عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 02-10-2014, 01:35 PM
 
البارت الرابع

***حياة هادئة... لكن إلى متى؟؟***
..

..
خرج جاك للعشاء مع سيما –التي أصبحت خطيبته منذ شهر-...
كان يحاول جاهدا أن يمنحها كل الاهتمام الذي تنشده... وقد وُفق تماما في ذلك...
أحس في الفترة الأخيرة أنه يقصر في حقها –خاصة بسبب اختلاف دوامه في الجامعة مع أوقات فراغها... ومع ارتباطاته الجديدة بعد الانضمام إلى والده وعمه في إدارة الشركة-...
ومع ذلك... أقر في نفسه أنها لم تتذمر يوما... فهي مع ذلك تحترمه... ولا تخالفه في شيء يرغبه...
لقد هنأ نفسه مرارا وتكرارا لحصوله على خطيبة مثلها...
أخرجته سيما من بحيرة أفكاره... بقولها: ما الأمر؟؟ أهناك ما يزعجك؟؟ إذا كان الأمر كذلك... فلنغادر...
نظر نحوها بتمعن... ثم قال بابتسامة: لا داعي لذلك... فأنا بأحسن حال...
قطبت سيما... وقالت بهدوء: أظن أن العمل والدراسة أمران متعبان... خاصة إذا اجتمعا...
أمسك يدها بحنان... وربت عليها... وقال: شكرا لأنك متفهمة...
وما أن أنهي كلامه... حتى سُمع رنين هاتف...
بحث في جيبه عن هاتفه.... ثم أخرجه... لكنه استنتج أنه ليس رنين هاتفه...
نظر نحو خطيبته... فشرعت تبحث عن الهاتف في حقيبتها...
أخرجته... ثم ضغطت على زر القبول وقالت بمرح: أهلا كيفن!!
فرد كيفن بلهجة رسمية... خالجها بعض المرح: أعتذر إذا كنت قد قطعت عليك شيئا مهما...
فقالت بهدوء: لا يهم...
ثم واصلت بإحباط عفوي: أتعني أن سهرتي قد انتهت؟؟
فأجابها بجدية عملية: تماما... التحقي حالا بصفوف العملاء المغادرين إلى الصين...
فقالت بحيرة: الصين؟؟ وماذا سأفعل هناك...؟؟
فواصل –كأنه لم يسمع سؤالها-: لم يعد هناك وقت... ستغادرين على تمام منتصف الليل....
فقالت محتجة: أنت لم تعلمني...
فأردف: أعتذر... أمر طارئ... وليس هناك وقت للشرح... لذا أسرعي!!

أنهت الاتصال... ووقفت وهي تقول: أظنك علمت أن لدي عملا مستعجلا...
هز رأسه بهدوء... وقال وهو يقف بدوره: حظا موفقا...
أحست سيما بالإحباط والأسف لوداعه البسيط...
بينما أحس جاك أن عليه أن يوافق على كل ما تقوله... دون أن يبدي احتجاجا...
..
..
أخذت هاناي تضرع غرفتها ذهابا وإيابا...
وهي تردد: أين يمكن أن تكون؟؟ لا مكان لها تلتجئ إليه غير الفنادق...
تنهدت وواصلت: لكنها أذكى من ذلك... فهي تعلم أن والداها سيبحثان عنها هناك... ثم... ما الذي حدث بالضبط...؟؟ فهذه المرة الأولى التي تغيب فيها عن البيت دون سابق إنذار...
جلست على السرير باستسلام وقالت: أنا أستسلم... لن أخمن أبدا ما تفكر به متهورة مثلها... ليت هيرو كان هنا ليتحكم في تصرفاتها... فما كان بإمكان أحد مجاراتها غيره...
نظرت إلى هاتفها –المرميّ بعشوائية على السرير-... ثم التقطته بسرعة...
وقررت أن تتصل به...
..
..
فتح بيتر باب شقته... وهو يتحدث على الهاتف...
وقال: لا عليك يا هاناي... إنها متهورة لكن ليس إلى هذه الدرجة... ستكون بخير...
تنهدت هاناي وقالت: أرجو ذلك...
لم يواصل بيتر الحديث... بل شهق فزعا...
وخيم الصمت –إثر ذلك على المكان-... فقالت هاناي بقلق: بيتر؟؟ ألازلت معي؟؟ هل حدث شيء ما؟؟
انتبه بيتر لكلام صديقته... فقال: لا عليك... أنا بخير... علي أن أسرع وإلا سأتأخر...
ابتسمت هاناي... وقالت –بنبرة يزاولها الشك-: لا بأس... ولا تنس أن تتصل بي عندما تصل...
أنهى الاتصال بعد أن ودعها... ثم وجه نظره إلى تلك الفتاة الشقراء التي تقف مبتسمة أمامه...

اقترب منها... وقال باستغراب: ماذا تفعلين هنا؟؟
استقامت يارا في وقفتها –بعد كانت متكئة على الجدار-... وقالت مازحة: أظنك علمت أنني مطلوبة للعدالة... لذا أنا هنا لأختبئ...
تنهد بملل وأجاب: كان علي أن أعلم أنك ستلجئين إلي... لا بأس... تستطيعين البقاء في شقتي إذا كان هذا ما تريدينه... ولكن...
فقاطعته بسرعة: شكرا لك... أنت أروع صديق في العالم...
قطب محتجا... ثم واصل: إياك أن توقعيني في المشاكل.. أنا سأسمح لك بالبقاء هنا لفترة معينة على مضض... لذا لا داعي لأن تورطيني...
ابتسمت... وقالت: لا عليك... لن أفعل ذلك...
تنهد بملل... واستأنف: أرجح أن عقلك طار مع طيران قلبك... لذا لن أستغرب ما قد تفعلينه...
أعطاها المفاتيح... ثم ابتعد وهو يقول: علي أن أسرع...
نظرت إلى الحقيبة التي يحملها...
أومأت ثم قالت: أهذا كل ما ستأخذه معك؟؟ إنها حقيبة صغيرة!!
ابتسم بهدوء وأردف: لدي كل ما أحتاجه هناك... فذلك هو منزلي...
..
..
دخلت يارا إلى الشقة الفسيحة... وأجالت بصرها في جميع أرجائها...
ثم قالت –وقد رسمت على شفتيها ابتسامة عريضة-: يبدو أنه لم يغير في الشقة شيئا... فهي لا تزال على الحال الذي كانت عليه منذ أربع سنوات... أو ربما أكثر...
تذكرت المرة الأولى التي عرفت فيها بيتر... وابتسمت لهذه الذكرى...

كان ذلك أول يوم لها في المدرسة الإعدادية...
لم تكن جيدة في تكوين صداقات مع زملائها... كما كانت انطوائية...
وصديقتها الوحيدة... كانت هاناي... ابنة عمها...
ولم تستطع هاناي مساعدتها في الحصول على أصدقاء...
فيارا تقول أنهم منافقون... وافقوا على صداقتها لأنها فتاة غنية لا أكثر...

جلست هاناي داخل صفها بهدوء... فدخل أستاذ الانجليزية... ومعه شاب في العشرين... أو ربما التاسعة عشرة من عمره...
..
..
***يتبع***


__________________
...
لا استطيع الرد على الدعوات فلا تحرجوني ارجوكم..
رد مع اقتباس