عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 12-11-2007, 12:14 AM
 
سامحني فلقد أخطأت في حقك 100 مرة !!!!

بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
وصلى الله وسلم على النبي الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين


سامحني فلقد أخطأت في حقك 100 مرة !

هذا صديق قديم
بل صديق حميم
لكنه كثير الأخطاء
وافر الهفوات !
كل مرة يُخطئ يعود ليعتذر
ولكنه أكثر الأخطاء
لو عُدّت أخطاؤه لتجاوزت ال 100 خطأ !

وكعادته كرر الخطأ
وجاء يطرق الباب
خرج إليه صديقه لينظر من الطارق
فوجئ بأنه صاحب الهفوات !
كثير الخطأ في حقِّه
ما إن رآه حتى تمعّر وجهه
بل التقت حواجبه !
وتغيّرت تضاريس جبينه !

أنت ؟!

قال : سامحني .. أرجوك سامحني
أعترف أنني أخطأت
فهل سوف تُسامحني
أخذ بيده .. شدّ عليها

ودون جدوى سحب صاحبه يده من يده
وقال : لا فائدة
لن يستقيم أمرنا
لن تستقيم صداقتنا على هذه الأخطاء

لم تُجدِ مَسْكَنته
ولم ينفع توسّله

ناداه : أرجوك
أنا .. وتعلثم
كثير الخطأ
كثير الزلل

أشاح عنه بوجهه
ولكن هذا لا يُحتمل
ولا يُصبر عليه !

وقد صبرت عليك صبر الكرام
ولم يتغير من طبعك شيء
ولم تترك زلاّتك
ولم تعتبر بأخطائك

أخطاؤك كثيرة
وزلاتك لا تُحتمل
وأنت لا يُصبر عليك

فإما أن تترك هذه السلوكيات أو تعيش دون أصدقاء

فما هو موقفك أنت – أخي القارئ – تجاه هذا الصَّدِيق ؟

ما سألتك طالباً الجواب !

ولا أريد الحل

أريدك أنت !

أنا ؟

نعم أنت

قد تقول : وما شأني أنا ؟

أنت يا كثير الخطايا
أنت يا عظيم الخطر
أنت يا كبير الزلل

أنت .. يا من تستكثر من غيرك ما تراه قليلا من نفسك
أنت .. يا من تقع في الخطايا
أنت .. يا من تُكثر الذنوب .. ولا تتوب

أكثر من بشر أن يُخطئ في حق بشر مائة مرة
وليس بكثير منا أن نرتكب الأخطاء بالمئات ؟

وفي حقّ مَنْ ؟

في حق من أسبغ علينا نِعمه ظاهرة وباطنة
في حق من يُصبّحنا بالنِّعم ويُمسينا
في حق من خلقنا ورزقنا ، وكفانا وآوانا

خاطِب نفسك

وأُخاطِب نفسي

أيا نفس

أما آن لك أن تتوبي ؟
الشيخ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم

المصدر

والله من وراء القصد
أخوكم في الله
فارس السنّة
__________________
يقول شيخ الإسلام إبن تيميه (رحمه الله)
في طريق الجنّة لامكان للخائفين وللجُبناء
فتخويفُ أهل الباطل هو من عمل الشيطان
ولن يخافُ من الشيطان إلا أتباعه وأوليائه
ولايخاف من المخلوقين إلا من في قلبه مرض
(( أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِن دُونِهِ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ ))
الزمر : 36
ألا أن سلعة الله غالية ..
ألا ان سلعة الله الجنة !!
رد مع اقتباس