عرض مشاركة واحدة
  #24  
قديم 01-25-2014, 01:48 AM
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
السؤال اخوتي الكرام ينطلق من هنا
هل أصبحت الكتب والمصنفات
سوي الأدبية او العلمية او حتي الخاصة
بشوؤن البيت ...من الكماليات الغير ضرورية ...للقراءة
والضرورية للزينة وتحسين الواجهات ...؟
بكل أسى أخي هذا هو حالنا مع الكتاب..

ولا أجد أبلغ من مقولة العقاد –رحمه الله- لأصف به ما وصل إليه حالنا مع القراءة "إن القراءة لم تزل عندنا سُخرة يُساق إليها الأكثرون طلباً لوظيفة أو منفعة.. ولم تزل عند أمم الحضارة حركة نفسية كحركة العضو الذي لا يُطيق الجمود"..
ومع ذلك فأنا مع وجود المكتبة في المنزل حتى وإن اعتلى كنوزها الغبار.. فأحياناً وجودها في البيت يُغري أعتى النافرين بتقليب صفحات الكتاب والنظر فيها..

هل تم الأستعاضة عن ثني الرُكب للمطالعة
والاخذ والتعلم من امهات الكُتب ...
بأزرار ولوحة مفاتيح ....
جعلت من المثقف او المدعي الثقافة يشعر
بالبلادة والبله حين يطلب
معلومة تأتيه سريعاً ...
دون أن يعرف ماقبلها ومابعدها
وكيف أتت ومن هم اصحابها ....
فأصبحت عملية جني المعلومات المبتورة
المشكوك حتي في صحتها ....
أكثر من الرصيد الثقافي
والقاعدة الثقافية الصحيحة للمثقف العربي ..؟
هل الثورة العلمية المتقدمة المتمثلة في شبكة الأتصالات
أتت لخدمة القُراء والمثقفين المهتمين بالشأن الثقافي العام
ام جعلت من المثقفين العرب تحديداً
يسعون للمعلومة المبتورة
وكأنهم امام مقهي لطلب وجبة سريعة .
فمنعتهم من زيارة رفوف المكتبات
والتمتع برائحة المصنفات...؟
في ظل عصر الثورة المعلوماتية وانفجار المعرفة تدفقت علينا العلوم والمعارف من كل اتجاه وبشتى الوسائل..وعلى درجة عالية من الزخرفة والإتقان واليسر والسهولة..
فإذا أضفت لكل هذا انعدام البواعث عندنا على القراءة.. وانعدام التقاليد الثقافية التي تدعونا إلى مرافقة الكتاب..
قد تجد ما يُعلل لك تساؤلاتك..
وبالرغم من أن الكتاب هو أهم وسيلة للتثقيف.. لأنه يدفع العقل للتفكير في ما يقرأ.. ومشاركة الكاتب تجربة النقد والتحليل وغربلة المادة المكتوبة.. بعكس بقية المصادر التي تُدهش المتلقي بما تصدره وتجعله يستسلم تماماً لما يتلقاه بدون بذل أي مجهود شخصي..
فإننا لا نستطيع أن ننكر فضل وسائل الاتصال والإعلام في رفع درجة الوعي والثقافة لدى الأفراد..
وبصدق فإن وجودها (ووجود مفاتيح الكيبورد) وفر علينا الكثير من الوقت والجهد.. خصوصاً إذا كنت تبحث عن معلومات ليست في مجال تخصصك لكنك مُحتاج لها لاستيفاء بحثك..
المهم أن يدرك الشخص أهدافه في التثقيف وأغراضه من المعرفة وبعدها يقرر الوسائل والأدوات التي تعينه –بعد الله- لتحقيقها..

أم أن الحالة الأقتصادية للفرد العربي
وعدم شعورة بالثقة في من حوله
جعله لا يأبه للقراءة وتخصيص وقت لها ...
وجعل كل وقته هو اللهاث
خلف لقمة العيش ....
فأصبحت الثقافة وملازمة مسالكها
ودروبها من الكماليات للعربي ....؟
هل تم تخيير العربي بلقمة العيش اولا او القراءة
فأختار لقمة العيش ومن هنا نعطيه
الحق في رفض الجلوس علي المتكآت
وتقليب المصنفات لزيادة الوعي الثقافي الصحيح ....؟
الثقافة والمعرفة ليست من الكماليات.. بل هي من أساسيات وشروط الحياة الكريمة.. ومن أهم وسائل التقدم الحضاري..
في السابق لم يكن هناك ارتباط بين طلب الرزق ومقدار ما يملكه الشخص من معرفة.. لكن الآن الوضع اختلف, حيث تضاءل ومازال يتضاءل على نحو مُتصاعد المهن والظائف التي يمكن للأميين ومحدودي الثقافة الاضطلاع عليها..
فالحالة الاقتصادية من المفترض أن تكون احدى دوافع القراءة والمطالعة وليس العكس.. إذا نظرنا للأمر من هذا الجانب..
ولكن علينا أن ننظر للأمر من جانب أن الله تكفل لنا بالرزق لكنه أمرنا بالعلم والاستزادة منه وهذا هو ما كان عليه سلفنا الصالح..


أم البيئة المحيطة بالأنسان العربي
حتمت عليه ان لا فائدة من القراءة
وفهم المجريات من بطون الكُتب
وترك هذا الأمر لفئة مُدعية تقرأ
بالنيابة عنها .....
وتعطيها كل شيء مبتور ناقص مُبهم ....
نحن أمة تعتمد على الثقافة الشفاهية بدرجة كبيرة جدااااً.. وكل الإنجازات عندنا نُرجعها إلى الأمور الفطرية ولا نعترف أبداً بالمكتسبات.. وهذه احدى ضرائب التخلف الحضاري..
لذلك تجدنا نعتبر القراءة والثقافية من الكماليات والأمور الترفيهية التي لا حاجة لنا بها.. ونكتفي بمعالجة المشكلات الأساسية بينما نغض الطرف عن مراقي الكمال..

هل هناك وسيلة ناجعة يمكن بها إرجاع العربي
لِدكّة المطالعة
والغوص في موروثاتنا الثقافية القيّمة
والتي تحفظ وجهنا العربي
من التلوث بثقافات مستوردة جاهزة ....
حتي أصبح للأسف بعض مثقفينا يستعينون بمثقفين وعلماء
من الجانب الغربي النصراني ويشعرون حين يتم إدراجهم كعلماء
انهم اصابوا لُب الموضوع مصداقاً لأقوال علماء الغرب
وكأن الموروثات الثقافية العربية لا توجد فيها ولا بينها علماء
في مختلف المجالات ...حتي نفتخر
بهم ونستعين ونقبتس منهم
كل ذلك اتي من الأدعاء بأن لاثقافتنا
ولا مِداد أحرفنا العربية صالحة
للرفع من قيمة المثقف العربي ....؟
هذا السؤال بشقيه يناقش مسألتين في غاية الأهمية..
المسألة الأولى: هي الطريقة التي نُعيد بها المسلم للكتاب والقراءة.. وإنه والله مما يحز في النفس أن تحتاج أمة اقرأ لمن يحثها على القراءة.. وهي أول كلمة نزلت في دستورها..
لكن على العموم نستطيع القول أن معظم ما نعلل به انصرافنا عن القراءة يعود إلى أسباب خارجية مثل ضيق الوقت.. شظف العيش.. مشاغل الحياة..
لكن برأيي أن العلة تنبع من أنفسنا وذواتنا.. وعليه فإن العلاج لا بد أن يبدأ منها وينتهي إليها..
فلو عزم الواحد منّا على القراءة بصدق فإنه بالتأكيد سيكون له ما أراد.. وستتهاوى أمامه جميع العقبات والعوائق..


أما المسألة الثانية: فهي تعود إلى نوعية ما يقرأه الفرد منّا..
أعتقد أنه ينبغي علينا التركيز على التأسيس أولاً.. فالقراءة عندما تكون مبنية على أسس عقدية وفكرية سليمة فإنها ستحمي صاحبها من الموجات والتيارات المختلفة والضالة..
إذا ما الجرح رمَّ على فسادٍ *** تبين فيه تقصير الطبيب
فهذه الكتب كما يقول العقاد أنها "طعام الفكر".. فكما أن هناك أطعمة تغذي الجسم.. فهناك غيرها يُهلك الجسم ويقتله..

فلا ينبغي للواحد منّا أن ينصرف إلى مُلَح العلم قبل أن يبذل وسعه في مطالعة صلب العلم وأصوله المتمثلة في علوم الشريعة.. وفي ذات الوقت عليه أن لا يقتصر على الكتب فقط بل لا بد من أخذ العلم من أهله –خصوصاً في الكتب المتعلقة بالعقيدة والشريعة-..






جزاك الله كل خير أخي الكريم على موضوعك القيم والثري حقيقة..
لك قلم مميز يستحق الاحترام


__________________











التعديل الأخير تم بواسطة RuUuby ; 01-25-2014 الساعة 01:59 AM
رد مع اقتباس