عرض مشاركة واحدة
  #15  
قديم 04-06-2014, 07:29 PM
 
[align=center]

.
.
.


و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

مرحبا عزيزتي .. كيف الحال ؟

احم ...
أظن وصف الأماكن فعلا من أكثر الأشياء ازعاجا و صعوبة ..
قرأت مؤخرا كتابا عن الوصف .. عن كافة أقسامه في الرواية ، الصوت ، الرائحة ، مظهر الشخصيات ، الزمان ، المكان ..
سأخبرك ما فهمت منه باختصار ..


في ‎وصف المكان‎

ربما لا توجد طريقة معينة لإتباعها ، فكل كاتب حر في أسلوبه ..
لكن ثمة بعض القواعد الثابتة ..

*متى يجب أن يتعمق الكاتب في وصف المكان ؟
*و متى يجب أن يمر به بشكل مختصر ؟


(لنقل مثلا أن البطلة ذهبت إلى مطعم فاخر ، لتتناول العشاء)

*لو أن البطلة غنية معتادة مثلا على الذهاب إلى هكذا أماكن ، فليس عليك أن تدققي في الوصف ..
يمكن أن يختصر وصف المطعم على عبارة أو اثنتين على الأكثر ، مثال :

"الإضاءة الخافتة للمطعم الفخم منعتها من تمييز الوجوه الجالسة إلى الطاولات المنسقة على نحو متباعد ،
و حميمية الجو الشاعري الذي يغمر المكان احتضنها من فورها ، هي قصدت هذا المكان بالذات لخصوصيته !"


*أما إذا كانت البطلة فقيرة و ترى مكانا فاخرا لأول مرة ، عندها سيكون على الكاتب أن يفصل أكثر في وصفه ،
قد يبدو ذلك صعبا اعتمادا على الخيال وحده ، لكن يمكن أيضا الاستعانة بصورة لمطعم حقيقي أثناء الوصف ،
إنما ليس إلى درجة إرهاق القارئ بالتفاصيل ،
لتشيري فقط إلى الأشياء التي تدل على الترف ، كشكل الطاولات ، الأرضية و الثريات أو قطع الزينة ، أو مظهر الناس و الزبائن في المكان ، و كذلك الندلاء و العمال ..
و لا تنسي ليكون الوصف في محله مؤثرا أن ترفقيه بمشاعر الشخصية التي تراه .. فبهذه الطريقة ينتقل القارئ إلى الحدث .. لنقل مثالا :

‏"فخامة المكان صدمتها ، و وجدت نفسها منقادة إلى التحديق فيه بإنبهار ... لم يسبق لها و أن رأت مبنى يبدو عليه هذا القدر من معالم الثراء الفاحش و الجمال !
الأرضيات الرخامية اللامعة التي عكست صورتها .. كانت بنفس درجات اللون البني الفخم للجدران ،
و على الطاولات المتفردة الشكل ذوات المقعدين انتشر عدد من الاشخاص بملابس فاخرة أنيقة جعلتها تنكمش على نفسها لسوء الثياب المتواضعة التي ترتدي ..
أعجبتها الموسيقى الدافئة الكلاسيكية التي تنبعث من مكان ما ،
و ارتاحت حقا حين ابتسم النادل النحيل الذي هرع لاستقبالها و صديقها دون أن يبدي أي استنكار لهيئتها الغير لائقة ..
علمت أن منصب صديقها الثري من شأنه أن يسكت أي احتجاج على دخولها هي لمثل هذا المكان ،
كما من شأن التدريب الذي تلقاه هذا النادل أن يجعله يخفي أي تفاجؤ قد يشعر به تحت ابتسامة أنيقة مدروسة !
حتى العمال هنا من نوع فاخر ... كما لو أنه عالم آخر ، فكرت بذلك بينما تلحق به إلى حيث يشير مبتسمة بتوتر لرفيقها !"


هذان مثالان بسيطان فقط عزيزتي عن القاعدة التي تعنى 'بمتى يجب أن نصف بكثافة و متى لا' !
الأمر لا يجب أن يكون بهذه الصعوبة عليك طالما أنك تستطيعين تخيل المكان في رأسك بوضوح ،
فقط استحضري تلك الصورة و عبري عنها بالكلمات ، حتى إن لم تكن مرتبة أول الأمر أكتبيها فقط .. ثم راجعي ما كتبته لتعدلي ما لا يعجبك ،
اقرأي المشهد مرة و اثنان و ثلاثة بعين قارئة ... و إذا كان بوسعك تخيل الصورة التي في كلماتك فعندها يكون وصفك ممتازا تماما !

آسفة إن كنت قد ثرثرت كثيرا .. أردت أن يكون جوابي شاملا ،
أتمنى أني استطعت أن أفيد و لو قليلا .. و إن كان لديك أي استفسار آخر فلا تترددي في طرحه ^^


نورت الصفحة عزيزتي ... و بالتوفيق لك

.
.
.

[/align]
__________________




افتَقِدُني
music4

رد مع اقتباس