عرض مشاركة واحدة
  #22  
قديم 01-26-2014, 01:54 AM
 
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات والصلاة والسلام على سيدنا محمد صاحب المعجزات وعلى اله وصحبه وسلم . وبعد حكم ودر لسيدنا علي بن ابي طالب رضي الله عنه عن عجائب القلب
لَقَدْ عُلِّقَ بِنِيَاطِ (1) هذَا الْإِنْسَانِ بَضْعَةٌ (2) هِيَ أَعْجَبُ مَا فِيهِ: وَذلِكَ الْقَلْبُ، وَلَهُ مَوَادَّ مِنَ الْحِكْمَةِ وَأَضْدَادٌ مِنْ خِلاَفِهَا،
فَإِنْ سَنَحَ (3) لَهُ الرَّجَاءُ أَذَلَّهُ الطَّمَعُ،
وَإِنْ هَاجَ بِهِ الطَّمَعُ أَهْلَكَهُ الْحِرْصُ
واِنْ مَلَكَهُ الْيَأْسُ قَتَلَهُ الْأَسَفُ،
وإِنْ عَرَضَ لَهُ الْغَضَبُ اشتَدَّ بِهِ الْغَيْظُ،
وَإِنْ أَسْعَدَهُ الرِّضَى نَسِيَ التَّحَفُّظَ (4)،
وإِنْ غَالَهُ الْخَوْفُ شَغَلَهُ الْحَذَرُ،
وَإِن اتَّسَعَ لَهُ الْأَمْرُ اسْتَلَبَتْهُ الْغِرَّةُ (5)
وَإِنْ أَفَادَ (6) مَالاً أَطْغَاهُ الغِنَى،
وَإِن أَصَابَتهُ مُصِيبَةٌ فَضَحَهُ الْجَزَعُ،
وَإِنْ عَضَّتْهُ الْفَاقَةُ (7) شَغَلَهُ الْبَلاَءُ،
وَإِنْ جَهَدَهُ (8) الْجُوعُ قَعَدَ بِهِ الضَّعْفُ،
وإِنْ أَفْرَطَ بِهِ الشِّبَعُ كَظَّتْهُ (9) الْبِطْنَةُ (10).
فَكُلُّ تَقْصِيرٍ بِهِ مُضِرٌّ، وَكُلُّ إِفْرَاطٍ لَهُ مُفْسِدٌ.
- النِيَاط ـ ككِتاب ـ: عِرْق معلّق به القلب.
2- البَضْعة ـ بفتح الباء ـ: القطعة من اللحم، والمراد بها ها هنا القلب.
3- سَنَحَ له: بدا وظهر.
4- التَحفّظ: هو التَوَقّي والتّحرّز من المضرات.
5- الغِرّة ـ بالكسر ـ: الغفلة، و (اسْتَلَبَتْهُ): أي سَلَبَتْهُ وذهبت به عن رُشْدِه.
6- أفَاد المال: استفاده.
7- الفاقة: الفقر.
8- جَهَدَهُ: أَعْياه وأتعبه.
9- (كَظّتْهُ) أي: كربته وآلمته.
10- البِطْنَة ـ بالكسر ـ: امتلاء البطن حتى يضيق النفس.
رد مع اقتباس