العزله الاجتماعيه

وبحسب الدراسة فإن مدرسة التحليل النفسي ترى أن الشعور بالعزلة يمثل حالة من الكبت للخبرات المحبطة في اللاشعور التي اكتسبت خلال مرحلة الطفولة المبكرة على أثر الفشل في الحصول على الدفء والعلاقات الحميمة مع الآخرين , وإحباط حاجته إلى الانتماء، وهو ما يؤدي إلى أن تتعمق في نفس الفرد خبرة الوحدة النفسية والتي تعود إلى الظهور في مرحلتي المراهقة والرشد..
ويؤكد أصحاب النظريات النفسية والاجتماعية على أن اضطراب علاقات الفرد الاجتماعية يبدأ من طفولته، حيث يكون شعور الفرد بالعزلة عائدا إلى إساءة الوالدين له في طفولته أو حرمانه من الحب والعطف والتشجيع مما يؤدي إلى شعوره بالنقص نظراً لافتقاره إلى عامل الشعور الاجتماعي السليم، كما أنه يعود إلى زيادة حرمان الفرد في طفولته من إشباع حاجته للحب والأمن والرعاية من الكبار مما يؤدي إلى اضطراب علاقاته الشخصية المتبادلة، فالفرد حين يخفق في محاولاته للحصول على الدفء والعلاقات المشبعة مع الآخرين فإنه يعزل نفسه عنهم ويرفض أن يربط نفسه بهم ويتحرك بعيداً عنهم.


كما أن مدى ما يشعر به الفرد من وحدة وانعزال عن الآخرين وابتعاد عنهم وتجنب لهم، وانخفاض معدل التواصل معهم، واضطراب علاقته بهم، وقلة عدد معارفه، وعدم وجود أصدقاء حقيقيين حميمين له، ومن ثم ضعف شبكة العلاقات الاجتماعية التي ينتمي إليها


أسباب العزلة الاجتماعية

أسباب تتعلق بالفرد.

.الخجل
الحساسية الزائدة
ضعف الثقة بالنفس
الخوف من المواقف الاجتماعية
.معاناة الفرد من بعض العيوب الخلقية.




اسباب تتعلق بالبيئة الخارجية.


.عوامل أسرية: كعدم تفهم الوالدين لرغبات وحاجات الفرد.
.جماعة الأقران: عدم تقبل الأقران قد يخلق لدى الفرد نبذا مما يؤدي إلى عدم تقبله لذاته.
.عوامل أخرى مثل تلقي النقد والتوبيخ من الآخرين وربما السخرية.



العزلة الاجتماعية عند الاطفال :



العزلة الاجتماعية هي شكل متطرف من الاضطراب في علاقات الفرد مع الآخرين، حيث ينفصل الطفل عن رفاقه ويبقى منفرداً معظم الوقت ولا يشارك أقرانه بالنشاطات الاجتماعية المختلفة.
والعزلة الاجتماعية ترتبط ارتباطاً قوياً بمشكلات أخرى مثل الصعوبات المدرسية وسوء تكيف الشخصية والمشكلات الانفعالية في مرحلة الرشد، كما أن معظم الأشخاص المنعزلون لا يتعلمون قيم الآخرين ولا يكونون قادرين على مشاركتهم أرائهم الخاصة، ومن الضروري أن يكون الطفل قادراً على الانتماء إلى مجموعة من الرفاق في عمر 12 سنة والا فإنه سيبقى منعزلاً طوال فترة دراسته وربما لفترات طويلة لاحقة.


أسباب العزلة الاجتماعية تتمثل في:



1.الخوف من الآخرين:
هو سبب قوي للوحدة والانعزال ويؤدي إلى الرغبة في الهرب من المشاعر السلبية عن طريق تجنب الآخرين كما أن الخبرات المبكرة مع الأخوة والرفاق يمكن أن تؤثر على شكل التفاعل الاجتماعي في المستقبل.

2.نقص المهارات الاجتماعية:
تتمثل في عدم تدريب الأطفال على الطرق اللازمة لإقامة الصداقات والمحافظة عليها وعدم تدريبهم على تقديم الأفكار حول الألعاب وغيرها حيث لا يعرف بعض الأطفال كيف يقيمون علاقات اجتماعية مع الآخرين مما يساعد في حدوث العزلة لديهم.

3.رفض الوالدين للأصدقاء:
والسبب في ذلك يعود إلى توقعات سلبية لدى الوالدين من صداقات أطفالهما حيث يعتقدون أنهم ليسو جيدين بما فيه الكفاية ويؤدي هذا الرفض إلى عدم تشجيع الرفاق على مصاحبة الطفل لأنهم يشعرون بأنهم غير مرغوبٍ بهم من قبل الأبوين، ولهذا تصبح العزلة هي النتيجة المتوقعة لهذا الموقف.



طرق الوقاية من العزلة الاجتماعية:



1.الخبرات الاجتماعية المبكرة وتتمثل في:
الإشراف على الأطفال وهم يلعبون مما يشعرهم بالأمن أثناء اللعب وتجنيبهم الخبرات السلبية مثل الخوف، الإحراج،و تجنب الآخرين كما أن مشاركة الوالدين لمجموعات الأطفال تساعد على تنمية المشاركة لديهم وأخذ الأدوار والتعاون كما يجب تدريب الأطفال على الاختلاط بغيرهم وتعزيز الشعور لديهم بالارتياح أثناء وجودهم مع مجموعات كبيرة.

2.تقديم نماذج من خلال التمثيل:
يجب أن تبين لأطفالك من خلال التمثيل أو الحديث ما هي التصرفات الاجتماعية السلبية وتدربهم على كيف يمكن أن يكونوا أعضاء مهمين وفاعلين في الجماعة مثل إخبارهم بأن الأطفال المحبوبين كرماء ... مشاركون ... ولديهم احترام للآخرين ... ومتعاونون مرحين يستأذنون من الآخرين قبل استخدامهم أشيائهم كما يجب تعويدهم على التعاون والعطاء والمشاركة في المناسبات العامة.

3.تنمية الثقة بالنفس وذلك من خلال:
إشعار الطفل بالكفاءة وبأنه آمن نسبيا وتنمية المهارات الرياضية لديه لأن الرياضي اجتماعي بطبعه , ومن ثم تشجيعه على الاهتمام بهواية أو أكثر من خلال ملاحظة هواياته ومهاراته واهتماماته وتقديم الهدايا التي يمكن أن تطور من ميوله واهتماماته.


الأساليب الإرشادية لعلاج مشكلة العزلة الاجتماعية:



* مكافأة أي شكل من أشكال التفاعل الاجتماعي مع مراعاة الآتي:
عدم توجيه النقد للطفل بسب عزلته الاجتماعية ومدحه ومكافأته عندما يتحدث مع الآخرين أو يوجه الأسئلة لهم أو عندما يلعب مع الآخرين أو يحضر فلم هادف أو مشاهدة مباراة أو حضور صور متحركة بوجود أشخاص آخرين ومن ثم تعويد الطفل على أن يدرس ويأكل ويلعب مع أخوته.