عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 01-11-2014, 03:45 PM
 


حاضرٌ يتدفق بحلاوةٍ .. ، وذكرى تبهج النفس .. !
صورة ما خلتها تصبح بين طيّات ورق الزمان العابر .. في غبار الماضي ، بل ! .. حاضر ومستقبل .. وأمل يزداد عطره الفواح بشذى يسكرني داخل بحبوحة السعادة الأبدية ، .. دنيا مشرقة .. ومتألقة .. !
ولوحة واحدة فقط .. شوّهت بقية اللوحات في متحفي الفني الذي يزخر بأروع اللحظات .. وأجمل الذكريات ،
عندما كسى خليط الرمادية الباهت الحزين مع عتمة أطفأت شموع قلبي المنيرة .. الى جدران حياتي المطلية بأبهى الألوان .. !
،،

[ كانون الأول ،حي بلانواز ، شارع 23 ، صباح الجمعة في تمام الساعة الثامنة والربع ]

أجواء فرنسا ، في أوج شتاء مثلج كالصعيق .. !
بعد لهيب الشمس الحارق الذي سخّن الطرقات ، في صيف حيوي مشرق انقضى .. ما حبذّت وداعه بهذه السرعة !
وقد قررا صباح هذا اليوم الذي بدى بهيئته كفجرٍ تطل عليه أنوار بداية الشروق الباردة .. أمام أمواج البحر المهيبة .. المتلاطمة مع صخور الشاطئ .. !

بدى كحقيقةٍ أبصرها لكنه لم يكن سوى أحد التشبيهات التي أصنعها بواسطة أداة الخيال الخاصة بي .. داخل مستودع ذاكرتي ، فنحن نقضيها مشياً بأحدى الشوارع المحاذية لحيّنا .. !

في حبور وهدوء .. نتبادل الأحاديث ، نتشارك الضحكة .. !

وبسمةٌ حلّقت على شفتاي الملمومتان ، تارةً أرسلها بهدوء فكري ونفسي حين أحدق في يداهما المتشبثتان بكفاي الصغيران .. ،
على اليسار هي .. بنظرتها الحالمة .. البهيّة ،
عقيق منصهر يتلألأ في عيناها المتناغمة مع نقاء الذهب المنسكب على خصلها المنسدلة .. ،وجانبي الأيمن بدت لي جبهته التي تناثر عليها شيء من شعره البني .. وربطة عنقه الزرقاء التي أتمعن في منظرها المتوافق ، كتفسيرٍ عشوائي ينشأ داخلي اعجز عن مداركته ، وهو يلقي بين حديثه الذي بدى لنفسي مشوّقاً ضِعفَ عدم ادراكي لمعانيه المتجاوزة حدود تفكيري الموازية سنين عمري .. !

انسجمنا بأبهى حلّة تدلل على مفهوم الرابطة الأسرية .. بل أشد من ذلك !
ليست لأنه الشعور ذاته .. ينطلق مع كل نبضة .. بل لأنها تجسّدت داخل خلايانا كروح بيضاء واحدة ! .. فيها تتجاذب كرات الحب الممغنطة، وتتلاقى مفاهيم حروفنا .. و يزداد تحصننا بعقيدة تدفع عنا كل سوء ،
الا أمر باغتني في ريبةٍ ،
مشيئة القدر المعقودة بكل درب نحن من سالكيه .. لا يمكن الفرار منها ، وبها أيقنت أن أبوابها لا توصد بقوة انسان ، أو برجائه الصادق بغية ايقاف الزمان !
حتى خلت في لحظة .. مصيرٌ قادم باتجاهنا ، يدنو بيسرٍ دون تمهّل .. ليقذفنا في قاع عسير !!

حين انتصفت الساعة ،
وبعد أن ألقيتها نظرة خاطفة الى طريقي بين خفة خطواتي وضحكاتي .. أمتدت حدود بصيرتي أضعافاً لتلتقط ذلك المشهد المتحرّك بعدسةٍ دقيقة .. في داخله لم يتسع مجالاً للحديث .. أو توجيه سؤالٍ قصير يعبّر عن حالة الأستفهام و الرهبة التي افترست قلوبنا قبل أجسادنا !!

شابٌ ثمل خرج عن ايطار وعيه ، انزلق المقود من بين يديه ليسقط رأسه على جانبٍ داخل السيارة !
سيارة زرقاء انحرفت عن مسارها من العدم بعد أن تراءت من شارع فرعي ،
عجلاتها أبت التوقف بعد اختراق أقصى سرعة لديها .. وفي الطريق الذي تسلكه بشكل هجومي سيبتلع الحي والجماد .. الأخضر واليابس ، وما كان يشمل سوى عائلة من ثلاثة أفراد
هم نـــحن !!

حدث مفاجئ قلب الأمور .. غيّر وجهتنا ، بدّل مصيرنا ..
لازالت دميتي الصغيرة التي أشتراها مؤخراً ليلة البارحة ، مغلّفة جديدة .. لم أفتحها ، فان كانت هناك فرصة مخبأة حجبتها غمامة جثت على عيناي ، فاني أرغب بالرجوع حالاً كي أفتح باب غرفتي ، وأتّجه راكضةً أليها .. !
لحظات معدودة، تضاربت بطيّاتها الأفكار والظنون .. والاحاسيس المهيبة !
وشعرت بثقل جسدي كأطنان من حديد ، ضاقت نفسي وأظلمت بصيرتي .. وكأني بي أزحف بقدمان تطلان على شفى حفرةٍ من نار .. !
مخالب الزمان الدامية على اهبة انقضاضتها بين صيحاتها حين احتضنتني خشية فقداني ، فان كان الضرر الذي سيتلقاه جسدها كله بدل الجميع ،فقد هوّن عليها هذا مرارة الفقدان ، وعيشاً رثاً مشبعاً بدموع الأحزان على فراق فلدة كبدها ، وطبول تقرع بين احشائها تداخل صداها في شرايين اذني التي التصقت بضلوع صدرها المرتعشة لتهمس لي .. ان لا خطر محدق داخل حجرٍ محصّن لايزال يتنفس .. !
لكنها لم تكن خاتمة الخطر الآتي .. فهو ما زال يترقّب فريسته المغلوبة على أمرها ، ترقب العطشان .. الذي اسلم عن مقاومة ألم جوعه ،
وبها .. حُسِمَ الأمــر !!
ألمٌ اعتصر عظام ذراعي حين قبضت كفّه على كتفي بشدّة ،
في جزء من الثانية .. حلّقت عالياً في السماء ! .. وسط ذهولٌ تاه ببريق عيناي وتوقف عقلي عن عمله ، ارتطم جسدي بحائط أحدى المتاجر المغلقة بعد أن قذفتني كلتا يداه لأصبح بعيدةً عن بقعة الخطر المضطرمة .. الى أن هويت كدمية مجوّفة .. اتدحرج كالكرة .. ليستقر مكاني على الرصيف المقابل ، وتستكين قدرتي على ظهري المهشّم .. بعد أن تعالت شهقة حادة تحررت من محجرها لتنطلق الى العنان !!

أرتفعت صيحتها ، ورفرفرت أجنحة الحمام على مصرعهما الختامي .. تاركةً بقايا من ريشها حين ارتحلت .. !!

صمـــــت !!

مرت بي تيارات الرياح الباردة ، لتتلبد السماء .. !
##
أحسست بتلك الكتل الكروية الهشّة ، تتحدر بخفّة ليندثر جسدي الهامد داخل طبقات من ثلج تكوّنت في سكون .. وازدادت سمكاً ، حتى أكتست الأرض بردائها الناصع .. !
والوخز المؤلم الذي باغتني بأبره المدببة ما بين شق الحياة وبداية الاحتضار .. تدّلت روحي على حافة سفح النهاية بوهنٍ صامد !
ولكن جزءً منفصل عن ذاكرتي بدى شاغراً .. وآخر مفكّراً .. منقّباً عن اجابة السؤال ونتيجة الختام ،
فجعلت أبث القدرة في خلايا منهارة لعلي أحضى بوقودٌ يعينني على الزحف .. !
لم يكن هناك أمل .. همس .. حركة ، سوى بخار يتجمع تارةً ثم يتشتت مع جزيئات الهواء،.. الى أن سرت حرارة داخلي وارتفع رأسي عن موضعه .. ويا ليتني لم أفعل !
أغلال كبّلت أطرافي الخادرة .. وموجة حادة خطفتني برعشة بارزة حين أحسست أن شيئاً بدأ يتمزّق في أحشائي
كتلة من الدماء القانية .. تنساب من فتحات أدميت جسدين بالجروح ، والداي مرميان بلا أنفاس .. بلا قلب نابض
لفتني هالة الرعب ، وتسلل الوجل خلسة ليتقد ناراً حارقة ، للتو عاد حسّ الروح بوجداني ، .. وصفعتني لفحة هواء حملت دماً من عنقها لتصيب وجنتي اليمنى فتتلطخ .. وتُصبغ بحمرة دمٍ انزلقت الى زاوية شفتي العليا ،
جفت دموع عيناي .. وعلقت صرختي .. ! ،فجوة انجرفت بعمقها .. !!
انتشلت فيني قدرة الأحساس بهويّة النفس ، وأدراك ما تصورته .. !



يتبع،
الرجاء عدم الرد !~\
__________________








THINKING IN OWN SPACE BETWEEN PIECES FROM ME
[ LOST BETWEEN MIRAGE AND REALITY ]



BLOG#NOTE#ART#NOVEL#

رد مع اقتباس