العلماء يحاولون دراسة الأمواج العميقة ويقولون إنها أعنف وأقوى بكثير من الأمواج السطحية.
صورة بالقمر الصناعي لمنطقة من المحيط وتظهر الأمواج الداخلية على الجانب اليسار على شكل خطوط نصف دائرية.
ويقول العلماء إن قاع البحر يتميز بوجود تضاريس خاصة عبارة عن وديان وجبال وممرات ضيقة وحفر ونتوءات... كل هذه التضاريس يمر خلالها ماء البحر مولداً أمواجاً هائلة. ومن الصعب جداً التواجد في بيئة مضطربة عميقة ومظلمة كهذه بسبب الضغط الكبير والأمواج الهائلة giant waves
صورة بالقمر الصناعي نرى فيها الأمواج الداخلية في المحيط الهندي Indian Ocean والخطوط الطويلة هي الأمواج الداخلية ونرى انعكاسها على سطح الماء بسبب تأثيرها على حركة الأمواج السطحية (الأمواج العميقة أثقل من الأمواج السطحية لذلك تدفعها وتؤثر عليها) فتظهر هذه الخطوط الطويلة وتبدو في الصورة خطوط صغيرة جداً هي الأمواج السطحية على وجه الماء والتي نراها مباشرة.
صورة لمنطقة مضيق جبل طارق بين المغرب وإسبانيا، حيث تتدفق مياه المحيط إلى داخل البحر الأبيض المتوسط عبر هذا المضيق. وبنتيجة القياسات تبين أن هناك اختلافاً بين ماء البحر وماء المحيط. لكل منهما كثافة ودرجة ملوحة مختلفة، وأثناء امتزاج هذا الماء مع ذاك تحدث عملية خلط مستمر واضطرابات عميقة بسبب مرج واختلاط ماء المحيط مع ماء البحر، وهذه المنطقة تبدو فضية اللون بسبب انعكاس أشعة الشمس عليها بشكل مختلف عن البحر (على الجانب الشرقي).
طبعاً هذه الصورة تُظهر منطقة البرزخ بين البحرين والتي أخبر عنها القرآن في آية كريمة: (مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ (19) بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَا يَبْغِيَانِ) [الرحمن: 19-20]. حيث نرى بشكل واضح منطقة البرزخ والتي تمتد لعشرات الكليومترات (باللون الفضي) وفي نهاية هذه المنطقة (على اليمين) نرى الأمواج العميقة (الخطوط النصف دائرية على اليمين).
هذه صورة بالكمبيوتر لقاع المحيط ونرى فيه الأمواج بلون أخضر وأصفر ويبلغ ارتفاعها طول ناطحة سحاب (300 متر) وهي أمواج عنيفة جداً وتغطي منطقة مظلمة جداً من أعماق المحيط.
القرآن والإعجاز في عالم البحار
قال تعالى: (أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ) [النور: 40].
معجزات الآية الكريمة:
1- تحدثت الآية عن ظلمات في أعماق البحار، وهذه الحقيقة لم تكن معروفة من قبل حيث لم يكن بإمكان الإنسان النزول لأكثر من (10-20) متراً... لأن الضغط يتضاعف كل عشرة أمتار وبالتالي لا يمكن للإنسان تحمل ذلك الضغط على أعماق كبيرة وبالتالي لا يمكنه التنبؤ بوجود ظلمات في أعماق المحيط.
2- تحدثت الآية عن (بَحْرٍ لُجِّيٍّ) هذا البحر يغشاه الموج ومن ثم موج آخر. وكأن لدينا بحر في الأعماق يختلف عن البحر الذي نعرفه ونراه. وبالفعل هذا ما ثبت علمياً حيث يؤكد العلماء أن المياه الموجودة تحت الأمواج العميقة تختلف كلياً عن المياه الموجودة فوق الأمواج!
فقد وجد العلماء أثناء دراسة الأعماق أن المياه العميقة تكون باردة وأكثر كثافة وأكثر ملوحة، وتختلط مع المياه الدافئة في الأعلى والتي تكون أقل كثافة وأقل ملوحة وبالتالي يحدث ما يسمى بالجريان المضطرب والذي بنتيجته تتشكل أمواج عنيفة جداً .
3- إن تشبيه أعمال الكافر مرة بالسراب ومرة بالبحر اللجي فيه إعجاز مذهل، فالنص القرآني بدأ بقوله تعالى: (وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآَنُ مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا وَوَجَدَ اللَّهَ عِنْدَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ) [النور: 39].
ولا نملك إلا أن نقول سبحان الله!
منقـــــــول