عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 06-11-2014, 08:39 PM
 
[align=center][tabletext="width:90%;background-color:silver;"][cell="filter:;"][align=center]ما الذي يحدث هنا ؟!
قلتها بصوت مسموع .. فقد بدا لي انقطاع التيار الكهربائي بهذه الصورة
امراه غريب بالفعل !!
كانت الساعة قد تجاوزت الرابعة والنصف فجرا بقليل ..
حاولت أن أنام لكني لم استطع إطلاقا !!
وقد زارني سعد بعد الظهر ليأخذ لعبته .. ولم انس أن اكذب عليه كذبتي الصغيرة
.. فقد أخبرته إنني لم استطيع قضاء أي وقت معه في الأيام القادمة لارتباطي
ببعض الالتزامات العائلية التي ظهرت على السطح فجأة .. كنت مضطرا للكذب
.. لقد اشتقت كثيرا للوحدة .. ولا أريد صديقا لحوحا يتصل بي يوميا .
سارت الأمور بعدها بشكل عادي .. إلى أن بدأت أخيرا اشعر بالنعاس
في العاشرة والنصف مساء .. فانا لم أذق طعم النوم منذ استيقاظي المبكر جدا
.. حيث أصابني ارق شديد بعد الصوت الذي سمعته قرب باب غرفتي ..
ذهبت إلى الفراش وغبت عن الكون .. و.. كيف عرفتم أن هذا سيحدث ؟! ..
استيقظت بعد اقل من ساعتين لأجد التيار الكهربائي مقطوعا مرة أخرى !! ..
لا يمكن أن تتكرر الصدفة بهذه الصورة .. والمصيبة إن الذي أيقظني
هذه المرة ذلك الصوت نفسه الذي يوحي وكأن احد يصطدم بالباب
بإصرار هادئ مريب !!
لا ادري لماذا شعرت هذه المرة بان الأمر يتجاوز الماديات ..
العرق بدأ ينحدر على جبيني .. والصراع في داخلي قد بلغ الذروة بلحظات ..
قلبي يخفق كالطبل .. ودمي يفور ..
وهنا قررت أن افعل أحمق شيء قد تتصورونه .. نهضت من فراشي لأرى ذلك أو
( الشيء ) الذي يصطدم بالباب !! لم تكن هذه شجاعة مني كما قد يتصور البعض
.. بل هو فضول .. فضول غبي وما إن اتخذت هذا القرار حتى بدأت اشعر
بيدي وكان وزنها قد ازداد وكأنني عاجز عن رفعها بسبب وزنها الثقيل ..
تحركي يا يدي ولكن صوتا في أعماقي كان يصرخ بي :
لا تفعل .. بالله لا تفعل !! .. حاستي السادسة تصرخ مهيبة أن أتراجع ..
لا تلعب بالنار .. فيجيب صوت العقل برأسي :
ولكن ماذا لو تكرر الأمر غدا وبعد غد ؟! .. يجب أن اعرف مصدر هذا الصوت !!
ولكن .. عندما خرجت من الغرفة لم أجد شيئا إطلاقا !! .. هذا غريب ..
كان هناك نور بسيط في الصالة بسبب الشباك الكبير الذي تسلل
إليه نور مصباح الشارع .. تشجعت قليلا وقررت النزول إلى الطابق الارضيى
لأحضر بعض الشموع إلى غرفتي لإ ناره المكان بدلا من هذا الظلام المخيف ..
فقد نسيت أن افعل هذا في الصباح .
شعور غريب ينتابني بأنني مراقب .. الحذر والتوتر يحرق أطراف أصابعي حرقا ..
ولو أن عصفور غرد لوثبت مترين بالهواء ..
ثم حدث شيئا كاد أن يصيبني بسكتة قلبية .... ففي طريقي إلى الدرج للنزول إلى الدور الأرضي .. لمحت خيالا في صالة المنزل .. فوثبت للوراء – برد فعل غريزي –
لأرى القادم .. صحيح أن الرؤية غير واضحة بفعل الظلام .. لكني استطعت أن أرى ..
لقد كان خيال امرأة !!
هل أنا أخرف بفعل الخوف والظلام !! .. لا أنا لا أخرف ولا أتخيل شيئا ..
إنني أرى امرأة عجوز بيضاء الشعر طويلة مسربلة بثوب اسود طويل
تجوب صالة المنزل بهدوء شديد وبحركة انسيابية رشيقة لا تصدر من عجوز ..
بل لا تصدق من إنسان أصلا !! لا يوجد أي نوع من الانبعاج تحت ثوبها يوحي بحركة القدمين ... وكأنها لا تمشي لكنها تمشي إن فهمتم ما اعنيه !!
لم تكن المرأة تبدو وكأنها انتبهت لوجودي ..
تنحنحت لأبدأ الكلام .. فقد انحشرت الحروف في حلقي ..
قلت بصعوبة وأنا ارتجف وأسناني تصطك :
م .. مـ ... مـ .... ماذا تـ ... تفعلين هنا أيتها المرأة .... !!
لم أكمل عبارتي .. فقد التفتت لي ... ورأيت وجهها !! ..
وكدت أصاب بالشلل من هول ما رأيت .. إذ لم أتخيل قط وجها مريعا كهذا ..
أرجو أن تعفوني من وصف وجهها الذي سيظل يؤرق أحلامي ما حييت !! ..
لقد كان وجها بشعا رهيبا لو وصفته لكم لحرمتم من النوم لفترة طويلة ..
يكفي أن تعلموا انه لم يكن في وجهها ما يمت بصلة لوجوه البشر ..
وقبل أن افهم أنا نفسي ما يحدث .. صرخت وصرخت حتى وثبت عيناي من محجريهما
فالذعر الذي غمرني كان أعمق من أي تعقل .. ثم أطلقت ساقي للريح ..
جريت كما لم اجر في حياتي .. نزلت مسرعا إلى الدور الأرضي وكأن شياطين العالم تطاردني .. الردهة .. الظلام الدامس جعلني اصطدم مئات المرات بأشياء مجهولة ..
اصطدمت ساقي بقطعة أثاث حتى كادت أن تتحطم قصبتها .. وسقطت ... ونهضت وأنا اشهق وقلبي يتواثب كالحصان .... أتعثر مرة أخرى .. وانهض ... وأتعثر .. وتفكيري كله قد تبدد .. هرعت إلى باب المنزل .. يا للهول !!
أن الباب موصد والمفتاح في غرفتي .. لقد أصابني هلع افقدني كل قدرة على التركيز ..
لكن ما جدوى التركيز والتفكير المنطقي في ظرف كهذه ؟! ..
رعب وحشني دفعني أن أهشم قبضتي على الباب تهشيما .. اصرخ واصرخ
. . و .. فقدت الوعي !! .
صحوت بعد فترة بدت لي قصيرة والظمأ يحرق حلقي ..
ومن جديد أدرك إنني هنا بالقرب من باب الخروج وان الرعب يقتلني ..
وليته يقتلني فعليا ليريحني .. كانت واحدة من أشنع لحظات حياتي ..
ولو أن أحدكم يعرف علاج يساعدني على نسيان الذكريات المريرة فليساعدني به.
وقفت مشدوها مصدوما ملتصقا بالباب .. لا ادري ما افعل ..
حتى لو ركلت الباب ركلا وملأت الدنيا صراخا فلا اعتقد أن احد من الجيران سينتبه
.... وبينما كنت غارقا في هذا الجو المرعب وملصقا ظهري بباب الخروج
عاجز عن اتخاذ أي رد فعل .. رأيت شيئا أخر جعلني أصاب بشلل لحظي !!
.. خيال رجل جالس في ركن صالة الدور الأرضي !! .. كان وجهه خارج دائرة الضوء
والواقع أن هذا قد أخافني أكثر بكثير مما لو كنت أراه بوضوح .. لان الخيال مخيف
أكثر من الواقع بمراحل ..هنا اتخذت قراري .. فقد تذكرت بأنني لم أشاهد شيء
في غرفتي .. فلأعد إليها .. بدأت لي أنها أكثر أمنا من أي مكان أخر بالمنزل ..
هرعت راكضا إلى غرفتي وفؤادي لا يكف عن الوثب .. لا يكف عن الخفقان بقوة
لم انتبه إلى وجود المرأة العجوز أو أي احد أخر دخلت إلى غرفتي وقفلت الباب
ودسست نفسي تحت الغطاء وأنا الهث بقوة من هول الموقف وسمعت بعد لحظات قليلة
... صوتا جمد الدم بعروقي .. صراخ طويل شنيع منبعث من الدور الأرضي وكأنه قادم من أعماق الجحيم .. كاد قلبي أن يتوقف عن الخفقان ..
بدأت بقراءة أية الكرسي .. شاعر بخوف لا حدود له من تخيل مجرد تخيل شكل
ذلك الشيء الذي يصرخ .. لا يمكن أن تصدقوا مدى الرعب الذي شعرت به
في هذه الليلة مندسا تحت اللحاف متكورا كهر رضيع ابكي وارتجف بقوة
حتى لساني عجز عن ترديد آية قرآنية لقد كان إيماني ضعيفا للأسف ..
تخيلوا إنني ظللت هكذا لأكثر من ثلاث ساعات قبل أن اشعر بنور الشمس الحبيب
يدخل غرفتي على استحياء .. عندها فقط جرؤت على الخروج من تحت اللحاف
ارتديت ثيابي ولم اسم أي شيء غير عادي ولم انس هذه المرة مفتاح باب المنزل
لأهرع بعدها إلى الخارج حيث الفجر والصحبة الآدمية التي بدت لي وكأنها أروع شيء في الكون .لا ادري أين اذهب شعرت بمرارة لا حدود لها .. هل أنا وحيد إلى هذه الدرجة ؟
.. لا يوجد لي أقارب ولا أصدقاء فأنا دائما ما أكون سمجا قليل الكلام معدوم
الدعابة بطيئا في ردود الأفعال .. مما جعلني جديرا بهذا السجن الانفرادي الذي
اخترته لنفسي .. سأطلب من جدتي حين تعود ألا تتركني أبدا مرة أخرى ..
[/align]
[/cell][/tabletext][/align]

التعديل الأخير تم بواسطة Florisa ; 04-04-2015 الساعة 05:22 AM