عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 02-09-2014, 03:32 PM
 
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:90%;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/06_02_14139166978971251.jpg');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]

{.. الفصل الـأول ~ فـِرآق بآرد ولِـقآء رَطـب /

سماء سوداء إمتلئت بغيوم ليلكية إعتادت تغطية الأرض صخرية الملمس بنفسجية اللون ،
جوٌ عاصف شديد .. تمشت هي وسطه بغير رغبة ، في خيالها غرفتها التي باتت تحبها الآن ،
إرتدت معطفًا رماديًا غطت بقلنسوته شعرها الأسود الحالك والطويل ،
يتجلى عن وجهها الأنثوي ذا الملامح الأنثوية مع هبات الهواء الشديدة ،

عيناها الرماديتان إمتلئتا غضبًا شديدًا ..
كأن كبريائها قد أهين .. وليست هي من ترضى بالإنتقاص ، فعنجهيتها لا تبغي الإذلال لأيٍ كان ،
لطالما كانت هكذا ، ذات أعصابٍ حارة .. وزاد الأمر سوءًا كونها تكرهه ،
أخذت نفسًا عميقًا ، وقد توقفت عن السير .. مغمضة عينيها تستشعر حولها مكانًا للمكوث ،

فتحت عينيها فجأه جهة الشمال .. وقد إستطاعت اللمح بعينيها الحادتين ..
منزلاً خشبيًا متهالكًا .. كان ما يزال يقف صامدًا أمام الزوبعة حوله ،
إتجهت ناحيته بسرعة ، لم تعبأ بأصول الزيارة .. فقد ضربت كتفها بالباب وهذا جعله يُفتح ،
دخلت وأغلقت الباب بظهرها .. ليهدأ الهواء من حولها فيما تنفست براحة ،
إنزلق ظهرها على الباب ، جلست على الأرض وأبعدت قلنسوة معطفها عن رأسها ،
مما جعل من شعرها الطويل واللامع يتناثر حولها على الأرض ،

أظهرت إبنها من وراء معطفها ، كان يغط بنومٍ عميق ولم يستشعر العاصفة التي في الخارج ،
إبتسمت بحب تعطي إبنها نظرة حنونة محبة 'كما أيُ أمٍ في الكون' :
- أنت بآمانٍ الآن .. لن أسمح لأيِ شخصٍ بأذيتك !
تنهدت وهي ترفع رأسها تتأمل قسمات المنزل الصغير أمامها ،
كان نظيفًا لذا إستنتجت أن البيت مسكون .. وهذا جعلها تضع إبنها على أريكة ثنائية ،
غطت نصف النافذة في جهة اليمين وتوسطت أريكتين أخريتين .. قابلتهم طاولة زجاجية ،

المطبخ ذي النصف طاولة لم يكن بالكبير .. وأمامها غرفتان إحداهما بابها مغلق ،
فيما إتجهت هي ناحية الباب المفتوح جزئيًا .. وما إن همت بالإقتراب أكثر خرجت مرأة ،
إمتلكت خصلًا سماوية قصيرة وصلت لكتفيها .. بعينينِ تناسقت مع خصلها الناعمة ،
ظهرت إبتسامة لطيفة على وجهها الجميل ذات الملامح البشوشة جدًا :
- لا بأس .. لستُ أبغي الشر !

ضحكت بخفة بينما تخفي شفتيها بيدها اليمنى في رقة :
- من المفترض أن تكون هذه جملتك أصلاً.
أردفت فيما تنظر لـ'أرلِيت' التي ترميها بنظرة حادة مخيفة لم تهز شعرةً من 'ليونآ' :
- أتحتاجين منزلاً للمبيت ؟
أشارت للغرفة المغلقة فيما تتقدم خطوتين للأمام ناحيتها :
- إنها فارغة .. يمكنكِ أخذها.

تعجبت أرلِيت من كونِ الشابة أمامها حمقاء لدرجة دعوة الغرباء للمبيت ،
حل الصمت .. ليونآ تبتسم بلطف غبي لقبته أرلِيت فيما الأخيرة عاينتها بحذر ،
تنهدت ، تعطي الشابة ظهرها متجهة ناحية 'تد' ..
كانت الدقائق التي إستغرقتها أرلِيت في أخذ تد للغرفة المغلقة قليلة ،
لكن ليونآ شعرت بها بطيئة خاصة مع الهدوء الذي تكرهه شخصيتها الصاخبة ،

وقبل أن تغلق أرلِيت الباب .. قالت ليونآ بلطف فيما تودعها بيدها :
- إن شعرتِ بالجوع ، فأنا أعدُ طعام الغداء.



'عقبَ ستِ سنوات'

- آه ، إلهي .. الأطفال مزعجون جدًا !
قالتها أرلِيت .. تعقد جبينها منزعجة فيما تتخذ الأرض الصخرية مجلساً ،
بين يديها كوب بنفسجٍ دافئ ، تحاول الإسترخاء مع ضجة تد ، لوك ووالدته ليونآ ،
كانت ليونآ تطارد الصغيرين .. فيما يضحك أحدهما عندما تقبض عليه جراء دغدغتها له ،

توقفت ليونآ مكانها فجأه .. مما جعل من الفتيين يتوقفان مع الشابة :
- أرلِيت هيا .. لا تكوني مملة ، تعالي وإلعبي معنا !
قال تد بحماس فيما يقترب من والدته :
- صحيح ماما ، خالتي ليونآ دائماً ما تلاحقنا لقد أصبح الأمر مملًا !
تحدث لوك بحماس موافقًا صديقه يقول كاذبًا لكونه يكره الخسارة :
- أجل صحيح .. أمي بطيئة ولا تمسك بنا كثيرًا !

شهقت ليونآ بدرآمآ مصطنعة .. تضع يدها أمام فمها أثناء ما تجثو على ركبتيها :
- إلهي .. جرحتماني كثيرًا ، خائنان ..
رفعت رأسها تقول بصوت يشبه حيوانًا مفترسًا :
- سأجعلكما تندمان ، سأكلكما حتى الموت.

صرخا معًا ، في حين يهربان لداخل المنزل من خالتهما التي زحفت لحدِ أرلِيت ،
جلست بجانبها تضحك بمرح .. أعادت رأسها للخلف وهي تتكئ على يديها :
- آه .. لم أعد شابة كما السابق !
نظرت أرلِيت لها .. تزمُ شفتيها بيأسٍ إثر صديقتها الأكثرِ من حمقاء :
- ما تزالين في السابعة والعشرين.
نظرت ليونآ لها بنظر قلقة جادة :
- هذه هي المشكلة .. ما الذي سيحصل لي في الخمسين سنةً القادمة ؟
خرجت تنهيدة متعبة من بين شفتيها فيما تردف :
- إن الأمر يثقل كاهلي.

أعادت أرلِيت نظرتها للأفق أمامها .. العديد من الكثبان الثلجية أحاطت الطريق بعد حديقة المنزل ،
والتي كانت عبارة عن أرض قاحلة صخرية بنفسجية أحاطها حاجزٌ غير مرئي صنعته أرلِيت ،
صوت الرياح المكتوم قد وصل لـ مسامعها .. في عينيها نظرة قلقة مما قد يحصل قريبًا :
- لم تخبريني ليونآ .. هل كان هناك غيرك هنا قبل وصولي ؟

- أخبرتك بأني كنت في المنزل لشهرين قبل وصولك ، لذا لست أعلم الكثير عن المنطقة !
قالتها ليونآ متململة .. سرعان ما إستدارت بوجهها تقول متعجبة :
- شعرتي بهم ؟ أقصد الـ خمسة رجال.
هزت أرلِيت رأسها مؤكدة .. فيما نظرت ليونآ لذات ما تنظر أرلِيت له ،
كأنها تود الحديث لكن هناك ما يرددها :
- أرلِيت / ليونآ.
كلتاهما تحدثتا في الوقت ذاته .. لتقول ليونآ بإبتسامة خرقاء :
- تحدثي أولًا !

تنهدت أرلِيت ترتب ما ستقوله في عقلها فيما بدأت :
- أحد أؤلئك الرجال .. أتذكرين ألكوت الذي حدثتكِ عنه ؟
إنه .. 'تنهيدة أخرى' لقد شعرت به مؤخرًا أثناء جمعنا للطعام !

صمتت ليونآ فترة ، سرعان ما قالت بإبتسامة ساخرة :
- يبدو بأن كلتينا تعاني من المشاكل الزوجية !
نظرت أرلِيت لـ الشابة بجانبها مستغربة ، لتقول الأخيرة بينما تنكس رأسها :
- إنه ألغر .. لقد بدأت أشعر به كذلك.

رفعت رأسها بنظرة جادة ندرَ أن نظرت بها :
- الطفلان سيكونان في خطر ما إن إستطاع أحد الخمسة رؤيتهم !
هزت أرلِيت رأسها .. وقفت تنهي الحديث أثناء دخولها المنزل :
- أعرف مكانًا جيدًا لتركهم فيه.



فـِرآق بآرد

- أريد أن أبقى معك !
قالها تد بغضب يرتدي معطفًا أسود أخفى شعره ،
تقف والدته أمامه بمعطفٍ شابه معطفه لكن أطول وقد نظرت إليه بآلم :
- أسفة تد .. لكن هذا لحمايتك ، أفعل هذا لأجلك !
كانت دموع تد تنهمر على خديه .. العاصفة حوله تخفي وجهه ووجه امه تارة وأخرى ،
بينما جثت أرلِيت على ركبتيها تضع كلتا يديها على كتفيّ إبنها :
- أنا حقًا أرغب بالبقاء معك ، لكنك ستكون بخطر وحسب !

نظرت إلى ليونآ التي تبعدُ عنها عدة خطوات تودع بدورها إبنها لوك ،
سرعان ما أعادت نظرها لـ تد ، مردفة في حين تضع وجهه بين يديها :
- لوك سيكون معك ، وأيضًا .. أنت قوي تستطيع حماية نفسك !
فقط تذكر .. لا يجب عليك أن تثق بالآخرين سريعًا.



لِـقآء رَطـب

- لستُ أريد أذيتك ، أنت إبني في النهاية.
لكن يجب عليك إكتشاف الحقيقة .. أمك لم تعد موجودة في هذا العالم !
قالها بهدوء يتأمل إبنه الذي جثى على الأرض غير مصدق لما سمعه من والده ،
كانت الأرض تحته قاحلة 'بنفسجية' فيما سقطت عدة قطرات أمامه على الأرض ،
خلال دقائق كان المطر الغزير قد بلله وبللَ لوك معه ..

- أنت تكذب ، صحيح ؟ أمي ما تزال حية.
هز ألكوت رأسه بالنفي ، قائلًا ببرود يعطي إبنه ظهره :
- ليس لدي غاية من الكذب ، فقط أردت إخبارك بالحقيقة ..
لقد كنت ستكتشفها عاجلًا أم آجلًا !
عض تد 'ذي الثانية عشر عامًا' على شفته السفلى .. تفجرت الدموع من عينيه ،
فيما وقف لوك بجانبه ينظر للرجل أمامه بحقد ،

كان الخبر صدمة على كليهما ، وقد شعر لوك من نظرة الرجل إليه بأن الكلام مطابق لوالدته ،
لكن أكثر ما آثار الفتيينِ هو برودة نبرة الرجل .. وطريقة تحدثه عن أرلِيت ،
كما لو لم تكن زوجته التي أنجبت له طفلاً ~



- أحقًا المال مهم لهذه الدرجة ؟
- طبعًا نحتاج للمال ، لوك .. لا أنا أو أنت نتقن الطبخ !
زفر لوك منزعجًا من رد تد ذي التسعة عشر عامًا ، كانا يمشيان في أرضٍ فارغة ،
في نيتهما الوصول الى منطقة 'ليدآر' التي ستقيم معاركًا الفائز سيكسب مالاً وفيرًا ،
أردف تد ذي الشعر الأسود اللامع والحالك .. والذي وصل حتى رقبته مبعثرًا يعطيه رونقًا خاصًا ،
عيناه الرماديتان الحادتان ، وملامح وجهه الوسيمة :
- على أية حال .. لو أنك لم تصرف كل مالنا على تلك اللعبة السخيفة ، لما كنا هنا أصلاً !

تنهد لوك والذي إمتلك شعراً سماوي لامع مبعثر .. تناسبت مع عينيه السماويتين ،
بملامح بشوشة ظهر عليها الضجر من الطريق الطويل الذي لم يتعب من السير فيه بل ملّ منه :
- حسنًا ، صحيح .. أنا السبب ، سعيدٌ الآن ؟
تجاهله تد .. كانا يتمشيان بمحاذاة بعضهما يحلُ الهدوء بينهما تارة وأخرى ..

توقفا أخيرًا عند وصولهما لبوابة ضخمة أحاطت الأبنية داخلهُ بسور حديدي ،
قال تد فيما يمشي متجاهلًا حارسين قد وقفا على جانبيّ البوابة :
- توقف عن التذمر فقد وصلنا !
كاد أحد الحارسين يتكلم لولا أن لوك تبعه وهو يرفع بطاقة بحجم كفه في وجه الحارس :
- لا أعلم لماذا أستمرُ بالعيش معك وأنت لئيمٌ جدًا هكذا ؟!


[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
رد مع اقتباس