عرض مشاركة واحدة
  #111  
قديم 02-28-2014, 10:38 AM
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



Back

/~


مشاعر مبعثرة

المشهد الاول

لم استطع فعل شيء لمنع التشنج الذي اعتلي ملامحي والتكهرب الذي بدا واضحاً علي امام نظراته الكهرمانية التي تشتعل املاً , كانت عيناه تحوم حول وجهي الشاحب كما لو انه يحاول تحديد نوع رد فعلي ذو الطبيعة المبهمة جراء اعترافه المصيري ! .

رغم الهدوء الذي امسى عليه الرواق الجامعي نظراً لخلوه الا ان ضجيج صاخب تصاعد داخل اذناي نتيجة التوتر وقد قفزت صورته مباشرة الى افكاري

" خالد " !

حلمي المستحيل الذي ابقى انتظره بصمت ,, ذاك الجزء المكمل لي الذي تمنيت لو لم اكن احتاجه بتلك
الشدة اليائسة ..

كان من اقصى درجات الغباء ان تشرد افكاري اليه الان , خصوصا وانا اعلم اننا لن نتخطى مرحلة المعاملة الرسمية التي تندرج تحت اسم زملاء دراسه ابداً ..

نظرت مجدداً نحو الشاب امامي , كيف استطيع ان احذره من وضع قلبه بين يداي خصوصاً وان كياني قد امتلأ حتى فاض بشخص اخر .

تألمت لأجلي ولأجله مع ادراكي انه بتسليمي قلبه الآن يكون قد وضعه على الحافة بانتظار
تلك الدفعة التي ستقوده للانكسار .


نقلت بصري نحو موضع قدمي وانا ادفع نظاراتي الطبية الى الوراء في حركة لا اراديه اقوم بها اثناء التوتر , حاولت بجهد ترتيب افكاري علي اجد ما اقول بحيث نخرج كلانا من هذا الموقف الشائك بأقل كمية مُمكنة من الالم .

: انني اشعر بالإطراء " حسن " ولكن ..

بترت جملة الرفض الكلاسيكية وانا ارى سكرات الموت تسحب الامل من على محياه وقد اخفض جفناه بخيبة , كنت على وشك ان اذيق احداً ذات كأس العذاب الذي تجرعته مراراً , وعوضاً عن متابعة ما بدأت به وجدت نفسي اكمل بكذبة فارغه ما هي الا تأجيل لمصير محتوم .

: انا احتاج وقتاً للتفكير .

اعاد رفع عينيه الي مجدداً راقبت الراحة التي كست وجهه المعبر وقد رسم ابتسامة متوترة وهو يقحم اصابعه بين خصلات شعره السوداء

: بالطبع

كرر مجدداً بنبرة اكثر استقراراً من الاولى

: بالطبع , خذي ما شئت من الوقت .

قلت بتهور وقد تملكتني رغبة شديدة بالهرب منه ومن الفوضى التي كنت احدثها في حياتي وحياته

: اعذرني , لدي محاضرة الان .

اجاب برزانته المعهودة وقد شابت نبرته حدة تهكمية

: اعلم , نحن نرتاد ذات المحاضرة , هيا لنذهب .

كيف نسيت ذلك ؟! ..

رائع الان لا مجال للتهرب من قضاء وقت اطول برفقته
بدأنا بالسير على طول الرواق , تحركتُ بعصبية وانا اشد كتابي الي احتضنه بقوة كما لو اني ابحث عن مواساة من نوع ما , استرقت نظرة جانية نحوه من خلف زجاج النظارة كان يبتسم بسعادة كما لو ان طلبي للوقت كان تمهيد للموافقة بالنسبة له .

تلوى قلبي بألم وقد بدأ ضميري بجولات تأنيب , بينما ادركت ان الشفقة عليه ستجعل من قول الحقيقة امراً صعباً
صعباً للغاية ..







.

.

.

__________________
Flames just create us but burns
don't heal like before

التعديل الأخير تم بواسطة Andrya ; 02-28-2014 الساعة 06:49 PM