عرض مشاركة واحدة
  #24  
قديم 01-07-2014, 02:17 PM
 
الحلقه (9) (رحله نور من الظلمات الي النور)



ما كنت أعلم أن قدماي ستقودني إلى هذه... الكنيسة العتيقة الأثرية


التي قلما ذهبت لها قبل إسلامي


ومع أن ذهابي لها لم يكن كثيراً قبل إسلامي إلا أن راهب الكنيسة يعرفنى جيداً


وجاءت اللحظة الحاسمة


دخلت إلى الكنيسة بخطوات ثابتة


واخترت لنفسي مقعداً في منتصف الكنيسة وجلست عليه


ونظرت ببصري في أرجاء الكنيسة


فأبصرت بعيني مجموعة من السياح الطليان يتضرعون أمام إحدى الصور


وهذه مجموعة من الراهبات تشعل الكثير من الشموع في مقدمة القاعة


جدران الكنيسة العتيقة المصممة أساساً ضد القنابل والصواريخ


..تتزين جدرانها الداخلية بالزينات استعداداً للإحتفال برأس السنة





أصوات الأجراس تتصاعد رويداً رويداً


.. وأصوات الترانيم يسمعها حتى من هو خارج الكنيسة


وسط كل هذا الخضم وأنا جالسة مكاني أشخص ببصري يمنةً ويسرى


وفجأة


علت أصوات الأجراس..


وعلت نبرات الترانيم..


وعلا صياح الحضور متجاوبين مع الترانيم..


وحينها..


سمعت نداء الحق..


هذا المسجد الصغير الذي يبعد كثيراً عن الكنيسة..


ورغم كل هذه الأصوات التي يستحيل أن يخترقها صوت خارجي..


إلا أن صوت الحق ملأ أرجاء الكنيسة..


الله اكبر .. الله اكبر


الله اكبر .. الله اكبر


فقمت من فوري واقفة وكل أعضائي ترتجف


وقلت بأعلى صوتي.. :


الله اكبر..


الله اكبر..


الله اكبر..



صوتى سمعه كل من في الكنيسة توقفت أصوات الترانيم


وسكت المرنمون والهامسون


الكل سكت وكأن على رؤوسهم الطير..


وتوجهت الأنظار إلي..



فتوجهت ناحية الباب وأنا أجري


وأجري وأجري حتى وقفت في الحديقة الخارجية للكنيسة


وكان الراهب الذى يعرفني قد جرى خلفي ولحق بي


وقال لي بصوته الخافت دائماً الخبيث احياناً:


هدئي من روعكِ يا بنتى



فقلت له بنبرة عالية ممزوجة بدموع الحسرة:


كله منكم ..أنتم من أفسدتم الشباب


.. الله ينتقم منكم وهم بضربى ضربه خفيفة في بطني


فقلت له: إبعد يدك عني يا نجس


وجريت بأقصى سرعة إلى البيت


وحينما وصلت توجهت


مباشرةً إلى الحمام


ومكثت أغتسل فترة طويلة وأنا أبكي


أحسست أن على جسدي قذارة رهيبة لابد أن أتخلص منها





فخرجت.. ومسكت المصحف وقرأت سورة الكهف وأنا أبكي


وأدعوا الله أن يغفر لي ما حدث


وحينما حكيت لأحد الشيوخ بعد ذلك عن ما حدث لي في الكنيسة


قلت له: أقسم بالله أن ذهابى إلى الكنيسه زادنى إلى الله قرباً وإلى الإسلام حباً


فلم يقل لي إلا قوله تعالى:



﴿ يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ


وَيُضِلُّ اللّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللّهُ مَا يَشَاءُ ﴾ إبراهيم27




أخى عاد لتوه من رحلة دعوية مع بعض أصدقائه المسلمين من فرنسا


يدعو لهذا الدين الجديد الذي أحبه من كل قلبه


أما أنا عكفت على تعلم أصول ديني من خلال الكتب والدروس المسجلة


وفي البيت عندنا هناك جهاز استريو مركزي


في كل غرفة من غرف المنزل الكبير سماعة


فإذا قام أحدنا بتشغيل أي مادة سمعها كل شخص في البيت مقيم في أي غرفة




وطبعاً من الممكن أن يفصل سماعته ولا يسمع إن أراد


وكنت أنا دائماً أقوم بتشغيل قرآن وخاصةً الطفل البراك فكنت أحبه جداً


والغامدى فكان صوته جميلاً وقريباً جداً من قلبي


وكأنى أعرف صاحبه.. أخى أوقريبى


كنت كلما شغلت أحدهما سمعه كل من في البيت


وكنت أعلي الصوت لأعلى درجاته حتى يسمعه كل من في البيت


وإذا اعترضت أمي أقول لها: يا أمي إن القرآن يطرد الشياطين من البيت..


فتضحك دون أن تعلق..




فكرت أنا وأخى فى أمى كنت أحس أنها قريبةً من الإسلام


ولكن هناك شئ ما يمنعها فكرنا أنا وهو أن يأتي بصديقه حتى يكلمها


فهو أعلم منا وفي كلامه تأثير كبير على الناس


وفعلاً جاء صديقه إلى بيتنا


ورحبت به أمي وكانت على أتم استعداد أن تسمع عن الإسلام


ولكن حدث موقف قلب كل الأمور رأساً على عقب


رحبت به أمى ومدت يدها لتصافحه


فما كان منه إلا أن وضع يده على صدره دون أن يسلم عليها


وقال لها: مرحباً بكِ يا خالتي


فغضبت أمي أشد الغضب من هذا الموقف


وقالت: هل هذا هو إسلامكم؟


هل دينكم يعلمكم هذا؟؟


هل هذه هي المحبة فى الإسلام؟؟؟


وتركت المجلس باكية إلى غرفتها




هذا الموقف صراحةً أغضبنى بشدة ونهرت صديق أخي


وقلت له: كنت صافحتها وخلاص ..دي من سن أمك


..وبعدين مش مهم لو كنت أخدت سيئه مادامت سوف تكون سبباً في إسلامها


وبكيت أنا الأخرى وتركتهم ودخلت غرفتي وفشل للأسف مخططي أنا وأخى


فى محاولة لدعوة أمي إلى الإسلام





ولكن تأتى الرياح بما لا تشتهي السفن مرض والدي الحبيب


وتم نقله إلى المستشفى


وفي المستشفى حدث ما حدث




تابعونى


__________________
إن كانت غزوة أحد قد انتهتْ
فإن مهمة الرماة
الذين يحفظون ظهور المسلمين
لم تنته بعد..!!
طوبي للمدافعين عن هذا الدين كل في مجاله،
طوبى للقابضين على الجمر،
كلما وهنوا قليلاً
تعزوا بصوت النبيِّ
صل الله عليه وسلم
ينادي فيهم:
" لا تبرحوا أماكنكم " !