عرض مشاركة واحدة
  #118  
قديم 03-07-2014, 11:45 AM
 
Talking



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

Back

/~

مشاعر مبعثرة

المشهد الرابع

استمعت للرنات المنتظمة التي يحدثها جهاز مراقبة النبض , انتقلت عيناي لوجهه الشاحب الذي بدا ان علامات الحياة
بدأت تعطيه وداعها الاخير قبل المغادرة , كانت تعابير وجهه مرتخية كما لو انه مرتاح بطريقة ما بين كل ذاك الالم ..

لم يمضي وقت طويل قبل ان يعلن ارتفاع جفناه عن استيقاظه , حاولت ان اضع ابتسامة على وجهي تمنيت ان لا يكون قد لحظ مدى زيفها ..

سعل قليلاً حاولت اعطاءه الماء الذي ابعده بحركة من يده قبل ان يقول بصوت انهكه المرض بشكل واضح

: لقد كنت احلم بك .

شعرت بعبرة ساخنة تتصاعد داخلي قاومت الدموع وعلقت

: أنت تبتسم , لابد انه كان حلماً جميلاً .

وجه لي احدى نظراته الدافئة التي تغرس الالم في قلبي ثم اردف بنبرة منخفضه عابقة بالمشاعر

: بالطبع احلامي لا تكون جميلة الا بوجودك .

انقبضت ملامح وجهي الماً وانا ارفض الانخراط في البكاء , تصريحه العاطفي جاء رقيقاً و صادقاً بما يكفي لتحطيمي كما العادة , كيف له ان يعشقني بهذا القدر و يرفض قلبي انا ينصاع ويسلم نفسه له , انا اعلم اني ان احببته سأكون اخاطر بكسر قلب مؤكد ولكن حبه كان حقيقياً وقوياً بما يكفي ليستحق المبادلة ..

: اين ذهبتِ ؟ .

اخرجني صوته من الشرود , نظرت اليه ومجدداً جاهدت حتى ارسم ابتسامة اخرى امام عينيه الزرقاء التي تبرق في كل مرة اراه واردفت

: لم اذهب لمكان , اتريد مني ان اقرأ لك ؟ .

جابت عيناه فوق وجهي لفترة طويله ثم قال بشكل بطيء

: لا , ليس اليوم .

نبرته احتوت بحة غريبه اصابتني بالذعر بينما تابع بذات الصوت العميق

: لم تقوليها بعد .

توسعت عيناي بفزع وقد التقطت التلميح لكني ماطلت بادعاء الجهل حين سألت

: لم اقل ماذا ؟ .

اطلق زفرة تهكميه وهو يغمض عيناه

: لم تقولي " احبك " .

كنت اواجه جميع أكاذيبي السابقة الان ولا واحدة منها احتوت على كلمة الحب لطالما اخبرته اني اقدره وانه مميز لدي ولم تكن تلك كذبة ولكنها بدت كذلك في كل مرة كنت انظر الى وجهه و كنت ادرك انه يفهم خطاءً ان كلماتي عنت اني ابادله ذات المشاعر .

ادركت ان وقت اطلاق اكبر كذبة قد حان , كانت جزءاً مؤلماً من نص التمثيلية يتحتم علي قولها
باعدت بين شفتاي كي اشكل الكلمات

: انا ...

قاطعني صوته الساخر الذي احتوى مرارة مبطنة

: الم يعلمك والداك ان الكذب خطاء .

مرت لحظة من الصمت المربك شعرت بها كما لو ان قلبي قد فوت نبضةَ من نبضاته , تابع وهو يبتسم

: لست ممثلة بارعة كما تعتقدين " بري " عيناك شفافتان ليس لهما القدرة على الخداع .

اندفعت الدموع على خداي بعد ان توقفت عن المقاومة , انخفض رأسي وقد فقدت القدرة على مواجهة
الاتهام في عينيه ..

اعلن بعد صمت بدا انه سيطول ابد الدهر

: لطالما علمت .

تصريح صادم اخر ترك عقلي في حالة فوضى تامة

: انت كنت تعلم , اذاً لمَ ..

لم اكمل السؤال حين قاطعني بالإجابة

: اردتك بقربي بشدة , كنت اعلم انك تتألمين وانت تدعين الحب ولكني لم اهتم , لم ارد لذلك ان يستمر طويلاً كما حدث لكني انجرفت معك في ظل الكذب احببت ان تحبيني حتى ولو تمثيلاً , لقد استغللت طيبتك المفرطة و كانت تلك انانية مطلقة " بريانا " و اعتقد ان علي طلب السماح منك .

اعدت ما قال عدة مرات في ذهني , كلامه كان منمقاً يعكس بوضوح مهنته كأحد مشاهير الفن الادبي لطالما كان سلساً مع الكلمات يصف المواقف بوضوح مختصر يوصل من يقرأ كتبه الى حيث يريد دون جهد .

سعل فجأة مسبباً لي الاجفال وقد بدأت الحظ الآن فقط كم انه يبدو منهكاً اكثر من العادة وكرهت معرفة ان حديثنا هو سبب تدهوره , امتدت يدي المرتعشة نحوه قابضة على كفه , اردفت بصراحة مُريحة لأول مرة منذ ان علمت بأمر مرضه , لأن فقط اصبح بإمكاني الحديث معه دون ان البس نبرتي اي مشاعر مدعية .

: ليس لديك ما تطلب السماح لأجله " جول " لا شيء مما جرى يهم الآن , ارجوك فقط ركز على محاربة المرض .
ضغط على يدي في المقابل وهو يرد

: الم تري ان راية الاستسلام قد ارتفعت " بري " , لقد تعبت .

احتجت لعدة ثوان حتى استوعب ما يقول حين ارتفع صوت الاجهزة الطبيبة الموصولة به كنت اشعر بالدوار بدأت بالصراخ طلباً للنجدة اندفعت الممرضات داخل الغرفة نحوه و فجأة اصبحت بعيدة عنه منزوية في احدى الاركان اقف هناك غير اكيدة ان قدماي ستحملانني لفترة اطول , جُررت الى الخارج من قبل الطاقم الطبي التفت الى الوراء نحو فراشه للمرة الاخيرة و راقبت رحيله الموجع بأعين احترقت الدموع داخلها .


/~


لي عودة قريبه

في حفظ الرحمن






__________________
Flames just create us but burns
don't heal like before

التعديل الأخير تم بواسطة Andrya ; 03-08-2014 الساعة 06:55 AM