عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 05-09-2014, 03:37 PM
 
مـ. [ روح باهتــة! ]

[TABLETEXT="width:100%;background-color:black;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]









- - -











إنها الوردة الأخيرة، من الصيف باقية..
وحدها في نضارتها، غضة وزاهية..
وجميع رفيقاتها المليحات ذبلن ومضين!
ليس هناك زهرة من نوعها،
ولا برعم وردة بقربها،
ليعكس احمرار حيائها وخجلها،
أو يبادلها الافتتان بتنهيدة!

إني لن أتركك تذبلين على جذعك، أيتها الوحيدة المنفردة!
الوردات الجميلات نائمات، فاذهبي ومعهن نامي..
وأنا برفق سأنثر أوراقك على الرمال،
حيث ترقد رفيقاتك ميتات،
لا رائحة فيهن ولا شذى!

وقريبا أتبعك، وبسرعة ألحقك!
فعندما تندثر الصداقات والمودات،
وتتساقط الجواهر الثمينة من دائرة المحبة الساطعة المتلألئة،
عندما تجف وتذوي القلوب الصادقة المخلصة،
فمن يحب إذ ذاك أن يسكن هذا العالم القاتم.. وحيدا منفردا!




- - -
-















أيها الإنسان الحر.. ستحب البحر دوما.
فالبحر مرآتك الأزلية،
تتأمل فيها نفسك في انبساط أمواجه اللامتناهية،
وروحك هاوية لا تقل عنه ضجة ومرارة!

ومن دواعي سرورك أحيانا،
أن تغوص في أعماق صورتك فيه،
وتضمها بعينيك وذراعيك،
وقلبك يلهو أحيانا بخفقاته،
مسايرا صخب هذه الشكوى الوحشية المتمردة!

أنتما غامضان لا تبوحان!
يا رجلا لم يستطع أحد سبر أغوار نفسه.
ويا بحرا لم يعرف أحد مقدار ثروته الدفنية.
جمعكما حرصكما على الأسرار،
ومع ذلك، ها أنتما تتصارعان دون شفقة أو هوادة!
فأنتما تعشقان كثيرا.. الموت والمجازر.

تبقيان أيهما المتحاربان الأزليان،
الأخوين اللذين لا يعرفان السكينة أو الهدوء.




- - -
-












افترقنا في صمت ودموع،
وقلبانا حطمتهما الكآبة أو تكاد،
وفصلت بيننا سنوات وسنوات.
امتقعت وجنتاي يومها بصفرة باردة، وكانت قبلتك أشد برودة وفتورا.
وبإخلاص، تلونت تلك الساعة بالحزن والشجن.
أنداء الربيع غمرت جبهتي باردة مقشعرة،
وفيها تسرب ما أشعر به الآن من حذر وانتباه.
كل وعودك هشمت منقوضة، فما أهون وأحقر صيتك!
اسمع اسمك تتناوله الألسن فأقاسمه خزيه وعاره.
يذكرونك أمامي، فتتجاوب في أذني دقات الموت البائسة.
وتغمرني ارتعاشة.
هم وقد تأملوك جيدا لا يعلمون أني عرفتك،
وأني سأندم عليك ندما أعمق من أن أعبر عنه وأفصح.

في السر التقينا،
وفي صمت كئيب مزق فؤادي افترقنا،
فكيف ألقاك؟
كيف أفتش عنك؟
أعلم صبرا.. بذات الشوق الصامت، والدموع.





- - -
-










غدا حال بزوغ الفجر،
وساعة ينشر الضوء بياضه على الأرض، سأرحل!

وأتعلم؟!
على يقين أنا بأنك في انتظاري،
سأسلك طريقنا القديم عبر الغابة،
وسأقصد الجبل،
والثلوج المنهمرة حولي تملأ مسامعي برنين أجراس كوكبية.

يالفتنة هذه الترنيمة،
حين تغرق بالأسى تلك الزوبعة الثلجية!

وأتعلم؟!
لم أعد أستطيع العيش بعيدا عنك!
سأخطو إليك وعيناي مثبتة على أفكاري.
وحيدة وغريبة، بظهر منحني، وأيدي معقودة حزينة.
والنهار عندي أحسبه ليلا!

وفي طريقنا القديم،
لن أدع بصري يعلق بذهب النهار الذي يوشك أن يتساقط،
ولا بتلك الأشباح البوهيمية المحلقة في البعيد.

وعندما أصل أيها العزيز،
سأضع على قبرك، باقة نبتة الإيلكس الخضراء، والزهور البرية التي لطالما أحببتها.



- - -
-


‏‎

هنا أختم مشاركتي في مسابقة الأخت الغالية "رين سما"، التي نالت إعجابي وغمرتني حماسة لأعود إلى عالم الخواطر، هذه كانت بضع خربشات متواضعة
و أتمنى أن تنال استحسانكم، في حفظ المولى



[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT]
__________________
-









أستغفر الله وأتوب اليه عدد ما ذكرهُ الذاكرون
و غفلَّ عن ذكرهُ الغافلون !

رد مع اقتباس