البارت الرابع البارت الرابع :- نظرت لسماء والعرق يتصبب من جبينها شعرها معتدل الطول قد رُفع بفوضوية للأعلى ترتدي ملابس النوم في منتصف الشارع وبيدها حقيبة و كيسًا ، أنزلت ناظرها لمبنى المدرسة المكتظ بالطلاب ، مطلقتًا الهواء من رئتيها وعلامات الرضى والراحة تعلوا وجهها ، وقبل أن تدخل صوت الجرس أصدى في كل أنحاء المبنى جعلها تتوتر ،ومن ثم قامت بالجري لبوابة المدرسة الرئيسية
ـ آريـــــــا صبــ ...
مارتًا آريا بتلك السرعة الهائلة لتجعل الفتاتان يتسألن، لما هي في عجلة من أمرها ؟
مع ذلك وصلت آريا لهدفها .... " دورة مياه الفتيات " فتحت الباب بعنف ودخلت لإحدى المقصورات وبدأت بخلع ثيابها وإرتداء الزي المدرسي
ـ تبــًأ ... لمدرسة ... ترتدي... زي.. مدرسيًــا !
كانت تقولها بمراحل متقطعة ،وعند إغلاقها لزر القميص فتحت باب المقصورة بعجلة و ذهبت نحو المغسلة وناظرت وجهها ، عيناها التي كانت الكحلة قد ساحت منها و هالات سوداء أسفل عيناها، و شعرها المخيف ، أخذت نفسًا عميقًا وبدأت تسرح شعرها بطريقة أنيقة ، غسلت وجهها بالماء والصابون مزيلتًا علامات مواد التجميل ، وقبل أن تضع الكحلة من جديد رن الجرس ، أرجعت قلم الكحلة و بدأت تجري ناحية فصلها بكل سرعة أوتيت بها .
ـ أتعلمين كانت ترتدي ملابس النوم !
قالتها ذات الشعر المجعد وعيناها تنظر للباب بكل حدة تتمعن .
ـ ربمـــا !
تفوهت من جديد ونظرت للأخرى بكل تعجب
ـ ليديــــــــــا
في الآن نفسها صدر صوتهما ، ومن ثم فتح باب الفصل بعنف ، توجهت أنظار الفصل لتلك الفتاة ، شعرها الذي صفف في ذيل فرس و وجهها الأبيض كان حيوي و طفولي ، ملابسها التي أبدت بأنها زي مدرسي ، لم ينقصها سوى السترة ، قد كانت محط الأنظار
ـ مــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاذا
صرخت مثل عادتها ودخلت بكل غضب متوجهة لذلك المقعد بقرب النافذة ، لم تجرأ أي من الفتاتان أن تتكلما لذا التزمتا بالصمت و أنصتن للحصة التي قد بدأت لتو .
...
جلس أمام الحاسوب ينظر لتلك الصورة ، فتاة ترتدي فستان أزرق اللون ومعالم الجمال تكسوها من الأعلى للأسفل وهو يبتسم بكل مكر ناحية الصورة
ـ أدريانا واتسون !
قالها مغلقًا الحاسوب ومن ثم وقف على أقدامه بكل شموخ ، ساد الصمت بالغرفة ومن ثم رن هاتف ، نظر ناحية الصوت ، فقد ارتمى على السرير هاتف في قمة الغلاء والجمال ، توجه ناحيته وأمسكه بيده و رد على المتكلم
ـ جلالتك،لماذا لا يرد على الهاتف ؟
قال المتحدث بكل سخرية والغضب يعوم حول جملته
ـ لست في مزاج للنقاش هاري !
كانت كلماته باردة و عيناه خالية من المشاعر
ـ لما تغيبت عن المدرسة اليوم ؟
ـ لديّ أسبابي
قالها وقد أغلق الخط منهيًا المكالمة ، ومن ثم ألقاه على السرير بلا مبالة ودخل لغرفة أخرى .
...
وقفت مقابلاً للحائط و عيناها ملتصقة بالأرض شمتت في قلبها المعلم مرارًا وتكرارًا ، وعلامات الضحك تعلو وجه كل طالب ، والمعلم الذي كان ينظر لها بطرف عينه ومكملاً الكتابة على السبورة ، لم تكن تلك المدة الطويلة ليرنّ الجرس معلنًا إنهاء الحصة
ـ يمكنكي العودة لمقعدك آنسة بينيت !
قالها المعلم بكل برودة وبيده كتاب كتب عليه " فيزيــــاء "
ـ حسنــــًا أتمنى أن آرى تفاعل من الطلاب في الحصة القادمة غير الآنسة بلآكـ
وخرج بهدوء من الفصل مغلقًا الباب حوله ، مع ذلك كان الفصل هادء يدّون ما كتب على السبورة بكل دقة
ـ أتمنى أن أرى تفاعل ...
قالتها تايلور بنبرة مشابهة لنبرة المعلم ، و الطلاب قهقهوا لمحاولتها الناجحة تلك
ـ فقط لو رأيتك خارج نطاق المدرسة !!
قالتها بتوعد عائدة لمقعدها لتريح أعصابها التالفة ، ابتسمت الفتاة التي جلست بجانبها مخرجة المادة التي تليها .
ـ وأنتي لما تأخرتي ؟
قالتها وهي شبه غاضبة ، التفت الفتاة التي جلست أمامهم وعيناها مرتكزة على آريا
ـ ليديــا دعتني لحفلة أقامتها البارحة و أيضا لم أنشر الزي المدرسي من بعد غسله ، لذا اضطررت أن أرتدي زي الذي اشترته أمي لي قبل البارحة،وتضح أنه في غرفتها لم يتبقى لي وقت لأرتدائه، فوق نومي المتأخر لذا كنت في عجلة من أمري !
أخذت نفسًا عميق بعد أن سردت أحداث الصباح بطريقة مختصرة، ابتسمت تايلور لها و كذلك رينيه وعادوا لوضعهم بمجرد دخول الأستاذ .
__________________ Once you begin you can never stop |