عرض مشاركة واحدة
  #14  
قديم 01-18-2014, 02:05 AM
 
الحمد لله بجميع محامده لجميع آلائه ونعمائه ، والسلام والتحية والإكرام على سيد المرسلين خاتم النبيين وعلى اله وصحبه ، وعلى جميع إخوانه من الأنبياء والمرسلين والملائكة المقربين من أهل السماوات وأهل الأرضين وبعد هذا باب في العقل والذكاء قال أهل المعرفة والعلم: العقل جوهر مضيء خلقه الله عز وجل في الدماغ، وجعل نوره في القلب يدرك به المعلومات بالوسائط والمحسوسات بالمشاهدة. يخص الله تعالى بألطافه الخفية من يشاء من عباده، فيفيض عليه من خزائن مواهبه رزانة عقل وزيادة معرفة تخرجه عن حد الاكتساب ويصير بها راجحاً على ذوي التجارب والآداب، ويدل على ذلك قصة هذا الغلام مع احد الملوك
مر بعض الملوك بغلام يسوق حماراً غير منبعث، وقد عنف عليه في السوق
فقال: يا غلام ارفق به.
فقال الغلام: أيها الملك في الرفق به مضرة عليه.
قال: وما مضرته؟
قال: يطول طريقه ويشتد جوعه، وفي العنف به إحسان إليه.
قال: وما الإحسان إليه؟
قال: يخف حمله ويطول أكله.
قال فأعجب الملك بكلامه وقال له: قد أمرت لك بألف درهم.
فقال: رزق مقدور وواهب مأجور.
قال: وقد أمرت بإثبات اسمك في جيشي.
فقال: كيفت مؤونة ورزقت بها معونة.
قال: لولا أنك حديث السن لاستوزرتك.
قال: لن يعدم الفضل من رزق العقل.
قال: فهل تصلح لذلك؟
قال: إنما يكون المدح والذم بعد التجربة ولا يعرف الإنسان نفسه حتى يبلوها.
قال فاستوزره فوجده ذا رأي صائب وفهم رحيب ومشورة تقع مواقع التوفيق.
رد مع اقتباس