عرض مشاركة واحدة
  #11  
قديم 02-10-2014, 01:47 PM
 
***عاصفة ما بعد الهدوء***

..

..

استيقظت يارا في ساعة مبكرة من الصباح...

جلست في سريرها صامتة وهي تنظر إلى السقف، كأنها تفكر. لكنها لم تكن تفكر!!

فقد كان ذهنها خال من علامات أي حياة... فكما يبدو فهي لم تستيقظ بعد!!

لم يمض الكثير من الوقت... حتى تثاءبت بحدة... وتمطت على سريرها...

ثم غادرته مسرعة...

دخلت إلى الحمام، اغتسلت، ثم ارتدت الزي المدرسي...

لم تتناول إفطارها... فقد كانت في عجلة من أمرها...


استقلت سيارة أجرة... وأمرت السائق بالذهاب إلى مكان ما...

لكنه بالتأكيد لم يكن المدرسة!!

انعطفت السيارة يمنة... ثم سارت في خط مستقيم... لتتوقف بعدها أمام مكان –أصبح كأنه منزل يارا الثاني-... إنها المقبرة!!

نزلت بهدوء... وقد طلبت من السائق أن ينتظرها –فهي لا تنوي البقاء أكثر من عشر دقائق-...

أومأ بهدوء أن "نعم".. فأجابت بابتسامة صفراء ممتنة...

ثم استدارت بخطوات بطيئة... وأخذت تجر قدميها إلى أن وصلت إلى "قبر هيرو"...

وقفت تنظر إليه... تنظر إلى المكان الذي يرقد فيه أحب شخص إلى قلبها!!

أي أنه بالقرب منها... لكنها لا تستطيع رؤيته... ولا تستطيع التحدث إليه...

ولشدة استغرابها، فإن دموعها لم تخنها كما اعتادت أن تفعل...

بل إنها لم تحس برغبة في البكاء... لم تعلم ما السبب...

فقد اعتادت دموعها أن تنهمر بمجرد رؤيتها اسم هيرو المنقوش على الحجر...

لكن ما الأمر؟؟ مالذي تغير الآن؟؟

هل خمد حزنها؟؟ هل غاب حنينها إليه؟؟

إذا كان هذا ما قد حدث!! فلماذا؟؟

كل هذه الأسئلة تهاطلت على عقل يارا كأنها وابل من السيوف مزقت أفكارها...

حتى أنها زحزحت ثقتها بحبها لهيرو...

أيمكن أن تكون نار حبها له قد انطفأت؟؟

وهذه المرة... فقد بكت... بكت لفكرة أنها لم تعد تحبه...

فهي لن تحتمل هذا...

كفكفت دموعها بارتباك... ثم هزت رأسها بهدوء... وهي تقول: هذا غير صحيح... كل ما في الأمر أن ما تعرضت له البارحة قد أثر علي!! أنا واثقة من ذلك... الحادث... ورغبة والدي في تخليّ عن هيرو... وذلك الشخص... "لويس"

وما أن نطقت اسم لويس... حتى سمعت صوت تكسر غصن آت من خلف إحدى الأشجار...

إنها تلك الشجرة... قبل يومين!!

هذه المرة لن تسمح لمن يراقبها أن يهرب...!!

وما أن اتخذت قرارها... حتى رأت شبح شخص يركض هاربا منها...

أخذت تركض وراءه... لكنها بدت أبطء منه سرعة...

ورغم ذلك... لم تستسلم... عليها معرفة من هو... ولماذا يراقبها!!

أخذت تصيح –وهي تركض وراءه-: توقف!! من أنت؟؟ قلت لك توقف!!

لكن صياحها لم تكن له نتيجة محمودة...

فقررت التوقف...

..

..

أحس بيتر بشيء يدغدغه...

فتح عينيه مرغما... فقد وصل إلى بيته في ساعة متأخرة من الليل...

لذا لم ينل القسط الوافي من الراحة...

لمس وجنته... فأحس بمادة لزجة تغطيها... لذا عرف من هو هذا المزعج...

فقال –وهو يتنهد بملل-: "دودو" ما هذا؟؟

لكن الكلب أجابه بنباح عال، كأنه يرحب بعودته...

ابتسم بلطف... ومسح على رأسه رفيقه...

ثم قام ليغسل وجهه... فهو لم يعد يستطيع تحمل هذا اللعاب على خده!!




يتبع
__________________
...
لا استطيع الرد على الدعوات فلا تحرجوني ارجوكم..
رد مع اقتباس