قصص الأشباح حتى إن بعض الساخرين اعتبروا الأشباح اسكتلندية الجنسية !!
.. أن ربط السحر بالأمر أمر وارد جدا ..
3- الأشياء المريعة التي ظهرت لي قد تكون أشباح أو .. جن ..
أو شياطين .. لا اعلم بالضبط .. ولن اعرف الإجابة على هذا السؤال أيضا
4- ما سبب انقطاع التيار الكهربائي ؟؟ .... أيضا لا اعلم ..
إلا إنني عرفت فيما بعد أن الأمر قد يكون مرتبطا بالأشباح الضاجة .
5- بدأت اكره ( سعد ) كثيرا وسأنهي علاقتي معه منذ هذه اللحظة .
6- الأمر الأهم من كل ذلك : يجب إن أجد مكانا أبيت فيه اليوم !!
هل تظنون إنني استطيع المبيت في المنزل بعد كل ما رأيت ؟!
لوكانت جدتي ستعود غدا مثلا لقضيت اليوم كله في الشارع ..
أما عودتها لن تكون قبل أسبوع فما الذي سأفعله طول تلك الفترة ؟!
عند النقطة السادسة بالذات كنت أحاول إن اطمئن نفسي بأنني سأجد مخرجا ...
فالشوارع ترحب بمن هم في مثل سني بعد منتصف الليل ..
ووجدت إن أكثر الحلول منطقية هو إن أبيت في احد الفنادق طوال فترة غياب جدتي ..
وارتحت كثيرا لهذه الفكرة فهي بالفعل حلا ً مناسبا .. إنني امتلك المال الكافي
للمبيت في الفندق أسبوعا كاملا .. كما إنني على وشك إن يغمى علي من شدة الإرهاق
.. فانا لم انم سوى ما يعادل الثلاث ساعات تقريبا في اليومين الماضيين ..
كما إن القلق والتوتر والرعب الذي شهدته قد أنهك كل قواي ..
هرعت مسرعا إلى هاتف المقهى .. وطلبت البدالة
للحصول على رقم احد الفنادق فإعطاني موظف البدالة رقم الهاتف ..
فاتصلت ملهوفا بالفندق
.الو . .
مرحبا .. أود إن استئجار غرفة ..
قال لي موظف الاستقبال بلهجة مهذبة :
نتشرف ياسيدي .. كل ما عليك احظارة هو عقد الزواج وحضور الزوجة .. والخ ..
صعقت لهذا القول .. وقلت بضراعة :
ولكن أنا .. غير متزوج وأريد المبيت وحدي .. وسأدفع أي مبلغ تطلبونه .. أرجوك !! ..
ولكن رده كان واضحا :
عفوا سيدي .. ممنوع منعا باتا استضافة الشباب العزب .. وهذا يسري على جميع فنادق
( الكويت ) ..
أقفلت السماعة بوجهه .. فقد اغرورقت عيناي بالدموع من شدة القهر
ليتني لم التق بـ ( سعد ) .. لقد كانت حياتي هادئة بعيدة عن كل هذه الأهوال
قبل إن التقي بهذا الأبله ..
وجدت نفسي فجأة اتصل برقم ( سعد ) دون إن أجد سببا لذلك ..
وإذا به يجيب ببساطة وبصوت يوحي وكأنه نائم أو مسترخيا :
الوووووه
ولم احتمل إن أجدة بهذا الاسترخاء بينما أنا في هذا الجحيم ..
فانفجر البركان من فمي قاذفا حمما كلاميه :
يا أحمق .. يا أغبى مخلوقات الأرض ..
لقد كان يوم لقاؤنا يوما اسود لم تشرق له شمس والاسوء
منه يوم جعلتك تدخل منزلي أنت ولعبتك اللعينة .. هل تعلم مافعلت .. هل .. ؟
فتلعثم بالكلام وتحدث بارتباك شديد .. ثم شرع يسألني عما جرى
لأنه لا يعرف سبب عصبيتي .. وينصحني بان اهدأ ..
لم أرد عليه .. فقد وجدت إنني أقوم بعمل اخرق لا طائل منه ..
لذا قفلت السماعة في وجهه دون إن أخبرة بشيء ..
عدت لأجلس مرة أخرى في المقهى محاولا إن أظل مستيقظا وعالما إن هذا يكاد
يكون مستحيلا شربت أقداح لاحصر لها من القهوة حتى التهبت معدتي ..
ولكن دون جدوى من يستطيع إن يظل مستيقظا لثلاثة ليال متواصلة .
أحاول إن ابحث عن حلا منطقيا .. في البداية فكرت بالسهر حتى شروق الشمس
لأذهب بعدها إلى البيت لأنام .. ومن ثم استيقظ مساء لأخرج ...
فالأهوال التي رأيتها لم تكن تظهر سوى في المساء ؟!
ولكن المشكلة إنني لا استطيع إن أظل مستيقظا ثلاثة أيام متواصلة
إن هذا مستحيل تماما .. إنني بالكاد استطيع إن افتح عيني ألان
فما بالكم في الانتظار يوما أخر .
جلست أفكر بحل أخر .. النوم بالمقاهي ؟! .. غير مسموح به بالطبع ..
ولو فعلت لأيقظني احد العمال ليخبرني بعدم جواز النوم بالمقهى ..
وبعد ثلاث ساعات من التفكير والتوتر .. اتخذت قرار قد يبدو غريبا ..
فقد قررت العودة إلى المنزل !! ... لايوجد حل أخر لدي ؟! ...
اعرف ما سيصيبني ولكن هل لديكم حلا أخر ؟!
أدركت هنا كم إن مقولة : ( النوم سلطان ) صادقة ..
صادقة إلى حد يثير الغيظ .. فالنوم بالفعل سلطان ينحني له أكثر الناس هيبة وقوة ..طلبت بالهاتف سيارة أجرة لتوصلني إلى البيت الذي أصبحت اخشاة أكثر من أي شيء
أخر في هذا العالم .. كنت طوال الطريق أتخيل نفسي كالمحكوم علية بالإعدام
الذاهب إلى حبل المشنقة ولكن فليذهب كل هذا إلى الجحيم أريد إن أنام وليحدث ما يحدث
[/align]
[/cell][/tabletext][/align]

التعديل الأخير تم بواسطة Florisa ; 04-04-2015 الساعة 05:23 AM