عرض مشاركة واحدة
  #27  
قديم 01-07-2014, 06:34 PM
 
الحلقه الأخيــــــرة (رحله نور من الظلمات إلي النور)


أكرمني الله بزوج صالح وطبيب أيضاً وكأن الله عوضني بدل الطبيب طبيب
بل أنه أيضاً أستاذاً في كلية طب الأسنان رغم سنه الصغير الذي لم يبلغ الثلاثين بعد
إنسان طيب دمث الخلق ومسلم على دين تقدم إلي فوافقت عليه
وأتممنا الفرح في حضور ضعيف من الأهل وفي حضور قوي جداً من أهله والأصحاب
وانتقلت معه في بيته البعيد عن بيت أهلي وشعرت معه بالأمان والدفء



ولكن هداية أمي كانت لا تفارق خاطري
كنت أفكر فيها ليل نهار كيف أناقشها وهي مثقفة وجامعية ولها بعض المقالات
بصفة دورية تنشر في بعض الصحف المحلية كيف أصل الى هذه العقلية
وصولاً يخدم هدفي في دعوتها إلى الإسلام
كنت أتمنى أن يأتى اليوم وأسمع أمي وهى تشهد كلمة التوحيد
كنت أخاف عليها أكثر من نفسي وبالفعل جاء هذا اليوم
حقاً كان يوم عصيب لأن بدايته كانت حزينة



جيران لنا لهم إبن وحيد لم يتعد الثالثة والعشرين من عمره
وكان يكمل دراسته في ألمانيا وعاد لتوه بناءً على إلحاح من أهله ليخطبوا له
وبالفعل عاد الإبن الوحيد إلى أحضان أهله وتمت الخطبة
ولكن حدث أمر جلل اثناء أحد زيارات هذا الشاب إلى خطيبته
وقع له حادث تصادم أليم وتوفاه الله
كان وقع الصدمة على أهله وعلى كل من يعرفه رهيب



ذهبت أمي إلى جنازته ووصفت لنا وحدثتنا عن ثبات الأم
وكيف كانت تقول في الجنازة كانت تقول مخاطبةً ابنها المتوفى :
ربك أعطاني إياك وربك أخذك مني فحسبي الله هو يكفيني
كانت هذه الجمله تزلزل كيان كل من يسمعها
ما رأيت منها لا صراخ ولا عويل ولا نحيب
وكانت أمي متعجبة من صلابة هذه الأم الثكلى
وفي المساء ذهبت أمي اليهم وكان هناك مكان داخل البيت
لعزاء السيدات في حضور شيخ يتكلم عن الموت وما بعد الموت
إما نعيم أو جحيم وعن الملائكة داخل القبر وثبات المسلم
كل ذلك تستمع له أمي دون أن تعقب وكانت تنظر دائماً إلى أم الشاب
وتجدها تسبح تارةً أو تقرأ في القرآن تارةً أخرى
وعادت أمي إلى البيت وحكت عن كل هذه الأشياء لنا أنا وأخي
متعجبةً من صلابة المرأة وقالت : لو أن إبنى هو الذي مات
لكنت خرجت في الشارع مثل المجنونة
فنظر إليها أخى
وقال : الفرق الذي بينك وبينها هو الدين.


قالت : كيف؟
قال لها : الإسلام يحث المسلم على الصبر عند الشدائد وأجره على الله
وينهيه عن أي تصرف خارجي من تصرفات الجاهلية الأولى
مثل شق الجيوب أو لطم الخدود والمسلم الحق هو من يمتثل لأوامر ونواهي الله


واستمر الحوار هكذا بين أمي وأخي وأنا مستمعةً لا أعلق بأي شئ
المهم أن أمى تركت المجلس وأصرت على الحضور في اليوم التالى
إلى العزاء لسماع الشيخ لأن العزاء يكون ثلاثة أيام وحدث نفس ما حدث في اليوم
الأول الشيخ يتكلم عن الموت وما بعد الموت وعن الجنة والنار
وأمي تستمع له..فعادت إلينا

وسألتنا سؤال غريب ترى ما هو مصير من يموت منا
هل إلى الملكوت كما يزعم النصارى
أم إلى الجنة كما تزعمون أنتم
شرحت لها أنا وأخي ما هي الجنة في الإسلام ونعيمها
وما أعده الله لعباده الصالحين فيها
ثم بعدها سألتنا عن القرآن ونحن نحس أنها قريبةً جداً
ولكن هناك ما يمنعها لا أعرف ما هو..


ولكني اتخذت المبادرة الأولى في طريق الهداية إلى أمي
ذهبت إلى جارتي أم الشاب المتوفى وقلت لها أننا نريد منك أن تساعدينا
فوالله إنها تحبك ومتأثره بك إلى درجة كبيرة كلميها عن الإسلام وتقربي إليها..

وبالفعل بدأت جارتنا تدعوها إلى بيتها مرات كثيرة تقريباً يومياً
وتتحدث معها وتشرح لها آداب الإسلام دون أن تعرضه عليها
ثم تحدثنا إلى الوالد أن يكلمها هو ويعرض عليها الإسلام
لأنها تحبه وتحترمه إلى أقصى درجة وقد يكون له تاثير عليها
وبالفعل تكلم معها أبى وقال لها دعك من العناد والكبر
واعلمي أن الحق ما هو عليه أنا وأولادك كوني معنا ما يمنعك ؟
قالت : إخوتي وأهلي أخاف أن يقاطعوني..
وقال لها : هل أنا ليس لي أهل ولا أخوة هل لم يقاطعوني؟؟
إنه يوم لو تعرفي وصفه ما قلتي هذا
.. إنه يوم يفر فيه المرء من أخيه ومن أمه وأبيه ومن صاحبته وبنيه دعك من هذا الكلام
وهل أهلك أعز عليك مني أو من أولادك؟؟
فسكتت قليلاً وكأنها اقتنعت أنها قدمت سبب واه
بعد اقتناعها الكامل أن الإسلام على حق قالت أمي بعد برهه حسناً سأعلن إسلامي
فقام أخي على الفور وقال : إذن رددي خلفي الشهادة ..
قالت : لا بل أرددها خلف أبوك

.. وبالفعل قالها أبي ورددتها أمي خلفه ونحن في قمة السعادة
وقمنا وعانقناها أنا وأخي والدموع تسيل منا جميعاً
ونزل أخي على الفور واشترى ورداً مكتوباً عليه إسم أمي
وأقمنا حفلة بهذه المناسبة الجميلة ودعونا جارتنا الطيبة

ومع أن أمى طلبت منا أن لا نخبر أحداً إلا أنني سربت الخبر
لأن المسلم في عزة من دينه
وكنت أرى أمي في حالة طبيعية لا تفعل أشياء في الخفاء وتخشى منها ..
وبالفعل صدق ما كانت تخشاه أمي فقد قاطعها كل أهلها
ولكنها اليوم تعلم أنها مسلمة
ويعلم الناس أنها مسلمة وتمشى بملابس إسلامية جميلة بزينة الحجاب
بل أنها تكون حريصة على عدم الخروج من بيتها إلا وهي ترتدي القفازات في يديها


وعلمتها جارتنا الغسل والطهارة والوضوء والصلاة وكل ما يتعلق بالمرأة المسلمة
ولا تخرج إلا معها إلى المسجد


وبفضل الله علينا أتم الله علينا نوره وأنار بيتنا كله بنور الإسلام
وأنهى بكلمة الجارة الطيبة التي قالت
عسى الله أن يجعل إسلام الأم فى ميزان حسنات ولدي.
يارب


"انتهت"
__________________
إن كانت غزوة أحد قد انتهتْ
فإن مهمة الرماة
الذين يحفظون ظهور المسلمين
لم تنته بعد..!!
طوبي للمدافعين عن هذا الدين كل في مجاله،
طوبى للقابضين على الجمر،
كلما وهنوا قليلاً
تعزوا بصوت النبيِّ
صل الله عليه وسلم
ينادي فيهم:
" لا تبرحوا أماكنكم " !